شاركوا هذا الخبر

ليلة المبيت... الإمام علي عليه السلام يفدي الرسول صلى الله عليه واله بحياته

وقعت ليلة المبيت في ليلة الأول من شهر ربيع الأول، في السنة 13 من البعثة النبوية، الموافق لعام 622 ميلادية، وهي الليلة التي هاجر فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله من مكة المكرمة متوجهاً إلى المدينة المنورة.

ليلة المبيت...  الإمام علي عليه السلام يفدي الرسول صلى الله عليه واله بحياته

الكوثر - اسلاميات 

ليلة المبيت من أهم المحطات في سيرة الإمام عليّ عليه السلام، وهي من أعظم دلائل التضحية والفداء والإيثار التي خلدها التاريخ الإسلامي.

حين اشتد أذى قريش برسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أعلن دعوته، واتسعت رقعة الإسلام، اجتمع زعماء قريش وتآمروا على قتله، فقرروا أن يهجموا عليه ليلاً ويضربوه ضربة رجل واحد، حتى يتفرق دمه بين القبائل فلا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه.
فأوحى الله تعالى إلى نبيه بمؤامرتهم، وأمره أن يغادر مكة متوجهاً إلى المدينة، حيث ينتظره الأنصار، وكان من اللازم أن يبقى أحد في فراشه ليضلل المتربصين حتى يتمكن الرسول من الخروج بسلام.

  موقف الإمام علي عليه السلام:
عندها التفت النبي إلى ابن عمه ووصيّه عليّ عليه السلام، وقال له: "يا علي، إنّ المشركين تآمروا على قتلي، وأمرني الله بالهجرة، فهل تبيت على فراشي لتفدي بنفسك وتعرض روحك للخطر؟"
فأجاب الإمام علي بكل يقين وثبات: "أوتسلم يا رسول الله إن فعلتُ ذلك؟" فقال النبي: "نعم". عندها قال الإمام: "إذن لا أبالي". فنام في فراش النبي مطمئناً، موقناً بأن فداءه لن يذهب سدى، وأن التضحية بنفسه هي في سبيل الله ورسوله.

حين جاء المشركون ليلاً وأحاطوا ببيت النبي، رموا نظراتهم إلى الداخل فرأوا شخصاً نائماً على الفراش، فظنوا أنه النبي. لكن عندما اقتحموا وجدوا أن النائم هو عليّ عليه السلام، فخابت خططهم، فيما كان رسول الله قد خرج من مكة متوجهاً إلى غار ثور ومنه إلى المدينة.

 الأثر القرآني والروحي:
لقد خلّد القرآن هذا الموقف في قوله تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ "البقرة: 207".
فجعل هذا الفداء مضرب مثل في الإيثار والتسليم لله.

 المعاني والدروس:

ليلة المبيت تجسيد لمعنى التضحية في سبيل العقيدة والرسالة.

فيها دلالة على شجاعة الإمام علي عليه السلام، وثباته منذ شبابه.

الحدث يوضح أن حماية الرسالة الإلهية كانت في قلب اهتمام الإمام، وأنه قدم نفسه فداءً لها.

تؤكد الليلة عمق العلاقة بين النبي والإمام علي، باعتباره شريك الدعوة وأمين سرها.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة