الكوثر - مقالات
سميح التايه
قذفوه بما يعادل 83 طنّاً من المتفجرات والقنابل العملاقة، فقذفهم بملايين النفوس الباذلة لذاتها حتى يزهق الباطل، وحتى يدحض الشر ويستتبّ العدل والإنصاف، هؤلاء النساء الباكيات النائحات المكتظّة نفوسهن بحب سيّد شهداء الأمة سيطلقن إلى الساحات في الآتي من الزمان أجيالاً من الأسود المتيّمة قلوبهم بحب الله وأحبّة الله السائرين على الخطى المحمّدية الحسينية حتى تملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلِئت ظلماً وجوراً…!
الطغيان والجبروت آنيّ أناني ظرفيّ يزول بزوال الطاغية ومع الطاغية وزبانية الطاغية وأزلامه، والعدل والإنصاف يدوم بدوام فكرة الخير وفلسفة المحبة والإخاء والمساواة وتقديم المصلحة العامة، وتبقى منبعثة كالأثير، عابرة للتاريخ والجغرافيا إلى أزل الآزلين، نم قرير العين يا سيّدي، فلقد كفّيت ووفّيت وصدقت وانتصرت ونصرت، ستتدفق روحك الفياضة الطاهرة الصادقة إلى أعماق نفوس الملايين من محبّي الحقّ ومحبّي الخير وستكون الفتيل الذي سيطلق قوة الحق من عقالها لتتصدّى لكلّ قوى الشر والعدوان..
إقرأ أيضاً:
نم قرير العين أيها الحبيب بجسدك المسجّى تفوح منه رائحة المسك، وتنبعث لحظة توريته تحت التراب كلّ طاقات الحب والخير والبذل والعطاء وعشق الشهادة لتمهّد الطريق نحو الأقصى والشعب المظلوم في أكنافه والمشرئبّة أعناقه نحوك حباً وعرفاناً وتقديساً لروحك الطاهرة التي آلت على ذاتها إلّا أن ترتفع عالياً وتغادر جسدها لينطلق النداء مدوياً صاعقاً بأنّ التحرير قد انطلق، وأنّ العودة قدّ أزفت وأنّ أجراس الرجوع بدأت تقرع، وأنّ زوال كيان الشر المطلق المستطير قد بدأ عدّه التنازلي، وأنّ قدس الأقداس قد بدأت تفتح ذراعيها لاحتضان الراجعين فرادى وجماعات بينما تظلّل سماءهم روحك الطاهرة وروح اخوانك المجاهدين وسماء النصر المبين، نم قرير العين سيّدي فإنّ الوعد بات قريباً، وعدك الصادق في حياتك وبعد شهادتك..