"تتريك عفرين" الأردوغاني

الخميس 9 أغسطس 2018 - 15:03 بتوقيت مكة
 "تتريك عفرين" الأردوغاني

مقالات_الكوثر: “تتريك عفرين” سياسة أردوغان تجاه المدينة الحلبية (شمال سوريا)، والتي دخلتها القوات التركية بحجة مكافحة حزب العمال الكردستاني.

وتسعى حكومة أردوغان وميليشياتها من ما يسمى "الجيش الحر" منذ دخولها المدينة في آذار/مارس 2018 الى تغيير هوية عفرين السورية، بصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير إسم الشوارع والميادين و المباني الحكومية والمستشفيات وغيرها ونشر صور رئيس التركي، وإجبار طلاب المدارس على تقديم الشكر  لأردوغان.

وتقول مصادر محلية، ان "القوات التركية والفصائل الموالية لها بدأت بتغيير أسماء شوارع مدينة عفرين السورية وأطلقت تسميات جديدة على شوارع وأماكن متعددة فيها وريفها بدوافع عنصرية، حيث تم تسمية دوار كاوا، بدوار غصن الزيتون، والدوار الوطني، بدوار شهداء ١٨ آذار"، اليوم الذي دخلت فيه القوات التركية المدينة بعد معارك دامية دامت شهرين.

رويترز تكشف عن "تتريك عفرين"

وفي وقت سابق أكدت وكالة “رويترز” سابقاً أن تركيا تعمل على تتريك عفرين بشكل كامل وبأدق التفاصيل، كما أكدت وسائل إعلام سورية معارضة أن القوات التركية فرضت هويات تركية على المدنيين صفة المواطن السوري فيها “نازح”.

وقالت رويترز: "بدأت تركيا في فتح مدارس عفرين والمساعدة في إدارة مستشفيات، وفي هذه المنطقة يدرس تلاميذ المدارس اللغة التركية كما توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي".

كما قامت أنقرة بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية.

مدارس عفرين لم تسلم من التتريك!

في سياق متصل نشر موقع (دوغروسي) المتخصص في الشأن التركي، لقطات من داخل مدينة عفرين وإحدى المدارس في المدينة تظهر أحد عناصر "الجيش الحر" وهو يعلم الطلاب عبارات الشكر لأردوغان وتركيا.

وبعد دخول القوات التركية والجماعات المتحالفة معها، مركز مدينة عفرين، أسقط تمثال يعتبر من المعالم الثقافية لمدينة عفرين السورية. كما علق الجنود الأتراك العلم التركي في عدد من أنحاء مدينة عفرين.

معهد انتربرايز الامريكي: أردوغان يكرر تجربة صدام 

من جهته قال مايكل روبن من معهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، أن "أردوغان يريد ان يكرر تجربة صدام  في كركوك و كما حاول صدام "تعريب كركوك"، يحاول أردوغان "تتريك عفرين"".

و وصف روبن في مقال نشره المعهد حديثا، وصف ما ترتكبه قوات أردوغان في عفرين بـ"حرب إبادة" و "تطهير عرقي" وقال: "تركيا قتلت 10000 من السوريين الأكراد وشردت 180000 منهم، وهذا يذكرنا بما فعله صدام حسين بكركوك".

وتابع: أردوغان يحلم بإعادة السلطنة العثمانية وقد تكون عفرين الخطوة الأولى.

جدير بالذكر ان أردوغان وصف السيطرة على مدينة عفرين (آذار الماضي) بـ"الفتح"، فيما قال وقتها بأن قوات بلاده لا تنوي احتلال أراض سورية وأنها تريد فقط ابعاد حزب العمال عن حدودها، لكن ما جرى ويجري على ارض الواقع اليوم ليس إلا احتلالا كامل الاوصاف بتهجير آلاف السوريين من الأكراد وتتريك المدينة حتى في أدق التفاصيل.

 بقلم: محمد حسن القوجاني - كاتب و محلل سياسي

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 9 أغسطس 2018 - 15:02 بتوقيت مكة