شاركوا هذا الخبر

ناشطة بحرينية لقناة الكوثر: النموذج الفاطمي ليس ماضياً بل مشروع مقاومة مستمر

أكدت الناشطة الاسلامية من البحرين "أم محمد"، في حديثها لقناة الكوثر الفضائية، أن النموذج الفاطمي لا يمكن التعامل معه بوصفه تجربة تاريخية منتهية، بل هو مشروع مقاومة حيّ ومستمر، ما زال يمتلك القدرة على صناعة الوعي وحماية الهوية وبناء مجتمع قادر على مواجهة التزييف والهيمنة الثقافية. وبيّنت أن المرأة، انطلاقًا من هذا النهج، تؤدي دورًا محوريًا يتجاوز الإطار الاجتماعي التقليدي ليصل إلى صميم مشروع المقاومة الإنسانية والروحية.

ناشطة بحرينية لقناة الكوثر: النموذج الفاطمي ليس ماضياً بل مشروع مقاومة مستمر

خاص الكوثر _ مقابلات

وانطلاقًا من هذه الرؤية، أوضحت الناشطة الإسلامية من البحرين أن الفكر الإسلامي نظر إلى المرأة بوصفها إنسانًا كاملًا كما الرجل، تحملت مسؤولية السير في طريق الحق، وإن خُلقت في لباس الأنوثة بما يحمله من لطف وخصوصية تتناسب مع دورها في الحياة. وأكدت أن هذه الخصوصية لم تكن مظهرًا شكليًا ولا علامة على تقييد أو انتقاص، بل كانت قدرة إلهية أُودعت في المرأة لتؤهلها لأداء أدوار إنسانية كبرى. ومن هذا المنطلق، لم يُختزل مفهوم المقاومة في بُعد واحد، بل فُهم باعتباره واجبًا إنسانيًا شاملًا لمواجهة كل ما حال دون تحقق العدالة والحق.وشرحت "أمّ محمد" أن المقاومة، في جوهرها، لم تكن فعلًا ظرفيًا أو ردّة فعل آنية، بل كانت مسارًا أخلاقيًا وتربويًا فرض على الإنسان أن يكون صالحًا في ذاته، ومصلحًا في محيطه في آن واحد. أي أنه كان عليه أن يبني وعيه الداخلي، وفي الوقت نفسه يتحمّل مسؤولية إصلاح المجتمع من حوله.
وأكدت أن هذه المهمة لم تكن ممكنة من دون مواجهة التحديات والعقبات التي اعترضت طريق الحق. وهنا، برزت المرأة بما امتلكت من خصائص فطرية وروحية بوصفها ركنًا أساسيًا من أركان هذه المقاومة الإنسانية، سواء داخل الأسرة أو في الفضاء الاجتماعي العام.وتوقفت "أمّ محمد" عند المكانة الخاصة التي احتلتها عوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمجاهدين في منطق المقاومة، معتبرةً أن هذه العوائل مثلت الذاكرة الحيّة للتضحيات، وحملت في وجدانها معاني العزة والفخر والحقيقة.
وشددت على أن الحفاظ على التواصل مع هذه العوائل، وإحياء ذكرى الشهداء، والوقوف إلى جانبهم في آلامهم، وتقديم الدعم المعنوي والاجتماعي لهم، لم يكن مجرد واجب أخلاقي أو اجتماعي، بل كان جزءًا أصيلًا من مفهوم المقاومة ذاته.وأكدت الناشطة الإسلامية من البحرين أن النساء أدّين دورًا محوريًا في صون هذا الترابط الإنساني والاجتماعي، بقدرتهن على تعزيز التماسك العاطفي، ونقل المعاني، وترسيخ روح التضحية.
ورأت أن هذا الدور لم يكن ثانويًا أو هامشيًا، بل مثل أحد الوجوه الأساسية للمقاومة الاجتماعية التي حافظت على صلابة المجتمع وتماسكه.وأشارت "أمّ محمد" إلى أن استمرار مشروع المقاومة لم يكن ممكنًا من دون نقل التجارب والروايات إلى الأجيال القادمة، معتبرةً أن رواية سير الشهداء والمجاهدين شكّلت الخطوة الأولى في إبقاء روح المقاومة حيّة ومتجذّرة في الوعي الجمعي. وبيّنت أن النساء، ولا سيما الأمهات والزوجات، برزن بوصفهن الأقدر على نقل تفاصيل تجاوزت ما قدمته الروايات الرسمية، بحكم معايشتهن المباشرة للحياة اليومية للمجاهدين.وأضافت المتحدثة أن هذه الروايات لم تقتصر على مجرد سرد للذكريات، بل شكلت أرضية أساسية لبناء علاقة متينة بين المجتمع وثقافة المقاومة.
وحذّرت من أن غياب هذه العلاقة جعل المجتمع أكثر عرضة للتآكل الثقافي وتحريف المفاهيم، مؤكدةً أن دور النساء في هذا المجال كان دورًا تأسيسيًا في حفظ هوية المقاومة وضمان استمراريتها عبر الزمن.وفي خلاصة هذا الطرح، أكدت "أمّ محمد" أن النموذج الأكمل للمرأة المقاومة تجلّى في شخصية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، التي قدمت بمعرفتها العميقة بالله، وطاعتها، وصبرها، وشجاعتها، وثباتها في مواجهة الظلم، نموذجًا جامعًا للمرأة المسلمة، جمعت بين دورها الأسري وحضورها الواعي والمؤثر في مسار الأحداث الاجتماعية والتاريخية.وختمت الناشطة الإسلامية من البحرين حديثها بالتأكيد على أن أي تراجع عن الدور الحقيقي للمرأة عاد إلى الابتعاد عن السيرة الفاطمية، مشددةً على أن العودة إلى هذا النهج كانت قادرة على إعادة المرأة إلى موقعها الطبيعي بوصفها عنصرًا فاعلًا في بناء مجتمع مقاوم، متوازن، وإنساني، كانت فيه المقاومة أسلوب حياة واعيًا وممتدًا، لا مجرد ردّة فعل ظرفية.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة