من سيرة النبي آدم(ع)...حقيقة الجنة التي خرج منها آدم(ع)

الأربعاء 30 مارس 2022 - 10:12 بتوقيت مكة
من سيرة النبي آدم(ع)...حقيقة الجنة التي خرج منها آدم(ع)

يبدو أن الجنة التي مكث فيها آدم قبل هبوطه إلى الأرض، لم تكن الجنة التي وعد بها المتقون. بل كانت من...

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

يبدو أن الجنة التي مكث فيها آدم قبل هبوطه إلى الأرض، لم تكن الجنة التي وعد بها المتقون. بل كانت من جنان الدنيا، وصقعا منعما خلابا من أصقاع الأرض. ودليلنا على ذلك:

أولا: الجنة الموعودة في القيامة نعمة خالدة، والقرآن ذكر مرارا خلودها، فلا يمكن إذن الخروج منها.

ثانيا: إبليس الملعون ليس له طريق للجنة، وليس لوسوسته مكان هناك.

ثالثا: وردت عن أهل البيت (ع) روايات تصرح بذلك.

منها ما روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه سئل عن جنة آدم، فقال: (جنة من جنات الدنيا، يطلع فيها الشمس والقمر، ولو كان من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا).

من هذا يتضح أن هبوط آدم ونزوله إلى الأرض لم يكن مكانيا بل مقاميا. أي أنه هبط من مكانته السامية ومن تلك الجنة المزدانة.

من المحتمل أيضا أن تكون هذه الجنة غير الخالدة في إحدى الكواكب السماوية، وفي بعض الروايات الإسلامية إشارة إلى أن هذه الجنة في السماء. غير إن من الممكن أن يكون المقصود بالسماء في هذه الروايات "المقام الرفيع" لا "المكان المرتفع".

على كل حال، توجد شواهد كثيرة على أن هذه الجنة هي غير جنة الخلد الموعودة. لأن جنة آدم بداية مسير الإنسان وجنّة الخلد نهايتها. وهذه المقدمة لأعمال الإنسان ومراحل حياته، وتلك نتيجة أعمال الإنسان ومسيرته.

و هنا نسأل : ما هو ذنب آدم الذي أدى الى خروجه من الجنة؟

المكانة التي ذكرها القرآن لآدم سامية ورفيعة، فهو خليفة الله في الأرض ومعلم الملائكة، وعلى درجة كبيرة من التقوى والمعرفة، وهو الذي سجدت له ملائكة الله المقربين. ومن المؤكد أن آدم هذا لا يصدر عنه ذنب، إضافة إلى أنه كان نبيا، والنبي معصوم.

من هنا يطرح سؤال عن نوع العمل الذي صدر عن آدم، وتوجد لذلك ثلاثة فسيرات يكمل بعضها الآخر.

1- ما ارتكبه آدم كان " تركا للأولى" أو بعبارة أخرى كان "ذنبا نسبيا"، ولم يكن "ذنبا مطلقا". الذنب المطلق: وهو الذنب الذي يستحق مرتكبه العقاب أيا كان، مثل الشرك والكفر والظلم والعدوان. والذنب النسبي هو الذي لا يليق بمرتكبه أن يفعله لعلوّ منزلة ذلك الشخص، وإن كان إرتكابه مباحا، بل مستحبا أحيانا من قبل الأفراد العاديين. على سبيل المثال، نحن نؤدي الصلاة بحضور القلب تارة، وبعدم حضور القلب تارة أخرى. وهذه الصلاة تتناسب وشأننا، لكن مثل هذه الصلاة لا تليق بأفراد عظام مثل رسول الله (ص). صلاة الرسول ينبغي أن تكون بأجمعها إتصالا عميقا بالله تعالى، وإن فعل الرسول غير ذلك فلا يعني إنه ارتكب محرما، بل يعني إنه ترك الأولى.

وآدم كان يليق به أن لا يأكل من تلك الشجرة، وإن كان الأكل منها غير محرم بل "مكروها".

2- ونهي الله لآدم إرشادي، مثل قول الطبيب: لا تأكل الطعام الفلاني فتمرض. والله سبحانه وتعالى قال لآدم لا تأكل من هذه الشجرة فتخرج من الجنة، وآدم في أكله من الشجرة خالف نهيا إرشاديا.

3- الجنة التي مكث فيها آدم لم تكن محلا للتكليف، بل كانت دورة إختبارية وتمهيدية لآدم كي يهبط بعدها إلى الأرض. وكان النهي ذا طابع إختياري.

المصدر:تفسير الأمثل

إقرأ أيضا:من سيرة النبي آدم(ع)...حقيقة الشجرة الممنوعة...ماذا كانت؟

أنظر أيضا :من سيرة النبي آدم(ع)...القابلية الخارقة

إقرأ أيضا :من سيرة النبي آدم(ع)...هل تاب قابيل حقّأ؟؟!!!

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 30 مارس 2022 - 10:12 بتوقيت مكة