تعرفوا على المعاني التي يحملها الحج من خلال شعائره وعباداته!

الجمعة 17 أغسطس 2018 - 14:46 بتوقيت مكة
تعرفوا على المعاني التي يحملها الحج من خلال شعائره وعباداته!

مناسك الحج - الكوثر: الحج سفرٌ إلى الله تعالى ووفادةٌ إليه. فالسفر المعنوي إلى الله عزّ وجل هو الذي أدّى الى وجوب الحج. والهدف الأساسي لهذا السفر إثبات العبودية والتسليم لله. فالحج هو سيرٌ وسلوكٌ معنويٌّ وهجرةٌ إلهية. وتتجلّى في هذا السفر العبودية لله بأجلى صورها وأبهاها. ويترتّب على أداء الحج بشروطه وآدابه آثار وثمار معنوية عظيمة للإنسان، وأهم هذه الآثار:

1ـ توحيد الله ومعرفته: فإنّ الحجّ يجسّم لنا التوحيد، ونفي الشرك بكلّ مظاهره ومعالمه. قال الإمام الصادق عليه السلام: "وزر البيت متحقّقاً لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه".

2ـ التقرّب إلى الله سبحانه: فمن يقصد مكّة حاجّاً إنّما يحجّ إلى ربّه ويقصد الله في عرشه كما ورد في دعاء الإمام الصادق عليه السلام عند خروجه للحج أو العمرة: "...اللهمّ إنّي عبدك وهذا حُمْلَانُكَ والوجه وجهك والسّفر إليك..ولَقّني من القول والعمل رضاك فإنّما أنا عبدك وبك ولك‏".

3ـ ضيافة الله سبحانه: فإن الخلق كلّهم في ضيافة الله بالمعنى الأعم. ولكن الحج ضيافة الله بالمعنى الخاص ومأدبته، قال الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ ضيف الله عزّ وجلّ رجل حج واعتمر، فهو ضيف الله حتّى يرجع إلى منزله".

4ـ التحقّق بالعبودية لله تعالى: إن الهدف من الخلق وسرّ الخلافة في الأرض وفلسفة الحياة هو العبادة والمعرفة، وهذا ما يتجلّى في الحجّ بصورة أبهى وأجلّ، لكون الحجّ تسليماً لله، يحرم فيه الحاج ويؤدّي جميع المناسك استجابة لأوامر الله تعالى. فالحج إذاً يرسّخ في العبد عبوديته لله سبحانه وتعالى. ففي حديث طويل عن الإمام الرضا عليه السلام قال: "إنّما أُمِروا بالحجّ لِعِلَّةِ الوِفادة إلَى الله عزّ وجل‏...".

5ـ تجذّر الجانب المعنوي في النفس: فإن للزمان والمكان والمناسك المقدّسة آثاراً معنويّة وروحيّة تنعكس على الروح الإنسانيّة، فإنّها ممّا توجب طهارة وسلامة

الباطن. قال أمير المؤمنين عليعليه السلام: "...والحجّ تقوية للدين...". وفي الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام قال: "إنّما أُمِروا بالحجّ لِعِلَّةِ الوِفادة إلَى الله عزّ وجل (إلى أن قال) وَحَظْرِ النّفس عن اللّذّات‏...". فالحج شفاء من كلّ سقم وداء روحي ونفساني ومن الأمراض القلبيّة.

مفاهيم أساسية حول الحج

1- حقيقة الحج أنه سفرٌ إلى الله تعالى ووفادةٌ إليه. فالسفر المعنوي إلى الله عزّ وجل هو الذي أدّى الى وجوب الحج. والهدف الأساسي لهذا السفر إثبات العبودية والتسليم لله. فالحج هو سيرٌ وسلوكٌ معنويٌّ وهجرةٌ إلهية. وتتجلّى في هذا السفر العبودية لله بأجلى صورها وأبهاها.

2- الله تعالى دعانا جميعاً إليه، فعنده الكمال المطلق المنشود من كل إنسان، وتلبيتنا للحج هي من باب الإذعان وإعلانٌ لقبول دعوة الله تعالى لنا لنسير إليه وليكون الوصول إليه تعالى هدف مسعانا في هذه الحياة الدنيا.

3- إنّ فريضة حج بيت الله هي من أبرز الفرائض التي تحوي أبعاداً متعددةً ترتبط بالحياة الفردية والاجتماعية بشكلٍ عظيمٍ، باعتبار أن العبادات في الإسلام ليست محصورةً في بعدٍ واحد بل هي تشمل جميع أبعاد الإنسان، وهذا أمرٌ طبيعيٌ طالما أن هدف العبادات تكامل الإنسان في حياته في الدنيا وحياته الحقيقية في الآخرة.

4- يتمتّع الحج بفضل مناسكه الخاصة، برياضات خاصّة تؤثّر في تزكية النفس وعلوّ الدرجات المعنوية، وتبلغ أهمية البعد المعنوي للحج في الروايات الاسلامية حداً بحيث إن الحج يفقد معناه بدونه.

5- يترتّب على أداء الحج بشروطه وآدابه آثار وثمار معنوية عظيمة للإنسان، وأهمها: توحيد الله ومعرفته، والتقرّب منه والانقطاع إليه والتحقق بالعبودية له تعالى، وضيافته وتجذّر الجانب المعنوي في النفس.

6- فريضة الحج كسائر الفرائض لها ظاهرٌ ولها باطنٌ وما لم يؤدّي المكلّف الظاهر بشكلٍ صحيحٍ فما له في الباطن من نصيب. فينبغي أن يطبقّ المكلّف أحكام الحج الظاهرية بكلّ دقّة ليتمكّن من تحقيق آدابه المعنوية ويحصّل آثار الحج العظيمة.

المصدر: كتاب روح العبادة - شبكة المعارف الإسلامية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 17 أغسطس 2018 - 14:26 بتوقيت مكة