ما حقيقة اللقاءات السورية – التركية ؟

الأربعاء 28 فبراير 2018 - 13:44 بتوقيت مكة
ما حقيقة اللقاءات السورية – التركية ؟

سوريا - الكوثر: شَهِدَ الأسبوعُ الماضي تركيزاً كبيراً من الإعلام التركيّ على موضوعِ اللّقاءاتِ السوريّة التركيّة، وإنْ كانتَ صحيفة “صباح” التركية قد قالت إنّه تمَّ التوافقُ على إنشاءِ آليّةٍ للحوارِ بين الطرفين، فإنَّ صحيفة “ملليت” أكّدت حدوثَ هذه اللّقاءات بالفعل دونَ أنْ تشيرَ إلى مكانِ وزمانِ هذه اللّقاءات أو عددها أو طبيعتها حتّى، فيما لمّحَ الناطقُ باسمِ الرئيسِ التركيّ إبراهيم كالين إلى إمكانيّة حدوثِ لقاءاتٍ تركيّة سوريّة مباشرة على مستوى أجهزة الأمن.

مصدرٌ إعلاميٌّ تركيّ فضّل عدمَ الكشفِ عن هويته يقولُ إنَّ لقاءاتٍ أمنيّةً عُقِدَت بوسَاطة روسيّة في بيروت بين مندوبينَ عن أجهزةِ الأمنِ السوريّة وآخرين من أجهزةِ الأمنِ التركيّة، وكانَ النقاش في هذه اللّقاءاتِ محصوراً بالملفِّ الأمنيّ لمناطق الشمالِ السوريّ، ففي حين ركّز السّوريّون على إدلب معترضينَ على التصرّفات التركيّة في المحافظة الواقعة إلى الشّمالِ الغربيّ من سورية، فإنَّ الأتراك طَرحوا ملفّ ما أسموه بـ”التمدّد الكرديّ في الشمالِ السوريّ”، وبحسب المصدر نفسه، فقد رفضت دمشق بشكلٍ نهائيّ أيّة مساومةٍ أو مقايضة تركيّة حولَ هذا الملفّ تحديداً.

إلّا أنَّ مصدراً تركيّاً نفى حدوث أيّ لقاءٍ بينَ الطرفين السوريّ والتركيّ، ففي حين أنّه أكّدَ أنَّ حزبَ “الوطن التركيّ” يقومُ بمحاولاتٍ جادّة لإقامةِ خطوط تواصل مباشر بين أنقرةَ ودمشق، فقد أشارَ إلى أنَّ هذا الحزب لمْ يستطعْ إلى الآن إقناع الحكومة السوريّة بضرورةِ مثل هذه الخطوة، موضّحاً في الوقتِ نفسِهِ أنَّ التوجّهَ التركيّ لإقامةِ مثل هذه اللّقاءات تأتي ضمنَ محاولةِ حكومة حزب العدالة والتنمية قطع الطريقِ على معارضتها من قِبَلِ بقيّةِ الأحزابِ حولَ كثيرٍ من الخطوات الميدانيّة والسياسيّة تجاه الملفّ السوريّ.

مراقبونَ للملفِّ السوريّ يعتبرونَ أنَّ الحديثَ عن لقاءاتٍ بين الحكومتين السوريّة والتركيّة ضرب من الخيالِ في المرحلةِ الحاليّة، فإنْ كانَ الجانب التركيّ يقومُ بالتنسيقِ وإرسالِ ما يريدُ إلى دمشقَ عبر الحكومةِ الروسيّة التي تلعبُ دورَ الوسيط بين دمشق وعددٍ كبيرٍ من الأطراف، فإنَّ اللّقاءاتِ المُباشَرة لا يمكنُ أنْ تقدّم أيّة إضافةٍ على ما يقومُ به الروس، فموسكو تمتلكُ القدرةَ على التأثيرِ في المواقف التركيّة من بابِ العلاقاتِ الاقتصاديّة المشتركَة، إضافةً إلى أنَّ روسيا وتركيا تُعتبران شريكتين بالإضافةِ إلى إيرانَ في رعايةِ وضمانةِ محادثات أستانة.

ولا تعتبرُ دمشق أنَّ التواصلَ مع أنقرة ضروري بالنسبةِ لها، إذْ إنّها تتعاملُ مع الوجودِ التركيّ على أنّه “احتلالٌ غير شرعيّ لأراضٍ سوريّة”، وكامل تصريحات المسؤولين السوريّين تشيرُ إلى أنَّ الحكومةَ السوريّة تعتبرُ أنقرة عدوّاً مباشراً للأمنِ الوطنيّ السوريّة، إذْ تتّهمُ الحكومةُ التركيّة بتسهيلِ دخولِ عناصر التنظيماتِ والفصائل الإرهابيّة إلى سوريّة، إضافةً لاتّهامِها تركيا بدعمِ الفصائلِ المسلّحة التي تقاتلُ الدولةَ السوريّة في أكثر من منطقةٍ ساخنة، وبالتالي يمكنُ القولُ إنَّ دمشقَ لا تمتلكُ النيّةَ أو الأسبابَ في مثلِ هذا التواصل، وهذا بحسبِ شخصيّاتٍ إعلاميّةٍ متعدّدة تهتمُّ بالشأنِ السوريّ.

بقلم : محمود عبد اللطيف
اسيا

31101

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 28 فبراير 2018 - 13:33 بتوقيت مكة
المزيد