العراق: أطفال المناطق المستعادة من داعش يقلدون سلوكيات عناصر التنظيم!

الأربعاء 31 يناير 2018 - 17:01 بتوقيت مكة
العراق: أطفال المناطق المستعادة من داعش يقلدون سلوكيات عناصر التنظيم!

العراق _ الكوثر: يرى مراقبون أن جذور تنظيم داعش الفكرية التي غرسها طيلة سنوات سيطرته في مناطق متفرقة من العراق، تركت أثرا سيئا على نفوس أهالي تلك المناطق وعقولهم، ولا سيما الأطفال منهم رغم انتهاء وجود تنظيم وعودة 40% من النازحين إلى مناطقهم المستعادة.

ونقل موقع "الخليج اونلاين" عن أستاذ علم النفس، أحمد الدوري، قوله، إن "تنظيم داعش كقوة عسكرية انتهى في العراق، لكن جذوره الفكرية والعقائدية لا تزال موجودة في المناطق التي خضعت لسيطرته"، مبينا أن التنظيم قام بتجنيد مئات الأطفال من أهالي تلك المناطق تحت اسم "جُند الخلافة".

وأضاف أن نتائج ذلك بدأت تُشاهد من خلال تصرفات الأطفال وتقليدهم لما كانوا يشاهدونه من صور الذبح بالسكين، أو الجلد وقطع الأيدي أو الأرجل، تحت ما يسمى بإقامة "الحدود الشرعية".

وتابع ان "تصرفات بعض الأطفال في المناطق المستعادة أصبحت تختلف عن تصرفات وأطباع باقي الأطفال ممّن لم يتأثروا بتنظيم داعش، حيث أخذ البعض منهم يمثل ما كان يفعله عناصر التنظيم من قتل وتعذيب وما شابه ذلك في حياتهم اليومية"، مبيناً أن هذه التصرفات تعكس مدى خطر هذا الجيل على تلك المناطق.

من جهته قال أحد شيوخ محافظة الأنبار، فهد البيلاوي، إن "داعش أقام في السنوات الثلاث الماضية معسكرات لتدريب الأطفال على حمل واستخدام السلاح أطلق عليها (طيور الجنة)، بعد دروس تفضي إلى غسل أدمغة الأطفال والمراهقين".

وأوضح أن "مئات الأطفال في محافظة الأنبار ومناطق أخرى خضعوا لسيطرة تنظيم داعش، تعرضوا إلى الجلد والتعذيب بسبب التدخين أو زلة لسان"، لافتاً إلى أن "قسوة هذه المشاهد أثارت المخاوف بين الأهالي والجهات المعنية من نشوء جيل متوحش، بعيد كل البعد عن أخلاق التسامح والسلام".

فيما طالبت الناشطة في مجال حقوق الأطفال بالمناطق المستعادة، طيبة جمال، بمواجهة فكر تنظيم داعش وآثاره السيئة لحماية الأطفال وعودة البراءة المسروقة إلى وجوههم، من خلال إنشاء "مشروع للتحصين الفكري ومعالجة الآثار الناشئة عن ترعرع الأطفال في بيئة ملوثة بالإرهاب".

وأفادت أن "معظم أطفال المناطق المستعادة لا سيما الذين جندوا من قبل تنظيم داعش يعانون من التوحد، بسبب غسل الدماغ الذي تعرضوا له من قبل عناصر التنظيم والأفكار المتشددة التي غرسها التنظيم في عقولهم"، مشيرة إلى ان جميعهم بحاجة إلى إخضاع لعمليات إعادة تأهيل متعدد الجوانب، يعالج الصدمة النفسية التي يعانى منها الأطفال، وكذلك آثار ما بعد المشاركة في أعمال العنف، وإقامة دورات تعليمية وتثقيفية وكذلك توفير كل الوسائل الترفيهية.

وكان نائب رئيس حكومة كردستان العراق، قوباد طالباني، قد حذر من استمرار وجود فكر تنظيم داعش في المناطق المستعادة من قبضة التنظيم، حيث أشار خلال كلمة ألقاها أثناء مشاركته في المنتدى العالمي بدافوس إلى ان "المناطق المستعادة من داعش ليست فقط بحاجة إلى إعادة إعمار الدور والمباني فيها، بل هي بحاجة أيضاً إلى المصالحة الاجتماعية، وإعادة بناء الثقة والتعايش بين مكوناتها المتنوعة".

وأضاف ان "هذا الأمر بحاجة إلى جهود كبيرة، لأن التنظيم ترك في هذه المناطق تأثيرات اجتماعية، وخلف آثاراً سيئة جداً على مكونات تلك المناطق"، مبينا ان "أسباب وعوامل ظهور داعش ما زالت موجودة، وفكر داعش ما زال قائماً في المنطقة".

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 31 يناير 2018 - 16:25 بتوقيت مكة