دور المسجد في المجتمع ... (4) اسباب انصراف المصلين عن المساجد

الإثنين 8 فبراير 2021 - 10:26 بتوقيت مكة
دور المسجد في المجتمع ... (4) اسباب انصراف المصلين عن المساجد

اسلاميات-الكوثر: تناولنا في الحلقات السابقة من (دور المسجد في المجتمع) الهدف من تأسيس المساجد، و دور المسجد في الاصلاح ومعالجة الفساد الاجتماعي وخلق التلاحم بين الأمة وقادتها، وسوف نتناول الأسباب التي أفضت إلى انصراف المسلمين عن المساجد.

هناك أسباب أفضت إلى انصراف المسلمين عن المساجد نوجز القول فيها كمدخل للحديث عن أوجه الإصلاح المطلوبة ووسائله المقترحة بغية العودة بالمسجد إلى دوره العظيم في بناء المجتمع، وفي الدفاع عن هذا المجتمع ضد الانحراف والجريمة.

أسباب انحسار دور المسجد:

هناك ثلاث نقاط رئيسة في انحسار دور المسجد:

أ‌- ضعف الكثير من المسلمين في تمسكهم بدينهم:

يعود هذا الضعف إلى زمن بعيد، عندما بدأ المسلمون يفرطون في أمور دينهم. وعانى المسلمون من ابتعادهم عن التمسك بما جاء به الرسول (ص) أسوأ ما تعانيه أمة ضلت طريقها واتبعت السبل فتفرقت بها عن سبيل الله وعن صراطه المستقيم. وقد بدأ الانحراف يعرف طريقه إلى المجتمع الإسلامي بالتحلل من القيم الإسلامية عندما وقع حكام المسلمين تحت اغراء الشيطان الذي زين لهم الباطل ولبس عليهم الحق، فكان أن أهملوا وقصروا في صلتهم بربهم، وفي واجبهم نحو من يرعون من المسلمين. وامتد الإهمال – بطبيعة الحال – إلى أهم المرافق وهو المسجد، فكان إن ابتعدت الرعية عن بيوت الله، وتباعدت المسافة بين أعمالهم وسلوكهم، وبين روح المسجد وأدبه. وأصبح ضياع الأُمّة واقعاً مؤكداً، وتحقق فيها قول الله تعالى عمن يضيع الصلاة: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (مريم: 59).

ب‌- انخداع بعض المسلمين بزخرف الحياة في المجتمعات غير الإسلامية: عندما كان المسلمون متمسكين بدينهم أقوياء العقيدة لم يضرهم اتصالهم بالمجتمعات غير الإسلامية والاطلاع على طريقة حياتهم، بل انّهم كانوا يأخذون منها ما يتفق مع الإسلام. فلما اعترى المسلمين الضعف لتراخيهم في الالتزام بأوامر الدين تغير موقفهم ولم يجدوا غضاضة في تقليد غير المسلمين دون وعي، فأتاحوا لغيرهم أن يغزوهم فكرياً وعقدياً وحضارياً. فكانت مدارس التنصير ومعاهد الاستشراق ونوادي الماسونية والصهيونية أهم وسائل هذا الهجوم الشرس، ولمعرفتهم بأهمية المسجد فقد أجمع أعداء الإسلام على حربه، واتبعوا لذلك وسائل شتى. منها إيجاد مؤسسات بديلة، فأنشأوا مدارس وملاجئ ونوادٍ ومستشفيات تنصيرية، فكان لهم ما ارادوا. كما حاولوا القضاء على التعليم الإسلامي، فحرمت المساجد العنصر البشري من أئمة وعاظ، وحاربوا العاملين في تلك المؤسسة بالوسائل الإعلامية، بأن سخروا منهم واستهزأوا وشوهوا صورتهم أمام أبناء وطنهم. فهانت في أعين عامة المسلمين صورة أهل العلم من بينهم ونفروا منهم.

ت‌- البدع والشوائب التي انتشرت لجهل المسملين بدينهم:

وكانت البدع والشوائب التي علقت بالعبادة في المساجد نتيجة لجهل وسطحية القائمين على المساجد، حالت بين المسجد وبين أداء وظيفته، تلك والخرافات التي اتصلت بالمسجد ودخلت عليه بالتحريف والتشويه وشاعت بين المسلمين شيوعاً كبيراً.

ولو أخلصنا النيات ووحدنا الجهود لتخليص المسجد من تلك السلبيات وأزلنا الأسباب التي تقعد بالمساجد عن أداء دورها لصلح أمر المجتمع ولاستطاعت هذه المساجد العريقة الاسهام بالنصيب الأوفى في محاربة الجريمة والوقاية من الزلل والإنحراف.

إقرأ أيضا: دور المسجد في المجتمع... (3) الاصلاح والتلاحم بين الأمة وقادتها

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 8 فبراير 2021 - 10:25 بتوقيت مكة