وصفت النصوص التاريخيّة القديمة بأنّ الأصبغ بن نباتة (رض) أنّه مشهور بحبّ أمير المؤمنين (عليه السلام )، وكان من (شرطة الخميس)، ومن اُمرائهم.
شرطة الخميس:
كانت شرطة الخميس من الرجال الذين وضعوا سلاحهم على كاهلهم تحت قيادة أمير المؤمنين (ع) مستعدين للتضحية والفداء في كل حين، وهم الروّاد في المواجهة والسباقون الى خوض غمار الحرب والدخول في لهواتها، وقد بايعوه عليه السلام على التضحية بالغالي والنفيس، وكانوا من العبّاد والزهّاد والأتقياء، حملوا دماءهم على راحتهم، ووضعوا أنفهسم في خدمة إمامهم في الحرب والسلم وإقامة الحدود، وكان عددهم يناهز الستة آلاف مقاتل، وكاوا من قبائل شتّى.
 في وقعة صفين، حرّض الامام علي (ع) أصحابه ، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين ! قدِّمني في البقيّة من الناس، فإنّك لا تفقد لي اليوم صبراً ولا نصراً، أمّا أهل الشام فقد أصبنا منهم، وأمّا نحن ففينا بعض البقيّة، أيذن لي فأتقدّم ؟ فقال الامام علي(ع): تقدّم باسم الله والبركة، فتقدّم وأخذ رايته، فمضى يشق صفوف  جيش معاوية، وما رجع إلا وسيفه ورمحه قد خضبا دما، وكان شيخاً ناسكاً عابداً، وكان إذا لقي القوم بعضهم بعضاً يغمد سيفه، وكان من ذخائر الامام علي (ع) ممّن قد بايعه على الموت، وكان من فرسان أهل العراق .
والأصبغ بن نباته (رض) هو الذي روى عهد أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر، ذلك العهد العظيم الخالد، وكان من القلائل الذين اُذن لهم بالحضور عند أمير المؤمنين (ع) بعد اصابته بسيف الخارجي ابن ملجم المرادي(عليه لعنة الله تعالى) .
 عُدّ الأصبغ في أصحاب الإمام الحسن (ع) أيضاً . له كتاب في مقتل الامام الحسين (ع) .
 عمّر والأصبغ بن نباته (رض) بعد الامام علي (ع) طويلاً، وتوفي بعد المائة .
وفيه يصدّق مدلول الآية الكريمة: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ﴿الأحزاب:۲۳﴾.

إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (14) أبو الأسود الدؤلي ( رضوان الله عليه)