الكوثر_ايران
ووجه الشيخ قاسم دعوة مباشرة للسعودية قائلاً: "ندعو لفتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس واضحة، على أن يكون الحوار مبنياً على أن "إسرائيل" هي العدو وليست المقاومة، ويعالج الإشكالات ويؤمن المصالح".
تصعيد الخطاب تجاه الكيان الصهيوني والدور الأميركي
ورأى الشيخ قاسم، خلال كلمته في الذكرى السنوية الأولى للقائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه، أنّ "إسرائيل" "كيان توسعي احتلالي بدعم أميركي" قد وصل إلى "ذروة الإجرام والتوحش وعدم التقيد بأي قاعدة إنسانية أو قانونية بمؤازرة أميركية"، مضيفاً أن وجودها التوسعي يهدف إلى أن تكون "قطعة من الغرب وأداة لأميركا وفزاعة للمنطقة تمنعها من الاستقلال".
كذلك، أكد أنّ "ما قبل ضربة قطر، يختلف عما بعدها، لأنّ كل شيء انكشف وأصبح واضحاً"، مشيراً إلى فشل الحرب الناعمة والعقوبات والاتفاقات الإبراهيمية في تحقيق الأهداف الأميركية الإسرائيلية.
المشروع التوسعي وأفق المواجهة
كذلك، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ "الهدف أصبح فلسطين ولبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق والسعودية واليمن وإيران"، مؤكداً أن "مشروع العدو الصهيوني توسعي أميركي غربي، يريد أن يتحكم بالمنطقة ويعاقب كل من يعارضه".
"إسرائيل" وجود توسعي يراد منه أن يكون قطعة من الغرب وأداة لأميركا وفزاعة للمنطقة تمنعها من الاستقلال"
ولفت إلى أن "كل الذرائع مؤقتة لأن المشروع هو الإبادة"، وأن تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" واضحة، بشأن إعادة رسم المنطقة والقضاء على المقاومة.
دعوة للحوار مع السعودية وترتيبات داخلية
ودعا الشيخ قاسم السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس واضحة"، مؤكداً أن "الحوار مبني على أن إسرائيل هي العدو وليست المقاومة" وأنه يجب "معالجة الإشكالات وتأمين المصالح".
وأضاف الشيخ قاسم أن هذا الحوار ينبغي أن يبنى على قناعة واضحة بأن "إسرائيل" هي العدو وليست المقاومة، وأنه يجب تجميد الخلافات الماضية، على الأقل في هذه المرحلة، من أجل التوجه للجم "إسرائيل".
وأشار إلى أن سلاح المقاومة موجه نحو العدو "الإسرائيلي" فقط، لا نحو السعودية ولا نحو أي جهة في العالم، وأن هذا النهج سيستمر، محذراً من أن الضغط على المقاومة يعدّ ربحاً صافياً لـ"إسرائيل"، وأن غياب المقاومة سيُعرّض دولاً أخرى للخطر.
وطالب اللبنانيين بعدم تقديم أي خدمة لـ"إسرائيل" مهما كانت الخلافات الداخلية، محذراً من أن لبنان يقع ضمن دائرة الاستهداف المباشر للكيان الإسرائيلي، ولن توليهم اهتماماً إذا أصبح لبنان جزءاً من مشروع "إسرائيل الكبرى".
وقال الشيخ قاسم إن "لجنة الميكانيزم لم تُصدر أمرًا لـ"إسرائيل" بوقف عدوانها، ولا سُمِع منها أن قالت لـ"إسرائيل": أوقفِ عدوانك".
وأضاف أن "الضغط الدولي يتجلّى أيضًا بمنع الإعمار"، موضحاً أن "أميركا تعمل على عرقلة إعادة الإعمار كجزء من سياسة الضغط لمنع تقوّي البيئة المؤيدة للمقاومة".
وأشار إلى أن "الجمهور متمسّك بسلاح المقاومة لأنه شهد نتائجه في الردع والتحرير، وأن القيادة تأخذ من هذا الجمهور طاقة التعبئة والتصميم".
مسؤولية الحكومة والأولويات الوطنية
وشدّد الشيخ قاسم على أن "الحكومة اللبنانية يجب أن تتبنى حلولاً غير تقليدية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية بشكل يومي".
ولفت إلى أنَّ الحاجة ملحّة لبناء لبنان معاً، مشيراً إلى أن حزب الله قدّم تجربة في إيقاف العدو عند حده، وأنه شارك بعد ذلك في انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة والتعاون في التشريعات وإدارة البلد.
وتابع أنَّ مسار الحوار يجب أن يكون مدعومًا بتفاهمات حتى لا يكون خدمةً لـ"إسرائيل"، مؤكّداً أن المقاومة مستمرة.
وأكد في الوقت نفسه استعداد حزب الله للعمل إلى جانب الجيش اللبناني لمواجهة العدوان، مع الحرص على إجراء الانتخابات النيابية، متابعة ملف الإعمار، ومواصلة مكافحة الفساد.
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنَّ "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووضع بند الإعمار كأولوية، إلى جانب مكافحة الفساد، هما من الثوابت"، لافتاً إلى استعداد الحزب للحوار الإيجابي حول استراتيجية الأمن الوطني.
وأضاف: "موقف الرؤساء الـ 3 من العدوان الأخير على الجنوب جيد، لكنه يحتاج إلى متابعة وإلحاح يومي".
المقاومة كخيار وطني وحتمية المواجهة
كما جدد الشيخ قاسم التأكيد على استمرار المقاومة، واصفاً المقاومة الفلسطينية بأنها "سد منيع أمام التوسع الإسرائيلي"، وموضحاً أنّ أي مواجهة للمشروع الإسرائيلي تُعد "مواجهة وجودية للوطن"، مشدداً على أنّ حزب الله باقٍ للدفاع عن لبنان والمشاركة في إدارة الشأن الوطني بعد وقف العدوان.
واختتم الشيخ قاسم كلمته بالدعوة إلى بناء البلد معاً من موقع القوة، واعتماد مسار حوار مدعوم بتفاهمات تمنع أي خدمة تُقدّم لـ"إسرائيل"، مؤكداً أن المقاومة ركيزة أساسية لحماية الوطن وكرامته.