هل “استدعت” إيران حليفها الأسد لزيارتها في طِهران.. وماذا عن “ابتسامة” المُرشد والعفويّة؟

الخميس 28 فبراير 2019 - 09:10 بتوقيت مكة
هل “استدعت” إيران حليفها الأسد لزيارتها في طِهران.. وماذا عن “ابتسامة” المُرشد والعفويّة؟

مقالات ـ الكوثر: لا نفهم عن أيّ “استدعاء” هذا الذي تم تفسيره في قراءة الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى طِهران، أي أن تبعيّة الأسد لحليفه الإيراني، “أجبرته” على الذهاب إلى هُناك، بل وغاب علمه، ومراسم استقباله الرسميّة، وكأنّما “تتعمّد” إيران إهانته، ودولته، وسيادته، “التي تُسيطر عليها”!

بحثٌ بسيطٌ في الصور، نجد أن المرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة، علي خامنئي، يستقبل ضيوفه بذات الطريقة، يظهر علم بلاده جانباً، وضيفه حتى لو كان الرئيس الروسي شخصيّاً فلاديمير بوتين، فإنّ علمه يغيب في حضرة المُرشد الإيرانيّ.

المُتتبّع لقسمات وجه المرشد الأعلى، ورئيس الجمهوريّة روحاني، وحتى رئيس فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، لا يستطيع أن يجد كُل تلك المُبالغات التي تم تقديمها عن زيارة الأسد، فابتسامة المرشد والرئيس السوري التي وثّقتها الكاميرات، فور لقائهم سويّاً، ومُصافحتهما لبعضهما، دلالة وافية وكافية، على عُمق العلاقات بينهما على المُستوى الشخصي، وبين البلدين الحليفين.

مشهد الزيارة باعتقادي، أقرب إلى العفويّة، والمشهد الأخوي العائلي، أكثر منه مشهد سياسي على أهميّة دلالاته وتوقيته، والنتائج المُترتّبة عليه، يلتزم فيه الضيوف والمُستقبلون بالبروتوكولات المُتّبعة، ولغة جسد الرئيس الأسد تحديداً، كانت تُوحي بأنّ الرجل، وكأنّه كما نقول “بعاميّتنا المحكيّة” “ببيت أهله وأعز″، ويلتقي الأحبّة بعد فُراقٍ دام ثماني سنوات.

الرئيس السوري “مُتحالف” مع الإيرانيين، وحتى والده الراحل من قبله، وقدّمت إيران وذراعها “حزب الله” ما قدّموا من تضحيات على الأرض السوريّة، وخلال ثمانية سنوات من عمر الأزمة الحاليّة، ولم يزر الرئيس الأسد إيران، وتعمّد الأخير زيارتها في هذا التوقيت، وبشكل علني، في توقيتٍ، يطلب منه أهل الخليج مُصالحته، و”إعادته إلى مُحيطه العربي”، أو بالأحرى عودتهم إلى مُحيط سورية العربيّة الأصيلة، والابتعاد عن إيران، فيذهب الرجل زائراً إلى طِهران، فأيّ استدعاء هذا، وأي عدم احترام للسيادة، ولماذا لم يستدع الإيرانيون حليفهم من قبل “مُقابل خدماتهم”، إذا كان يأتي وفق “أوامرهم”، ومنذ ثمانية أعوام على انطلاق “الثورة المزعومة”؟

يبدو أنّ “المذهولين” من صلابة، وعُمق العلاقة السوريّة - الإيرانيّة، لا يفهمون أنه يمكن أن يكون بين الدول علاقة مصالح، مصحوبة بالاحترام المُتبادل، والثقة، والتنسيق، فلقد اعتادوا على أن تكون علاقاتهم على طريقة الآمر والمأمور، ولعلّ أكثر من أصاب في التعليق على تلك الزيارة، “دموع” السيد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله”، والذي أدمعت عيناه حين شاهد لقاء الأسد ومرشد الثورة.

* خالد الجيوسي/ رأي اليوم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 28 فبراير 2019 - 09:09 بتوقيت مكة
المزيد