ممارسة الجنس مع فتيات صغيرات
“الدواء مقابل الجنس” هذا ما تكشفه شهادة عاملة إغاثة سابقة في منظمة أطباء بلا حدود عن قيام زميل لها باستغلال وضعه وممارسة الجنس مع فتيات صغيرات فقدن آباءهن بسبب وباء “إيبولا” في ليبيريا.
“كان يقول إن الأمر سهل جدا، فليس من الصعوبة أن تبادل الأدوية مع هؤلاء الفتيات القابلات للإغواء”، تؤكد الشهادة ذاتها.
تبدو هذه التصريحات صادمة لكنها ليست الوحيدة التي توثق قيام موظفي إغاثة في “أطباء بلا حدود” بممارسات مماثلة، وفقا لما نشرته الصحيفة الفرنسية في عددها الصادر الخميس.
الصحيفة نقلت عن هيئة الإذاعة البريطانية سلسلة شهادات من موظفين سابقين للمنظمة الخيرية الدولية -التي تتخذ من جنيف السويسرية مقرا لها والتي تأسست بغرض المساعدة الطبية العاجلة للمتضررين من الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية- تؤكد أن موظفين خارج الإطار الطبي استغلوا عاهرات محليات خلال عملهم في أفريقيا أو منحوا أدوية مقابل علاقات جنسية.
وبحسب شهادات موظفات سابقات، فإن هذا السلوك يعد واسع الانتشار، في حين تشير الأرقام إلى أن منظمة أطباء بلا حدود فصلت في 2017 ثمانين موظفا يشتبه فيهم بالقيام بتحرش أو اعتداءات جنسية.
عاهرات في مقر المنظمة
وأكدت إحدى الموظفات السابقات للمنظمة -دون الكشف عن هويتها- وجود “سوء استخدام للسلطة”، وقالت إن زملاء لها كانوا هنا (في أفريقيا) لفترة طويلة واستفادوا من وضعهم الرائع بصفتهم عمال إغاثة غربيين”.
من جهتها، ذكرت موظفة قديمة للمنظمة في مكتب لندن أن أحد موظفي الإغاثة الكبار “كان يحضر فتيات إلى مقرات المنظمة في كينيا، وكان يشيع أنهن من العاهرات”.
ولفت إلى أن الفتيات كن صغيرات للغاية، وإلى أنه كان معروفا “ضمنيا” أنهن يأتين لممارسة الجنس، وبينت أنه كان من الصعب شجب هذا الأمر لأن عمال الإغاثة كانوا من الكبار في السن عادة.
وبحسب الشهادة ذاتها، فإن إدارة المنظمة ربما لم تكن على علم بما يحدث، لكن كان هناك بالتأكيد شعور بـ”أن بعض الرجال المفترسين ينظر إليهم على أنهم أكبر من أن يكشفوا”.
وتؤكد موظفة أخرى سابقة أيضا عملت في إغاثة مرضى السيدا (فقدان المناعة المكتسبة) في أفريقيا الوسطى أن هذه الممارسات كانت منتشرة، وقالت إن زميلا لها كان يحضر معه امرأة إلى مكان إقامة موظفي منظمة أطباء بلا حدود، وعلى الرغم من أنه كان من الواضح أنها عاهرة فقد كان يردد أنها صديقته.
وتابعت أن “زميلها كان خمسينيا، وكانت الفتاة أصغر منه كثيرا، وكان الأمر واضحا، واضحا جدا”.
تحرش جنسي
ولا تتوقف شهادة هذه الموظفة عند هذا الحد بل تكشف أيضا عن تعرضها للتحرش الجنسي من بعض الموظفين الذين عملت معهم.
وقالت إن “(أحد الزملاء) حول في الحقيقة حياتي إلى مأساة، لقد تعمد تعذيبي وكان يحضر العاهرات أمامي”، وأكدت أن الأمر كان أكثر سوءا عندما غادرت مقر إقامتها لأسابيع قليلة وعادت إلى غرفتها لتجد واقيات ذكرية مستعملة، واكتشفت أنه قال للموظفين “إنه تركها عمدا خلفه”، وبعد الإبلاغ عن هذا السلوك إلى رئيسها عُرضت عليها الوساطة مع زميلها، مع تحذيرات بأنها قد تفقد عملها إذا لم يتم حل هذا الأمر بينهما.
وفي ردها على هذه الاتهامات قالت المنظمة الخيرية لصحيفة “لوفيغارو” إن هذه الاتهامات لا أساس لها، خاصة تلك التي تؤكد منح الأدوية مقابل الجنس، مشيرا إلى أن لديها “الآليات” من أجل “منع السلوك الخاطئ وكشفه والمعاقبة عليه”.
وبحسب ما يؤكده الموقع الإلكتروني لـ”أطباء بلا حدود” فإن المنظمة “تشجع جميع الموظفين على الإبلاغ عن أي سلوك غير لائق أو إساءة استخدام، إما عبر التسلسل الهرمي أو من خلال قنوات محددة أو عبر عناوين بريد إلكتروني مخصص”.
المصدر: وطن سرب
22