’إسرائيل’ متأهبة دائماً للحرب.. فهل تحصل؟

الإثنين 29 يناير 2018 - 13:44 بتوقيت مكة
’إسرائيل’ متأهبة دائماً للحرب.. فهل تحصل؟

العالم الإسلامي - الكوثر: "إسرائيل"، المرتاحة الى قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـها، والمطمئنة الى ردة الفعل العربية الخجولة، يساورھا قلق وارتياب من تعاظم دور حزب الله.

كشف النقاب مؤخراً عن لقاءات سرية أميركية-إسرائيلية جرت في البيت الأبيض، وجمعت كلاً من مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات مع ممثلين عن جميع أسرة الاستخبارات الإسرائيلية ووزارة الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي ھربارت ماكماستر، وبمشاركة ممثلين رفيعي المستوى عن البيت الأبيض واجھزة الاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية. وخلص الطرفان بعد لقاءات استمرت يومين كاملين إلى برنامج عمل استراتيجي مشترك لكبح الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وقد جرى تشكيل طواقم عمل مشتركة وفقاً للأھداف الموضوعة:

- طاقم أول مسؤول عن الأنشطة السرية والدبلوماسية لإحباط المشروع النووي الإيراني، توكل إليه دراسة أنشطة سرية ضد ھذا البرنامج.
- طاقم ثان، يعمل على كبح الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وتحديداً في سوريا وحزب الله.
- مجموعة ثالثة، تعمل على مواجھة البرنامج الصاروخي الإيراني البالستي وإنشاء مصانع لإنتاج مثل هذه الصواريخ في سوريا ولبنان.
- مجموعة رابعة، أوكل إليھا العمل على بلورة الاستعدادات المشتركة لسيناريوھات تصعيد في المنطقة تكون إيران جزءاً منھا.
وبناءً عليه، أجرت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً سلسلة نقاشات استراتيجية مطوّلة للبحث في تطورات "الجبھة الشمالية" مع سوريا ولبنان، وأفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي التي بثت النبأ، بأن الحكومة المصغرة بحثت في نشاط إيران وحزب الله في سوريا ولبنان والتأھب الإسرائيلي لـ"اليوم التالي" لانتھاء الحرب الأھلية في سوريا وسيطرة القوات النظامية مجدداً على غالبية أراضي البلاد. وكشف وزير الطاقة يوفال شطاينتس أن الحكومة ناقشت المسألة بأبعادھا الاستراتيجية والتكتيكية، إضافة إلى النشاط الديبلوماسي المطلوب أمام روسيا والولايات المتحدة، لمنع تحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية.

وذكرت القناة العاشرة أن المؤسسة الأمنية تنظر إلى "التھديد من لبنان" على أنه التھديد الأخطر على "إسرائيل"، ما دفع بوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إلى التصريح مؤخراً بأن "إسرائيل" تعتبر سوريا ولبنان جبھة واحدة في الحرب المقبلة".
وذكر التقدير الاستخباراتي العسكري الإسرائيلي لعام 2018، أن ھناك زيادة في احتمال التصعيد الأمني، وثمة نظريتان في هذا الشأن:
النظرية الأولى تقول إن الحرب ضد حزب الله واقعة ومرجحة وستكون حربا شاملة وغير مسبوقة تمتد على كامل الساحة اللبنانية، وھذه المرة لن تحدد "إسرائيل" أھدافا متذبذبة لعمليتھا العسكرية.. وتحدث القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون بالتفصيل عن شكل الحرب المقبلة، وستستخدم "إسرائيل" بشكل كامل وشامل أساليب الحرب الإلكترونية، إضافة الى القصف الجوي والتغلغل البري في سوريا ولبنان بعمق خمسين كيلومترا وصولا الى الكسوة على بعد 14 كيلومترا جنوب دمشق.

بدوره، الأمين العام لحزب الله السيد حسن انصرلله توعّد بمفاجآت ستمنع سكان "إسرائيل" من الھرب بالطائرات إلى أوروبا، ونصح المستوطنين اليھود بمغادرة "إسرائيل" إلى البلدان التي استُحضروا منھا قبل أن يبدأ إطلاق الصواريخ واجتياز الحدود نحو الداخل الإسرائيلي، كي لا يكونوا مضطرين لدفع أثمان حرب جديدة يلوح أفقھا وتجرھم إليھا قيادتھم.

النظرية الثانية تقول إن ھذا التھويل لا ترجمة عسكرية له، "إسرائيل" تھول  بالحرب لتشكل حائط أمان دوليا لھا، وتفادي الحرب التي لا مصلحة لھا فيھا الأن، في انتظار أن تنجح في إضعاف حزب الله وتفكيك جبھة الممانعة.. إنھا طبول الحرب وھي تقرع، ولكن احتمال الحرب ليس قويا لدى" إسرائيل" وحزب الله.
الأوروبيون يحذرون دوماً من احتمال عدوان وشيك على سوريا ولبنان ھدفه ضرب حزب الله، حيث يملك الإسرائيليون صور أقمار اصطناعية حول تمركز قوات إيرانية في مرفأ طرطوس وقواعد ثابتة في المنطقة الواقعة بين دمشق والجولان.
فيما المجتمع الدولي يرفض مشروع الحرب بين "إسرائيل" وحزب الله، فالرئيس الأميركي ترامب، المعادي الشرس لإيران وحزب الله، لن يعطي الضوء الأخضر ولن يتعھد بدفع التكاليف، لأنه صرح أكثر من مرة أن الإدارات السابقة حرقت آلاف المليارات في العراق وسوريا، ولا تتحمل المزيد من الإنفاق الھائل.
أما روسيا، فليس من مصلحتها أن تحصل حرب إقليمية تخلط الأوراق وتطيح بإنجازاتھا في الميدان السوري، وما يھمھا الآن الحفاظ على توازن قوي في الشرق الأوسط، فالخوف الدولي من الفوضى سيردع "إسرائيل"، لأن ما يھم الغرب عدم إغراق لبنان بالفوضى وتحويله إلى قاعدة انطلاق لعمليات إرھابية إلى الغرب.

في بيروت، برز مؤخراً تحرك دبلوماسي بريطاني بعد سلسلة من الأسئلة طرحھا الملحق العسكري في بيروت على نظرائه الغربيين، في محاولة لجمع معلومات من مصادر متعددة حيال الغموض الذي أبقاه الأمين العام لحزب الله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة على "قناة الميادين" حيال امتلاك حزب الله صواريخ أرض-جو، كما أعلن أن "أي حرب قد تحصل على محور المقاومة فھناك شعوب وقوى ستدخل على خط دعمنا".
كما سرب دبلوماسيون معلومات تفيد بأن تل أبيب طلبت من واشنطن "رسميا" إبلاغ لبنان رسالة شديدة اللھجة عبر القنوات الدبلوماسية أنھا لن تستطيع أن تبقى مكتوفة الأيدي ازاء احتمال إدخال إيران لأسلحة "كاسرة للتوازن" الى الأراضي اللبنانية، وھو أمر سيعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء وسيحرر "إسرائيل" من القيود تجاه الساحة اللبنانية.
بناء على كافة المعطيات، فإن الحرب مستبعدة، إنما برميل البارود جاھز.. لكن من سيشعله؟ أم أنه سيشتعل لسبب ليس في الحسبان، أو لخطأ في التقدير.. كل شيء ممكن.. كل شيء وارد في ھذه المنطقة الملتھبة، وفي سنة المفاجآت.. المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات.

بقلم: سركيس أبوزيد

المصدر : العهد

31102

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 29 يناير 2018 - 13:22 بتوقيت مكة