الكوثر - مقابلات
تقول "فاطمة" إن والدها منذ انضمامه إلى صفوف المقاومة تولّى مسؤوليات قيادية مهمة، لكنه كان شديد الكتمان حيال طبيعة عمله. كنا نراه دائم الانشغال، مخلصاً ومتفانياً، لا يعرف الكلل أو الملل. كان يقضي معظم وقته في خدمة القضية التي آمن بها حتى لحظة استشهاده، حين استهدفه العدو في مقرّ عمله.
وتوضح أن القادة في حزب الله تركوا أثراً عميقاً في بيئتهم، وأن والدها "ابراهيم محمد القبيسي"، ا(لحاج ابوموسي) كان يؤمن بأنهم نجحوا في تطوير العمل الجهادي وتحقيق أهدافهم في نصرة الحق والمظلومين. كان يقول دائماً إنهم ساروا على نهج الإمام الحسين (ع) مطبّقين القاعدة التي خطّها لنا: إما النصر وإما الشهادة، وإن هذه القاعدة أصبحت منهجاً عملياً للأجيال في طاعة الوليّ ونصرة الحق.
إقرأ أيضاً:
وتصف "فاطمة "والدها بأنه قائد محبوب بين رفاقه، يتميّز بالفكر الواسع والإخلاص الكبير، مشيرة إلى أن من حوله كانوا يرون فيه روح القيادة والإيمان رغم تواضعه وصمته. أما عن الشهادة، فتقول: ذكرى استشهاده كانت ساعة الحقيقة التي كنا ننتظرها. مع مرارة الفقد، أحسسنا بالرضا والتسليم لأمر الله، لأن والدي نال خاتمة تليق بمسيرته الجهادية. شعرنا بالفخر لأننا أصبحنا من عوائل الشهداء.
وتتابع ناقلةً عن والدها رؤيته حول دور النساء في المقاومة: كان يؤكد دائماً أن للمرأة دوراً أساسياً في تربية الأجيال الصالحة والمقاومة، وأنها شريكة في صنع النصر، فهي التي تربي وتثبّت وتمنح القوة من خلال وعيها وإيمانها. وكان يرى أن جهاد المرأة بالعلم والمعرفة لا يقلّ أهمية عن الجهاد في الميدان. كما تنقل عنه قوله في وصاياه الدائمة للعائلة وللأجيال القادمة: استغلوا كل لحظة في ما ينفعكم، فليس في حياة المجاهد وقت ضائع. كل لحظة مفيدة ترفع الإنسان دنيوياً وأخروياً.
وتختم فاطمة بالقول: أحمل هذه الرسائل وأنقلها اليوم إلى الشباب، لأن الزمن الذي نعيشه لا يحتمل التهاون أو الفراغ. أتمنى أن تتعرف الأجيال القادمة على مسيرة والدي الجهادية لتستلهم من فكره وثباته وإيمانه العميق.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان