الكوثر_ايران
جاء ذلك خلال كلمة لخرازي في مؤتمر "القانون الدولي تحت وطأة العدوان والدفاع" الذي نظّمه مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الايرانية اليوم الأحد .
تدهور القانون الدولي
وفي تحليله للوضع الدولي الراهن، قال خرازي: "المؤتمر الحالي قام بتفسير جيد للوضع الدولي الراهن من حيث احترام القانون الدولي". وأضاف: "للأسف، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت في العالم لإنشاء الأمم المتحدة ووضع القوانين الدولية، نرى أن سيادة القانون تحولت إلى سيادة القوة".
كما اكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران، إن إيران "لن تُساوم أحداً على استقلالها"، مؤكداً أن "إيران لن تستسلم أبداً على عكس بعض الدول التي تقبل بوضع استقلالها في المزاد".
اقرا أيضا:
وقال وزير الخارجية الإيراني الاسبق: "للأسف، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت في العالم لإنشاء الأمم المتحدة ووضع القوانين الدولية، بهدف أن تسيطر على علاقات الدول وتمنع الحرب وسفك الدماء، نرى أن سيادة القانون تحولت إلى سيادة القوة".
وأردف: "خاصة مع صعود ترامب كرئيس للولايات المتحدة، الذي لا يؤمن أساساً بالقوانين الدولية، ويعتمد بدلاً من ذلك على القوة والضغط والحرب لتحقيق أهدافه".
دور إيران التأسيسي وإحباط محاولات تقويض المنظمة الدولية
وأشار خرازي إلى أن "إيران كانت من بين الدول المؤسسة للأمم المتحدة، وحاولت طوال هذه الفترات أن تُطبّق القوانين الدولية وتمنع الحروب وسفك الدماء، لكن القوى الكبرى للأسف أساءت دائماً استخدام مثل هذه المنظمة".
ولفت إلى أن "الأمم المتحدة أصبحت أضعف يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة، واليوم نرى أن هذه المنظمة في وضع ضعيف جداً، لدرجة أن القوى الكبرى تتخذ أي قرار تريده، والأمم المتحدة عاجزة عن منع قراراتها الخاطئة".
إهانة الأمين العام للأمم المتحدة
وتابع: "حتى أننا شهدنا في غزة نفسها، الإهانات التي تعرض لها الأمين العام للأمم المتحدة. وهذا يدل على أن الأمم المتحدة فقدت قيمتها، وأصبحت سيادة القوة هي السائدة بدلاً من أن يكون القانون هو الأساس وأن تلعب الأمم المتحدة دورها".
استلهام اسم المؤتمر من تجربة تاريخية
وأوضح خرازي أن "اسم مؤتمر اليوم مأخوذ من مؤتمر العدوان والدفاع الذي عقدناه في نهاية الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات"، قائلاً: "في ذلك الوقت كنت مسؤولاً عن الإعلام الحربي، وعقدنا مؤتمراً ودعونا خبراء القانون وشخصيات بارزة من دول مختلفة، وكان مؤتمراً ناجحاً جداً يمكن أن يكون نموذجاً وخبرة لمنع حالات العدوان اللاحقة".
دروس الصمود في الحرب العراقية الإيرانية
وأضاف رئيس المجلس الاستراتيجي: "في الحرب التي استمرت ثماني سنوات، صمدنا لثماني سنوات، وكانت هناك محاولات كثيرة لقبول وقف إطلاق النار ثم الدخول في مفاوضات. لكن إيران لم تقبل ذلك، وسعت من خلال شبابها وقواتها المسلحة إلى طرد العدو من الأراضي الإيرانية".
واعتبر أن "هذا كان إنجازاً كبيراً لإيران، أنه في وقت كانت الثورة قد حدثت للتو، وكان الأعداء يعتقدون أن كل شيء قد انهار ويمكنهم تفكيك إيران وتحقيق أهدافهم، فإن إرادة شعبنا وشبابنا الأبطال استطاعت طرد العدو من الأراضي الإيرانية".
أوجه التشابه بين حرب السنوات الثماني وحرب الأيام الاثني عشر
وأشار خرازي إلى أن "حرب الثماني سنوات وحرب الاثني عشر يوماً تتشابهان في عدة جوانب"، قائلاً: "في حرب الثماني سنوات، كان صمود وتماسك وقدرة شعبنا على التحمل في مواجهة العدو هو ما أدى إلى النصر. كانت إرادة وتصميم وحافز قواتنا المسلحة التي وقفت في وجه العدو ودفعت عن البلاد".
وأضاف: "في حرب الأيام الاثني عشر، رأينا أيضاً نفس الشيء، أي أن قدرة التحمل والصمود لدى الشعب، والتماسك الذي أظهرته إيران والإيرانيون، كان فعالاً جداً. بينما كان الأعداء يريدون تحقيق انهيار في البلاد، أظهر الإيرانيون ، أينما كانوا، داخل البلاد أو خارجها ، تماسكهم في مناوئة ومحاربة العدو بشكل جيد".
