وأقلت اليوم عدد من الحافلات على متنها عشرات الأسر من المهجرين بفعل الارهاب، عبر مركز الدبوسية الحدودي ومعبر الزمراني إلى منازلهم في ريف دمشق بعد أن أعاد الجيش السوري الأمن والاستقرار إليها في الوقت الذي دأبت فيه الجهات المعنية على تأمين الخدمات الأساسية فيها لمساعدة الأهالي على ممارسة حياتهم الطبيعية.
وعاد عشرات المواطنين السوريين اليوم عبر معبر الدبوسية في حمص قادمين من لبنان حيث كانت في استقبالهم الجهات المختصة التي عملت على تأمينهم وإيصالهم إلى مناطقهم التي هجروا منها بفعل اعتداءات الجماعات المسلحة قبل اندحارها بفضل الجيش السوري وحلفاؤه.
وانجزت الجهات المعنية أنجزت جميع الترتيبات اللازمة على المعابر لاستقبال المهجرين السوريين العائدين من الأراضي اللبنانية حيث تم نقلهم بالحافلات إلى قراهم وبلداتهم في ريفي دمشق وحمص التي حررها الجيش السوري من الإرهاب بعد تقديم المساعدات اللازمة لهم.
وعبر عدد من المهجرين العائدين عن فرحتهم التي لا توصف لعودتهم إلى منازلهم التي هجروا منها قسرا بفعل الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية موجهين الشكر للجيش السوري والتقدير لتضحيات الشهداء من أجل تطهير قراهم وبلداتهم من رجس الإرهاب.
وأشار عدد من الشبان السوريين ممن هم في مرحلة خدمة العلم والخدمة الاحتياطية إلى أن الجهات المختصة منحتهم جميع التسهيلات لضمان عودتهم واستقرارهم في منازلهم ومن ثم التحاقهم بعد عدة أشهر بصفوف الجيش مؤكدين استعدادهم وفخرهم بتأدية واجبهم الوطني في الدفاع عن بلدهم داعين جميع المهجرين في الخارج للعودة في ظل الأمن والأمان الذي تنعم به المناطق.
وعاد في الـ4 من الشهر الجاري عبر معبري الدبوسية وجديدة يابوس الحدوديين مع لبنان المئات من المهجرين السوريين قادمين من الأراضي اللبنانية حيث تم نقلهم بالحافلات إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش السوري مؤخرا من الإرهاب في أرياف دمشق وحمص وحماة.
كما عاد خلال الأشهر الماضية آلاف المهجرين السوريين قادمين من الأراضي اللبنانية عبر معبري الزمراني وجديدة يابوس والدبوسية وذلك نتيجة للجهود المشتركة المبذولة لإعادة المهجرين بعد تحرير مناطقهم من الإرهاب.
عودة المعابر بين سوريا ولبنان واندفاع مسافرين لبنانيين
وعلى مدى سنوات مضت، بقيت المناطق السورية القريبة من محافظة الشمال اللبناني، من أبرز الأماكن التي يرتادها أبناء طرابلس وعكار، إن لناحية سياحية أو اقتصادية. إلا أن الأحداث التي عصفت بتلك المناطق قطعت حبل الودّ بين الشعبين الجارين، لحين تحريرها من براثن المجموعات التكفيرية لتعود الى حضن الوطن، وتعود معها حركة التنقل بين لبنان وسوريا.
ولا شك أن الأحداث السورية، أثرت بشكل كبير في حركة تنقل السكان بين لبنان وسوريا، خصوصاً في ظل ما شهدته المناطق القريبة من الساحل اللبناني مثل حمص وتل كلخ، من مواجهات عنيفة بين عناصر الجيش السوري والمجموعات المسلحة، وانتهت بانتصار منطق الدولة، وعودة تلك المناطق الى حاضنة الدولة السورية.
ومما لا شك فيه أيضاً أن تلك الحرب كانت السبب الرئيس في منع مئات اللبنانيين، من التوجه نحو المناطق السورية، والتي تربط بينها حالات قربى ومصاهرة، وصداقات بين الشعبين الجارين اللبناني والسوري.
اما اليوم ومع عودة الحياة الى طبيعتها في المناطق السورية، بدأت معابر العريضة والعبودية تعود إلى سابق عهدها، وهي غالباً ما تشهد زحمة سير خانقة، معظم أيام الأسبوع، وخصوصاً أيام السبت والأحد، جراء توجّه عدد كبير من العائلات اللبنانية إلى مناطق طرطوس واللاذقية وحمص.
ويعدّ معبرا الدبوسية والعريضة الحدوديان، من أهم المعابر التي تربط الجانبين السوري واللبناني، وذلك لقربهما من المناطق اللبنانية والسورية في آن واحد، وغالباً ما كان هذان المعبران يشكلان صلة الوصل الأساسية بين الجانبين الشقيقين، إن من حيث الناحية الاقتصادية عبر "ترانزيت" الشاحنات ونقل البضائع، أو عبر عبور مئات العائلات اللبنانية والسورية من وإلى سوريا.
الجديد هنا في مشهد حركة التنقلات، هو ما يشهده هذان المعبران بشكل يومي عبر عودة مئات العوائل السورية التي نزحت إلى لبنان مع بداية الأحداث السورية، وبعد أن استعاد الجيش السوري كل المناطق إلى حضن الدولة، وهو ما دفع أعداداً كبيرة من العمال السوريين للتوجه قبل أيام من عيد الأضحى الى سوريا لتمضية إجازة العيد مع ذويهم.
ولم يقتصر الأمر على العائلات السورية فقط، إذ فضلت العديد من العائلات اللبنانية تمضية عطلة العيد في سوريا، منهم من توجه نحو حمص عن طريق الدبوسية، ومنهم من توجه نحو طرطوس واللاذقية عن طريق العريضة، الكثير من زائري الأراضي السورية أثنوا على حسن سير المعاملات عند نقطة الحدود، مشيرين إلى أن الإجراءات الأمنية ميسرة خصوصاً من جهة الأمن العام السوري.
عودة العائلات السورية النازحة، من لبنان الى مناطقها في سوريا، دلالة على ايمانها بإنتهاء الحرب في بلادها وعودة الأمن واستتبابه في مناطقها، والمهم ايضا إعادة الدولة السورية الخدمات الاساسية اليها، من منشآت خدمية ومدارس ومستشفيات وغيرها، وعزم السلطات السورية على مواصلة العمل على اعادة تأهيل باقي الخدمات فيها.