16 يناير.. التاريخ لا يعيد نفسه هذه المرة!

الخميس 10 يناير 2019 - 09:18 بتوقيت مكة
16 يناير.. التاريخ لا يعيد نفسه هذه المرة!

السادس والعشرين من شهر دي عام 1357 (الموافق 16 يناير 1979) خرج أو تعبير أدق هرب الشاه من إيران.. لم يعد التاريخ نفسه هذه المرة... فكان خروجه أبدياً مشرداً من بلد الى آخر.. كما هو حال كل الذين تركهم الغرب على قارعة الطريق وقد دمروا كل جسور العودة الى شعوبهم، وبعد ان رفضت حتى سيدته الولايات المتحدة ادخاله الى اراضيها.. وهكذا فعل الأوروبيون!

 


لكن لماذا خرج الشاه من إيران قبل اقل من شهر من انتصار الثورة في 22 بهمن 1357 (الموافق 11 فبراير 1979) وبعد سنة كاملة من المواجهة الدموية مع المتظاهرين والمحتجين الذين قادهم الامام الخميني رضوان الله عليه وتبعه في نضاله الشعب بكل فئاته وأطيافه.

هناك اليوم من يدعي ـ زوراً ـ أن الشاه لم يكن دموياً، لذلك خرج من اجل اعطاء فرصة للقاء بين المعارضة والسلطة.. ولذلك جاء بشخص مثل شاهبور بختيار في 4 يناير 1979 وجعله رئيسا للوزراء، خلفاً للجنرال غلام رضا أزهاري، على اعتبار ان بختيار محسوب على الجبهة الوطنية الايرانية وان كان قد طرد منها بعد انقلاب صيف 1953 على حكومة مصدق الوطنية.

والحقيقة هي ان الشاه وخلال العام الاخير من حكمه لم يترك فرصة الا واوغل فيها بسفك دماء الشعب واطلاق الرصاص الحي مباشرة عليه.

ويكفي ان نذكر هنا مجزرة الجمعة السوداء يوم 17 شهريور (7 اب 1978) التي وقعت في ساحة "ژاله" ساحة الشهداء حاليا قرب مبنى البرلمان.. والتي إستخدم فيها حاكم طهران الجنرال غلام علي ويسي الدبابات وطيران الجيش في قمع المتظاهرين العزل، المتجهين لاقامة صلاة الجمعة.

الشاه وبعد ان سدت بوجهه القبيح جميع الطرق وبتوصية من المجتمعين (المتآمرين) في مؤتمر غوادلوب (المستعمرة الفرنسية بالبحر الكاريبي) من الرابع الى السابع من يناير 1979، وهم: الرئيس الأميركي جيمي كارتر، ورئيس وزراء بريطانيا جيمي كالاهان، والرئيس الفرنسي جيكاردستان، ورئيس وزراء المانيا هلموت شميث، قرروا اعاده سيناريو الانقلاب العسكري في صيف عام 1953 والذي اطاح بحكومه الدكتور محمد مصدق الوطنية والتي كان ذنبها الوحيد انها قامت بتأميم النفط الإيراني.

وكان الجنرال الأميركي ذو الاربعة نجوم / رابرت إرنست هويزر / قد وصل بالفعل من أوروبا الى إيران لترتيب الانقلاب العسكري.

سيناريو الانقلاب العسكري الذي جرى في عام 1953 والذي اداره الضابط كرميت روزفلت من السي اي ايه فيما عرف بعملية "أجاكس" وبالتعاون مع الانتلجنس سيرفس البريطانية ونفذه وزير الدفاع الجنرال فضل الله الزاهدي، والد صهر الشاه لاحقا اردشير زاهدي زوج ابنة الشاه شهناز بهلوي من زوجته المصرية فوزية، اخت الملك فاروق، يقضي بسيطرة الجيش على الاماكن الحساسة في البلاد والعاصمة بالتحديد وتكليف زاهدي برئاسة الوزراء واقالة مصدق واعتقاله مع اركان حكومته.

وبالتزامن مع ذلك، تحريك جماعات من اوباش طهران بزعامة احد الفتوات المشهورين بـ(شعبان الاهبل) الذي أصبح فيما بعد الجنرال شعبان جعفري!!

جماعات الأوباش ومن معم من الشراذم تهتف لعودة الشاه الذي كان قد خرج من طهران الى بغداد ومنها الى روما مع زوجته الثانيه ثريا بختياري.. وفي الوقت نفسه تضرب بالسكاكين و"القامات" اي شخص يحاول التظاهر ضد الانقلاب العسكري.

نجح الانقلاب حينها (عام 1953) وسقطت حكومة الدكتور محمد مصدق وعاد الشاه الى سدة الحكم بدموية واستبدادية اكثر حتى 1979 .

لكن مع روح الله الخميني رضوان الله عليه لا تنفع الحلول النصفية، وفي مقابل اصراره وصلابته وتبعية الشعب له وايمانها بزعامته سقطت كل الاصنام.. لقد حقق حلم الانبياء.

* علاء الرضائي.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 10 يناير 2019 - 09:18 بتوقيت مكة
المزيد