وقالت “الأخبار”، في تقرير مطول عن تحريات مصالح الأمن اللبنانية حول محاولة اغتيال القيادي في حماس محمد حمدان، تحت عنوان “إخفاق الموساد وإنجاز فرع المعلومات: الهويات الكاملة لمنفّذي تفجير صيدا من لبنانيين وإسرائيليين” إن “الصدفة وحدها أنقذت محمد حمدان، من محاولة اغتياله في صيدا، صبيحة ذلك اليوم، إذ إنه لم يتم إحكام لصق العبوة المتفجرة أسفل السيارة.
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد توقيف مواطنين اثنين في بيروت، والطلب من السلطات التركية تسليم الآخر المقيم على أراضيها، وهو ما تم بالفعل، تكشفت تفاصيل جديدة عن خلية “الموساد”.
وكشفت “الأخبار”، أن عضو الموساد الأول كوفان بامارني، إسرائيلي من أصل عراقي كردي، يحمل الجنسيتين العراقية والسويدية، ودخل لبنان بجواز سفره العراقي يوم 9-1-2018، عبر مطار بيروت، وغادر إلى دمشق عبر المصنع، يوم 14-1-2018، بعد ساعات من تنفيذ العملية.
وقالت الصحيفة إن زميلته، تحمل الجنسية الجورجية وتدعى إيلونا جانكوفي، ودخلت لبنان يوم 9-1-2018، وغادرت عبر المطار إلى قطر، ومنها إلى دولة أخرى، صباح يوم 14-1-2018.
ونقلت “الأخبار” عن مصادر قولها إن التخطيط لاغتيال حمدان بدأ قبل أكثر من سبعة أشهر، عبر تكليف المتهم بالعمالة محمد الحجار، بمراقبة منزل القيادي في “حماس”.
وأوضحت الصحيفة، أنه بعد انتقال حمدان من منزل إلى آخر، تم تكليف محمد بيتية، المتهم الثاني بالعمالة للموساد، في متابعة حمدان، ليستأجر بيتية لاحقا مستودعا قرب منزل حمدان في بيروت، وتقرب من سكان المنطقة، وعلى رأسهم حارس المبنى الذي يقطن به القيادي في “حماس”.
وحول تفاصيل المحاولة الفاشلة، قالت “الأخبار”، إنه “في فجر الجمعة 12 يناير، توجه بيتية، برفقة الجورجية، من بيروت إلى صيدا. استقلا سيارة أجرة من كورنيش العاصمة البحري، وتحديدا من مكان قريب من المنارة. كانا يتعانقان كعاشقين. وكان في حوزتها كيس بداخله العبوة الناسفة. وصلا إلى المدينة الجنوبية، فترجّلا واتجها سيرا على الأقدام نحو “المستودع”. أرادا زرع العبوة الناسفة أسفل سيارة حمدان التي يستقلها الأخير صباح الجمعة، كما في كل أسبوع. فوجئا بأحد جيران حمدان، الذي كان عائدا لتوه من المطار”.
وتابعت الصحيفة: “سألهما عن سبب وجودهما في وقت متأخر من الليل في موقف المبنى، فردّ بيتيّة بكلام مُطَمئِن، قائلاً إنه مستأجر المستودع القريب، وإن الناطور يعرفه، وإن صديقته أضاعت شيئا يبحثان عنه وأراد أن يغسل يديه. رحل بيتية وـالجورجيةـ، وعادا إلى بيروت على متن سيارة أجرة.
وبعد يومين، فجر الأحد 14 يناير، عاودا الكرّة. بسيارة أجرة، توجها من بيروت إلى صيدا. زرعا العبوة أسفل مقعد السائق في سيارة حمدان، ثم اتجها إلى كورنيش المدينة، حيث كان الحجار في انتظارهما داخل سيارته (وهي سيارة أجرة). أوصلهما إلى منطقة المنارة في بيروت. أوقف بيتية سيارة أجرة للجورجية التي عادت إلى الفندق. أما عميلا الموساد، فقصدا مطعم بربر، وتناولا الطعام، قبل أن يذهبا إلى عين المريسة، حيث كان في انتظارهما السويدي. مباشرة، ذهبوا إلى صيدا. ركن الحجار سيارته عند الكورنيش البحري، وبقي في داخلها. اتجه بيتية والشاب الذي في رفقته إلى منزل الهدف انتظراه حتى اقترب من سيارته، وفتح بابها، وأدار محركها، ففجّرا العبوة عن بُعد”.
لم يسقط شهيدا، بل أصيب بجروح في قدميه. في هذا الوقت، كانت «الجورجية» قد غادرت لبنان عبر المطار. أما زميلها وبيتية، فعادا إلى سيارة الحجار الذي أقلهما إلى بيروت. أوصلهما إلى منطقة الرينغ، حيث افترق الثلاثة.
وبالعودة إلى عضو الموساد، كوفان بامارني، قالت الأخبار، “وبعدما راجع الأمن العام اللبناني السلطات السورية، أكدت الأخيرة أنه غادر عبر مطار دمشق إلى الجزائر. وكشفت معلومات أمنية أن وجهته بعد الجزائر كانت العاصمة الفرنسية باريس حيث اختفى، وهذا بتاريخ 14 يناير 2018، وقدمت بعض المعلومات عن المعني، ومن ذلك أنه ولد في طهران، وهو من أصل عراقي كردي، يحمل الجنسيتين العراقية والسويدية، وتوقعت “الأخبار” أن يكون كوفان بامارني وإيلونا جانكوفي، ضابطين في الموساد.
يشار إلى أن القيادي في “حماس” محمد حمدان نجا من محاولة اغتيال محققة، وتعرض لإصابات بليغة، في انفجار عبوة لاصقة بسيارته، منتصف الشهر الماضي.
المصدر: وطن سرب
22/101