خاص الكوثر_ قضية ساخنة

وذلك في مكان يسمى غدير خم من هنا اقترانت الواقعة باسم هذا المكان حيث اعتاد سائر أتباع اهل البيت عليهم السلام في شتى بقاع الأرض احياء تلك المناسبة والاحتفال بها واقامة مجالس الفرح والبهجة تعظيما لتلك المناسبة.

فحينما عزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاداء فريضة الحج في آخر عمره المبارك أذّن في الناس، فتجهّز الناس، وتأهبوا للخروج معه، وحضر أهل المدينة وضواحيها وما يقرب منها خلق كثير، وتهيئوا للخروج معه؛ فخرج النبي بهم يوم 24 أو 25 ذي القعدة.

فلما أتمّ مناسك الحج رجع إلى المدينة وكان معه المسلمون، فوصل في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة إلى منطقة تدعى غدير خم، وتقع في مفترق طرق، وذلك بموكب كبير من الحجيج، وقبل تفرّق الحجاج إلى بلدانهم نزلت عليه آية التبليغ يأمره بتبليغ تلك المسألة المصيريّة المتمثّلة بتعيين الإمام والخليفة من بعده ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكافِرِينَ )

فأمر النبي (ص) الحجاج أن يصنعوا له منبراً من أحداج الإبل حتى يراه الحاضرون جميعاً، ويسمعون كلامه، فارتقى النبيّ ذاك المنبر وخطب الناس خطبة غرّاء وقال فيما قاله:

أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ - ثلاثا- وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي (ع) وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله...

ثم قال: فليبلّغ الحاضر الغائب.

فطفق القوم يهنئون أمير المؤمنين (ع)، وممن هنأه في مقدّم الصحابة: عمر بن الخطاب، حيث قال له : بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ثم جلس (ص) في خيمته وأمر علياً [عليه السلام]  أن يجلس في خيمة له بإزائه، وأمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنئوه بالمقام، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلهم.

فأنزل الله ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )

تابعوا برنامج قضية ساخنة على تويتر

للمشاركة في المجموعة الخاصة لقناة الكوثر الفضائية على واتساب اضغط هنا