قبسات قرآنية (38 )..(ومن ذريته داوود وسليمن ... وزكريا ويحيى وعيسى...)

السبت 6 فبراير 2021 - 09:51 بتوقيت مكة
قبسات قرآنية (38 )..(ومن ذريته داوود وسليمن ... وزكريا ويحيى وعيسى...)

القرآن الكريم-الكوثر: يقول القرآن الكريم: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَـنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَـرُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ84 وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَآسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّـلِحِينَ85 وَإِسْمَـعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَـلَمِينَ86 وَمِنْ ءَابَآئِهِمْ وَذُرِّيَّـتِهِمْ وَإِخْوَنِهِمْ وَاجْتَبَيْنَـهُمْ وَهَدَيْنَـهُمْ إِلَى صِرَط مُّسْتَقِيم87﴾ سورة الانعام المباركة، آية 84-87.

النسب والسادات :
یقول الشيخ مكارم شيرازي في تفسير الامثل: (في هذه الآيات اعتبر عيسى من أبناء ابراهيم (وباحتمال من أبناء نوح) مع انّنا نعلم أنّ اتصاله بهما إِنّما هو من جهة الأُم، وهذا دليل على أنّ سلسلة النسب تتقدم من جهة الأب والأُم تقدماً متساوياً، ولذلك فإِنّ الأحفاد من الابن أو البنت هم ذرية المرء وأولاده.
وعلى هذا فإِنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، وهو جميعاً من أحفاد رسول الله (ص) من ابنته فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) يعتبرون أبناء رسول الله (ص).
جاء في (الكافي) وفي تفسير العياشي عن الإِمام الصادق (ع) أنّه قال: (والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إِلى إِبراهيم (ع) من قِبَلْ النساء ثمّ تلا: (ومن ذريّته داود وسليمان...) إِلى آخر الآيتين، وذكر عيسى).
عن فاطمة (ع) قالت، قال رسول الله (ص): كل بني أب ينتمون الى عصبة أبيهم؛ الا ولد فاطمة، فاني أنا ابوهم، وأنا عصبتهم.
***
الناس اما ان يكونوا قد ولدوا من أب سيد يرجع نسله الى الرسول (ص)، وهذه الطائفة الاولى، او من ام عَلَويّة فقط، وهذه الثانية. وقد يكونون من شجرة شتى، وهم ليسوا محل كلامنا. في هذا الحديث عن الرسول الاعظم (ص) الذي تنقله عنه ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع) يبين لنا الرسول ( ص) فلسفة تسمية ابنائها بكونهم ابنائه. مع ذلك، ليس الامر هكذا مع كل بنات المسلمين، فان اولادهم تابعين لابائهم لا غير. الاستثناء الوحيد هو في اولادها وبناتها فهم اولاده وبناته (ص) لقوله انا ابوهم وانا عصبتهم! اما السبب في ذلك فهو ان النور الذي كان في عبد المطلب قد انشعب بين ولديه عبد الله وابو طالب (ع). ثم انتقل من عبد الله الى الرسول الاكرم (ص)؛ ومنه الى فاطمة (ع)، ثم ومن ابي طالب الى ابنه علي (ع). ثم قد التقى النوران فيهما مرة اخرى بزواجهما،  لينجبا الذرية الطاهرة من نسل الرسول ( ص).
وروي، أنه لما حج هارون العباسي ونزل في المدينة، اجتمع إليه بنو هاشم وبقايا المهاجرين والأنصار ووجوه الناس، وكان في الناس الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام).
فقال لهم هارون: قوموا إلى زيارة رسول الله (ص)، قال: ثم نهض معتمدا على يد أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) حتى انتهى إلى قبر رسول الله (ص) فوقف ثم قال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا بن عم، افتخارا على قبائل العرب الذين حضروا معه، واستطالة عليهم بالنسب ؟!
قال: فنزع أبو الحسن موسى (ع) يده من يده ثم تقدم، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبة.
قال: فتغير لون هارون ثم قال: يا أبا الحسن، إن هذا لهو الفخر الجسيم.

إقرأ ايضا: قبسات قرآنية (37 )..(يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا...)
 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 6 فبراير 2021 - 09:50 بتوقيت مكة