من روائع أقوال الامام الحسن المجتبى(ع)

الخميس 31 مايو 2018 - 15:25 بتوقيت مكة
من روائع أقوال الامام الحسن المجتبى(ع)

 وكم هم أولئك الذين ليست لهم عشيرة يضافون إليها تشغل حيزاً كبيرا وواقعا ومساحةً كبيرة ولكنهم لن يضلوا طريقاً ما داموا على ما أضيفوا إليه، كثيرٌ من الناس يقول أنا ابن العائلة الفلانية، أنا ابن العشيرة الفلانية...

السيد محمد رضا السلمان

يقول الإمام الحسن (ع) في واحدة من روائعه يوصي بها احد أصحابه: “... إذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة [عانك]، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت شد صولك، وإن مددت يدك بفضل [مدها]، وإن بدت منك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتداك، وإن نزلت بك أحد الملمات أسألك، من لا يأتيك منه البوائق ولا يختلف عليك منه الطوالق ولا يخذلك عند الحقائق، وإن تنازعتما منفسا آثرك."

إذا أردت عزا بلا عشيرة

 وكم هم أولئك الذين ليست لهم عشيرة يضافون إليها تشغل حيزاً كبيرا وواقعا ومساحةً كبيرة ولكنهم لن يضلوا طريقاً ما داموا على ما أضيفوا إليه، كثيرٌ من الناس يقول أنا ابن العائلة الفلانية، أنا ابن العشيرة الفلانية... نعم من حقي ومن حقك ان نفخر بآبائنا وأمهاتنا وأسرنا، لأنها فطرت على الولاء وعاشت الحب والانتماء ولأنها قرت للنبي (ص) برسالته وبعلي (ع) بولايته، لكن علينا أيضا أيها الأحبة ان نترك لهم المجال في ان يأخذوا بأيدينا إلى ما هو الأسمى بمنطوق كلام إمامنا الحسن (ع) الذي يقول: إذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله، لا عزة فوق عزة طاعة الله سبحانه وتعالى ولا ذل أدنى من ذل التمرد على أحكام الله، فالعز والشرف والكرامة والارتفاع أنما يحصل بقدر ما يرفعنا الله سبحانه وتعالى من خلال ما نقوم به من أقوال طيبة أو نؤديه من أفعال لا تغادر مساحة الطيب، لأننا لا نصانع بها إلا وجهه وحيث الأمر كذلك هو يرتقي بنا من خلال أفعالنا فلا يستوي أيها الأحبة المؤمنون الحسنيون من يقوم بالواجب ومن يتمرد عليه، وبين من ينأى بنفسه عن المحرّم ومن يرتكبه، شتان بين الفريقين، وإذا ادعى شرف الإضافة فأهل البيت (عليهم السلام) طيبون ولا يقبلون إلا من الطيبين طيب أعمالهم فلنسارع أيها الأحبة للاستجابة لندائه (ع)، ثم يتقدم بنا الامام (ع) قليلا ويقول:

وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك

لا يستغني أحد منا عن الناس الذين من حوله، فهو يحتاج مددهم، عونهم، الوقوف إلى جانبه ربما أنا استغني عنك اليوم ولكن ما هو الدليل على استغنائي عنك في الأيام القادمة إذا كنا نتحرك في دائرة واحدة وهي دائرتهم عليهم الصلاة والسلام ، فعلينا ان نمد أيدينا كل واحد منا للآخر لنتعاون ولنتكاتف كي نسموا بأرواحنا ويسموا المجتمع من حولنا، يقول (ع: وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك، عندما يقال ان فلانٌ يسير مع فلان، يرفع الأب رأسه بك، لأنك تسير مع الطيبين، مع الفاعلين للخير، مع المنتجين، مع الذائبين مع حب محمد وآل محمد (ص)، هذه صفة من ينبغي ان نسير معه وان نصطفيه أخاً خليلاً وصديقا في الحياة، وإذا خدمته صانك، لا يجعل منك سلعة بسيطةً يصادر بها أو يتصدر بها في كل مجلس: أنا أعطيت، أنا بذلت، أنا فعلت، أنا قمت، أنا قعدت ... كل هذا لا قيمة له ما لم يكن في عين الله سبحانه وتعالى، ما لم يختم ذلك ببصمة الإخلاص لنتلقاه يوم القيامة في ميزان أعمالنا

وإذا أردت منه معونة عانك، وإن قلت صدق قولك

اذا اردت منه معونة يقدمها لك فورا ولا يتمحل الطرق هنا وهناك كي يتخلص منك، بل يمد لك يد المساعدة اذا ما كان قادرا عليها

وإن صلت شد صولك، وإن مددت يدك بفضل [مدها]

