شاركوا هذا الخبر

هكذا...ينظر القرآن الكريم الى العيد

كانت الاعياد متداولة بين الامم السابقة فقد قال الله عزَّ وّ جَلَّ و هو يذكر تحاور السحرة مع فرعون...

هكذا...ينظر القرآن الكريم الى العيد

يطلق العيد على كل يوم يجمع الناس عامة ، و أصله من العود لأنه يعود كل عام و يتكرر ، و قيل معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح و السرور.

ولقد كانت الاعياد متداولة بين الامم السابقة فقد قال الله عزَّ وّ جَلَّ و هو يذكر تحاور السحرة مع فرعون : ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى والمقصود من يوم الزينة هو يوم العيد ، فيوم العيد هو يوم الاجتماع العام الشامل.

 ما هي النظرة القرآنية إلى العيد ؟

القرآن الكريم ينظر إلى الاعياد التي يعترف بها على أنها من أيام الله و أنها من أبرز مظاهر العبودية حيث يجتمع فيها الناس على طاعة الله و مرضاته ، و لذا نجد أن القرآن عندما يذكر العيد يهتم ببيان موضع الخطأ في فهم الناس ليوم العيد فيصحح الخطأ .
قال تعالى : ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ... ؟
﴿ ... قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .
﴿ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ .
﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .
﴿ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ .
نلاحظ كيف أن الحواريين رغم قربهم للنبي عيسى ( عليه السلام ) كانوا بعيديين عن روح الديانة الالهية ، ذلك لأن الله سبحانه و تعالى ينزل من السماء الآيات و الكتب لتكون دستوراً للناس يضمن لهم سعادة الدنيا و الاخرة ، إلا أن الحواريين طلبوا من المسيح أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، و جعلوا القصد من ذلك الأكل منها ، و لاطمئنان قلوبهم بصدق النبي عيسى و الحال أنهم كانوا يدعون الناس إلى اتباع المسيح !
هذا مضافاً إلى ملاحظات أخرى منها أن تعبيرهم لم يكن مناسباً بل فيه دلالة على عدم ايمانهم الكامل بالمسيح و برسالته ، حيث أنهم يخاطبون المسيح بكلمة "ربك " بدل " ربنا "! فلذلك نهرهم النبي عيسى و أمرهم بالتقوى ، ثم صحح أخطاءهم و لبى طلبهم لكن بقصد آخر ، فطلب من الله تعالى ، أن ينزل عليهم مائدة من السماء لتكون هذه المائدة عيداً لأولهم وآخرهم ، ﴿ ... تَكُونُ لَنَا عِيدًا ... أي تكون ذكرى معنوية تعود عليهم بالخير و البركة كلما تتجد هذه الذكرى في كل عام ، لانها حركة رسالية و آية من آيات الله عز و جل .

المصدر:مركز الإشعاع الإسلامي

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة