أولاً : معنى الصلاة على محمد و آل محمد
العديد من المفسرين و اللغويين و شراح الحديث تعرضوا لمعنى الصلاة على محمد وآل محمد وحاصل بحثهم جميعا أنها تعني الدعاء والثناء والتبجيل والتعظيم والرحمة، فصلاة الله تعالى على نبيه هي تعظيمه في الدنيا بإعلاء كلمته وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتضعيف مثوبته والزيادة في رفع درجته ، كما إن الصلاة من الملائكة تعني الدعاء له والثناء عليه، والصلاة من المؤمنين تعني الدعاء له برفع درجته وعلو منزلته .
عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنه قال : (صلاة الله رحمة من الله ، وصلاة الملائكة تزكية منهم له ، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له).
و عليه فالمراد من صلاة الله تعالى هي تعطفه على رسوله بالمزيد من الرحمة ، وصلاة الملائكة استغفارهم له وهو يوجب الرحمة أيضاً، وصلاة المؤمنين هي الدعاء للنبي والذي ينعكس عليهم بالمغفرة وقبول الاعمال، اما الجزء الاخر من تكملة الصلاة {أي الصلاة على آل محمد} فقد وقع الخلاف في المراد من آل محمد ، فقيل أنهم أصحاب الكساء و قيل مطلق الذرية الا ان راي الإمامية هم اصحاب الكساء.
ثانياً : خواص الصلاة على محمد وآل محمد
للصلاة على نبينا محمد وآله الطاهرين خواص وفوائد وآثار تعود إليهم وإلى المصلي من العباد ، أما الفوائد التي تعود إلى المصلي فهي عديدة نذكر منها ما يلي :
1- تلبية نداء الله تعالى و رسوله:
قال تعالى[إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما] فمعنى قوله تعالى[يا أيها الذين آمنوا] نداء ودعوة منه تعالى للذين تشرفوا بالإيمان أن يصلّوا على النبي "ص" أداءً لحقه الواجب عليهم تجاهه فمن يصلي عليه في الصلاة الواجبة وفي غيرها من الأزمنة والأمكنة فهو يلبي نداء الله ويستجيب لدعوته تبارك وتعالى .
كما انه من لم يصلي الصلاة الكاملة على النبي واله والتي تسمى الصلاة البتراء قد ورد النهي عنها وفي الرواية سئل الإمام زين العابدين "ع" عن تمام الصلاة فقال : (الصلاة على محمد وآل محمد).
٢- زيادة الحسنات:
روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم انه قال:( من صلّى علي من أمتي مرة واحدة كتبت له عشر حسنات ، و محيت عنه عشر سيئات).
٣- أنها من أفضل الأعمال:
عن عبد السلام بن نعيم قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام "أني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي وآله، فقال :عليه السلام:( لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت)
٤- تثقل الميزان:
روي أن أثقل ما يوضع في الميزان من الأعمال هو الصلاة على محمد و آله فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :( أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة على حتى أُثقل بها حسناته) .
٥- كفارة للذنوب:
روي عـن الإمام عـلي بن موسى الرضا عليهما السلام قال : (من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد و آله فإنها تهدم الذنوب هدماً)، و عن الإمام علي عليه السلام قال :(الصلاة على النبي أمحق للخطايا من الماء للنار) .
٦- الخروج من الظلمات إلى النور:
عن إسحاق بن فروخ قال : قال أبو عبدالله عليه السلام :(يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد و آله عشراً ، صلى الله عليه وملائكته ألفاً " أما تسمع قول الله تعالى : [هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً].
٧- إنها ترفع النفاق:
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (إرفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب النفاق).
٨- تطرد الشياطين:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (أن الشيطان إثنان ، شيطان الجن و يبعد بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وشيطان الأنس و يبعد بالصلاة على النبي و آله) .
٩- توجب محبة الله تعالى والقرب من النبي (ص):
فعن الإمام الهادي عليه السلام قال:( إنما اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلاً لكثرة الصلاة على محمد وأهل بيته) .
١٠- أنها من موجبات الشفاعة:
فعن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:(من أراد التوصل إلىَّ وأن تكون له عندي يد اشفع له بها يوم القيامة فليصلي على أهل بيتي و يدخل السرور عليهم.
١١-أنها توجب استجابة الدعاء:
عن الإمام علي عليه السلام قال : (كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلّي على محمد و آله) ، وعنه عليه السلام قال: (إذا كانت لك إلى الله حاجة ، فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله"ص" ثم سل حاجتك ، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الأخرى)
١٢- أنها توجب قضاء الحوائج:
عن رسول الله قال:(من عسرت عليه حاجة فليكثر بالصلاة علىَّ فإنها تكشف الهموم والغموم و تكثر الأرزاق و تقضي الحوائج) .
١٣- توجب التذكر بعد النسيان.