نحن أيضا في مسيس حاجة ان نقدم العون بعضنا للبعض الاخر فصولتنا في الحيات في أكثر من ميدان وميدان تتطلب منا ان نقف وقفة الرجل الواحد وان تعددنا في مشاربنا وأذواقنا وأفكارنا واتجاهاتنا وانتماءاتنا لأننا أيها الأحبة لا نتجه إلا لقبلة واحدة ولا نؤمن إلا برسالة هي الخاتمة ولا نتمثل طريقا إلا ما كان مجسّداً وصادراً عن علي وآل علي وان مددت يدك بفضل مدها. إذا أردت ان تقوم بمشروع خيري أو تنهض بمشروع فيه فائدة للمجتمع وصلاح ومنفعة وفيه تثبيت وترسيخ ،هذا الرجل يشد على عضدك يأخذ معك حيث كان الحق ويمد يده لك لا ان يقطع الطريق عليك! وإنما بقدر إمكانه وبقدر ما تحت يده يجعلك ممكنا منه ويشد صولتك.

وإن بدت منك ثلمة سدها

من منا يدعي العصمة لنفسه أيها الأحبة؟ من منا لا يرتكب الخطيئة من طلوع الشمس إلى غروبها؟ إن لم يخطأ مع الناس ربما أخطا مع نفسه، وان تجاوز ذلك ربما يخطأ مع أهله في داخل بيته، وربما تكون الخطيئة بقدر الدنيا وهذه لا تحصل إلا على من هم يسعون في الأرض فسادا ونحن لسنا في هذه الدائرة بحمد الله تعالى، لكن ربما تصدر منا الخطيئة فما علينا أيها الأحبة أيها السادة أيها الأفاضل إلا ان نسعى جاهدين في إصلاح ذلك، لا ان نسعى للإشاعة بين الناس ونهتف فلان فعل كذا، فلان قال كذا يريد بك السوء، وفلان يريد بك كذا وكذا، فلانٌ رايته في السوق صدر منه الفعل الفلاني، هل أنت الرب له؟ هل أنت المحاسب له؟ عندما تودع في قبرك سيأتي الملك المحاسب بملفّه ليعرض عليك تلك القضية! وقتها أين المنصرف وإلى أين الاتجاه وما هي الوسيلة التي يتخذها الإنسان لنفسه كي يهرب من ذلك الواقع.

وإن رأى منك حسنة عدها

مع شديد الأسف بمعادلة بسيطة أيها الأحبة عندما يقوم الخيرون في الخيرات نطمس معالمها، نقتل القضية ونئدها في مهدها، ولكن عندما يحصل القبيح لا قدر الله ربما صدر في هذا المكان فما ان تبرح وتصل إلى المكان الثاني إلا والقضية قد وصلت قبل وصولك! وهذه كارثة من الكوارث هذه واحدة من المصائب وهي تشكل طامةً عظمى أيها الأحبة لنستفيد من شهر رمضان لنستفيد من المناسبة لنتجاوز هذه الحالة من البؤس.

وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتداك

اذا ما جاءك في يوم من الأيام وقرأت في وجهه وعيونه حالة من عدم الارتياح ربما لم يفصح عنها هو، لكن عليك ان تقترب منه وان تطرق أبواب نفسه لتقتحمه لتسأل منه ربما احتاج معونة، ربما كان في تلك اللحظة في مسيس الحاجة لكي تأخذ بيده.

وإن نزلت بك أحد الملمات أسألك

ربما نزلت بك إحدى الملمات مثل فقد عزيز، أو حادث مروري، أو فشل في الدراسة لا قدر الله، أو إخفاق في العمل، أو خسران في صفقة تجارية هنا او هناك أو... تجده يقف الى جانبك، يخفف من آلامك ومن روعتك ومن فزعك، لا تأتيك منه البوائق، لا يعيش معك عيشةً منظرة في وجهك، ومقص من خلفك ما ان تغادر من عنده إلا واخذ فيك تشريحا عرضا وطولا هذا ليس بالأخ ولا بالصديق فضلا ان يكون خليلا.

وإن تنازعتما منفسا آثرك

يقدم مصلحتك على مصلحته، يقدم الشيء لك ولا ينفرد به لنفسه .. نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يبصرنا، من الجميل ان نجتمع وان توزّع فيما بيننا الحلوى ونشرب ما نشرب لأن فيها بركة، لأنه يضاف لهم فنقول بركة الإمام الحسن (ع) نتبرك بها ونشعر بأثرها في حياتنا وزكاة أنفسنا وطيب أبنائنا ولكن القافلة لا تقف عند هذا الحد ، وإنما هي ابعد من ذلك ان نعيش الامام الحسن (ع) في جوهره، في مكنونة وهذه الشذرة التي قرأتها واحدة من الدروس علينا ان نستفيد منها، خصوصا انتم أيها الشباب، يا شباب اليوم ورجال المستقبل، يا من فيكم وعليكم الكثير الكثير الكثير يؤمل ويعلق، نسال من الله سبحانه وتعالى ان يأخذ بأيديكم، ان يوفقكم، ان يجمعنا وإياكم على حب محمد وآل محمد .

المصدر: موقع الكاتب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 31 مايو 2018 - 15:25 بتوقيت مكة
المزيد