اعتماد إيران على الذات في الدفاع
وأكد رئيس المجلس الاستراتيجي أن "الاعتماد على الذات، في حرب الثماني سنوات وفي حرب الأيام الاثني عشر، كان من أوجه التشابه بين هاتين الحربين. في حرب الثماني سنوات لم نعتمد على الأجنبي بل اعتمدنا على أنفسنا، وفي حرب الأيام الاثني عشر أيضاً رأيتم أن أحداً لم يساعدنا وكنا فقط نحن من دافعنا عن بلدنا".
تقصير الأمم المتحدة في أداء دورها
وتابع: "أوصت الأمم المتحدة الأطراف بممارسة ضبط النفس. هذه الأمور تظهر أن الأمم المتحدة حقاً لم تؤد الدور البارز الذي يجب أن تلعبه".
إيران لا تستسلم ولا تتنازل عن استقلالها
واستخلص خرازي من "تشابهات الحربين والحدثين الكبيرين، أن الإيراني لا يقبل الذل ويقف في وجه القوة. الإيراني لا يبادل استقلاله بأي شيء. الإيراني يعتمد على نفسه، وبناءً على شعار (نحن قادرون)، يسعى لحل مشاكله بنفسه".
إنجازات الاعتماد على الذات في المجال العسكري
وأشار الوزير الإيراني السابق إلى أن "هذا نراه اليوم في إنتاج السلاح، حيث استطعنا الاعتماد على كوادرنا المتخصصة في إنتاج الصواريخ والأسلحة الأخرى للدفاع عن أنفسنا".
وأكد في الوقت نفسه أن "الإيراني عندما تُمدّد إليه يد الصداقة، يكون مستعداً للحوار والتحدث والوصول إلى السلام. كما أننا بعد سقوط نظام صدام والقوات الداعشية التي صنعها الأمريكيون أنفسهم، وكادت تطيح ببغداد، قدمنا المساعدة لهم، رغم أننا كنا سابقاً في حرب مع العراقيين".
وأضاف: "رغم كل ذلك، قابلنا يد الصداقة بإيجابية وساعدنا، واليوم أيضاً نقدم المساعدة لجيراننا بما في ذلك العراق".
اعتراف الخبراء باستقلال إيران كاستراتيجية ثابتة
وتابع خرازي: "من اللطيف والمثير للاهتمام أن السيد ولي الله نصر، كمفكر نشط في مراكز الفكر الأمريكية المختلفة، قد وصل إلى هذه النتيجة. فهو يقول إن حماية الاستقلال والمقاومة في وجه الضغوط الغربية هما الركيزتان لاستراتيجية إيران".
الاستقلال والصمود قيمتان راسختان
واختتم خرازي بالقول: "هذا يظهر أن إيران لن تساوم أحداً على استقلالها، وعلى عكس الدول التي تستعد لوضع استقلالها في المزاد، فإن إيران لن تستسلم أبداً".
وأكد أن "هذه الروح الإيرانية القائمة على شعار (نحن قادرون)، عندما نقرر أننا نستطيع حل مشاكلنا بأنفسنا ونستطيع الصمود في وجه الأجانب وقوة الآخرين، فإن هذا في حد ذاته هبة ناتجة عن التأكيد على الاستقلال والقدرة على التحمل في مواجهة ضغوط الأجانب".
تحذير واضح لترامب
ووجّه خرازي تحذيراً واضحاً لترامب: "توصيتي لترامب هي أن يدرس تجربة أسلافه، وكما اضطروا في النهاية إلى الاعتراف بالجمهورية الإسلامية كدولة وأمة صامدة، فأنت أيضاً ستضطر إلى الاعتراف بالجمهورية الإسلامية وإجراء مفاوضات حقيقية معها".
مسؤولية أمريكا
ورداً على اعتراف ترامب بالمشاركة في الهجوم على إيران، قال الخرازي: "عندما يتحمل رئيس دولة المسؤولية بشكل رسمي، يجب أن يتحمل عواقبها أيضاً. ومن حق إيران المطالبة بحقوقها مقابل العدوان الذي تم بمسؤولية أمريكية".
وأضاف: "من حق إيران أن تطلب من أمريكا تعويض الأضرار التي لحقت بها سواء كانت مادية أو بشرية أو نفسية".
واختتم خرازي مؤكداً: "الهجوم الإسرائيلي والأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية كان غير قانوني، خاصة وأن هذه المنشآت تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لذلك، عندما تتحمل أمريكا مسؤولية هذه الحرب، يجب أن تتحمل مسؤولية تعويضها أيضاً".