القرآن الكريم كلام الله، ورغم أنّه تنزّل كثيراً حتى ظهر بصورة كلمات وآيات، وأصبح في متناول المسلمين، لكن معارفه من العمق بحيث يتعذر فهمها كثيراً بالنسبة للعاديين من البشر؛ لذلك فإنّ القرآن الكريم من هذه الناحية صامت عند عوام الناس، ويحتاج إلى تفسير وبيان النبي (ص) والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وعلى هذا الأساس خاطب الله سبحانه نبيه قائلاً : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(النحل:44) .

بناءً على هذا، إنّ لآيات القرآن الكريم تفسيرها الخاص بها، وهذا التفسير وبيانه وعلومه عند النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع)، وهم بدورهم قد وضعوا معارف القرآن الكريم بين أيدي المسلمين، وأسمعوا الناس بلاغ كتاب الله تعالى.

 إذاً، القرآن الكريم بهذا المعنى ناطق، والنبي (ص) والأئمة (ع) قاموا ببيان علومه، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنّ القرآن الكريم يدلي بحديثه بمنأى عن ميول مخاطبه، سواء كان مطابقاً لمنى قلب الإنسان أم مخالفاً لهواه، ولا يحق لشياطين الإنس أن يفرضوا رغباتهم عليه، ويفسّروا كلام الله بآرائهم تحت عنوان فهمهم الخاص عن القرآن الكريم.

إقرأ ايضا: قبسات قرآنية (15).. (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)

في ضوء كلا المعنيين اللذَينِ جرى بيانهما عن صامتيةِ القرآن الكريم وناطقيتهِ يقول الإمام علي (ع): (ناطقٌ لا يعيى لسانُه)، فالقرآن ناطق لا يكلّ من الحديث ، ويُسمع الناس رسالته ، ويتم الحجة على المسلمين. فهكذا يصف الإمام علي (ع) القرآن الكريم بأنّه كلام الله بينكم، وبلسان ناطق وبليغ يدعو الناس إلى الفلاح ويبشّر أتباعه بالسعادة، ولا يتعب عن أداء رسالته أبداً.