الكوثر_السودان
وفي بيان رسمي، وصف الاتحاد ما يجري بأنه "حراب وفساد كبير" واعتبره انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، داعيًا الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي إلى الوقوف مع الشعب السوداني في محنته الشديدة. وأكد البيان أن استهداف المدنيين وحصار المدن ومنع وصول المساعدات الإنسانية يعد أعمالًا محرمة شرعًا ومن الفساد في الأرض، مستندًا في ذلك إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تحذر من سفك دماء الأبرياء.
وأشار البيان إلى مسؤولية كل الأطراف المتورطة في هذه الجرائم، وطالب بفتح تحقيق دولي مستقل للكشف عن الانتهاكات التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان، مؤكدًا على ضرورة تحرك المنظمات الدولية والإغاثية لإغاثة سكان الفاشر وفتح ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإسلامية.
ودعا الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي إلى القيام بمسؤولياتهم التاريخية تجاه السودان، والعمل على وقف القتال وإنقاذ المدنيين، كما حث القيادات الدينية والعلماء في السودان على أداء دورهم في الإصلاح وحقن الدماء.
وأكد البيان تضامن الاتحاد الكامل مع الشعب السوداني وحكومته الشرعية، مشددًا على أن محنة السودان تستلزم رفع الوعي الديني والسياسي وإشراك العلماء والخطباء في الدعوة إلى السلام والعدالة.
وفي تصريحات صحفية، أكد الأمين العام للاتحاد، الدكتور علي الصلابي، "على ضرورة أن تنأى سلطات الأمر الواقع في ليبيا بنفسها عن إشعال الأزمات والحروب في دول الجوار، خصوصًا في السودان. وقال الصلابي: "نطالب السلطات الليبية بأن تكون عامل أمن واستقرار، وأن تنحاز للسلام في السودان بعيدًا عن إشعال الحرب"، مشددًا على أن الصمت عن القتل وسفك الدماء غير مقبول، وأن الشعوب العربية والإسلامية مطالبة بالوقوف مع الشعوب المظلومة، ودعم الشرعية في السودان".
وأكد الصلابي أن استمرار النزاع المسلح يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها، محذرًا من انعكاساته السلبية على ليبيا وبلدان الجوار، وداعيًا جميع القوى الإقليمية والدولية للعمل على نزع فتيل العنف وإنقاذ المدنيين قبل وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية.
يذكر أن مدينة الفاشر تعرضت مؤخرًا لهجمات دامية من ميليشيات "الدعم السريع"، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتهجير آلاف الأسر، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف الذي يهدد استقرار دارفور والسودان ككل.