وسقط مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي، لأنه لم يحصل على عدد كاف من الأصوات، بينما أسقطت موسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) مشروع القرار الأمريكي الذي يسعى بأي ثمن لتحميل السلطات السورية مسؤولية استخدام الكيماوي في خان شيخون الربيع الماضي، حتى ولو شكّل ذلك تجاوزا للوقائع الدامغة والأدلة المادية.
ويحتاج صدور أي قرار عن مجلس الأمن إلى موافقة 9 من أعضائه، مع عدم استخدام الدول الـ5 الدائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، لحق النقض (الفيتو). وحصل مشروع القرار الروسي على تأييد 4 أصوات مقابل اعتراض 7 وامتناع 4 أعضاء عن التصويت.
وصوتت لصالح الوثيقة اثنتين من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن - روسيا والصين، بالإضافة إلى كازاخستان وبوليفيا، بينما صوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد وأوكرانيا وإيطاليا وأوروغواي ضدها. وامتنعت عن التصويت إثيوبيا واليابان ومصر والسنغال. بهذا الشكل يكون مشروع القرار المطروح للتصويت لم يحصل على العدد المطلوب من الأصوات.
وكانت روسيا استخدمت في وقت سابق حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي يتعلق بالمسألة ذاتها.
يذكر أن آلية التحقيق المشتركة التي شكلتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قدمت لمجلس الأمن الدولي تقريرا حمّلت فيه الحكومة السورية المسؤولية عن الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون يوم 4 أبريل/نيسان 2017، دون تقديم أي دليل حسي ثابت على ذلك.
ونفت السلطات السورية أي استخدام للسلاح الكيميائي في خان شيخون، متهمة المعارضة المسلحة بتشويه الحقائق بهدف التمهيد للتدخل الخارجي في الأزمة التي تعاني منها سوريا منذ أكثر من 6 سنوات.
وأعلن الممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، أن مهمة مشروع القرار الأمريكي حول بعثة التحقيق في الأسلحة الكيميائية السورية (آلية التحقيق المشتركة) هي التشكيك بالدور الروسي في التسوية السياسية في سوريا.
وقال نيبنزيا، إن "الممثل البريطاني الدائم ، ذكر أن روسيا ليس لها مكان في العملية السياسية في سوريا. هكذا إذا. من أجل ذلك يتم حبك كل هذه القصة غير النزيهة، للتشكيك في دور روسيا في العملية السياسية للتسوية السورية".
هذا وقد حظرت روسيا، في وقت سابق من الليلة الماضية، مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول التجديد لآلية التحقيق في الهجمات الكيميائية بسوريا في شكلها الحالي.
وحصل المشروع الأمريكي على دعم 11 دولة، بينما صوتت روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي وبوليفيا ضده، بينما امتنعت الصين ومصر عن التصويت.
وانتقدت روسيا تقرير آلية التحقيق المشتركة، وقدمت تحليلا له أعده الخبراء الروس، يكشف تحامله على السلطات السورية، وتوجيه الاتهامات لها دون أي سند أو وقائع ثابتة.
وادعت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أن "روسيا "قتلت" بعثة التحقيق في حالات استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأنهت قدرتنا على تحديد أولئك، الذين نفذوا الهجمات، وقوضت آمالنا في منع الهجمات المستقبلية".
وعلى العكس من ذلك، أكد ممثل سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن روسيا حافظت على نزاهة أحكام ميثاق الأمم المتحدة وأنقذت مجلس الأمن من التلاعب بآليات أممية.
وقال الجعفري اليوم الجمعة: "روسيا لعبت دورا هاما ومحوريا في منع التلاعب بمجلس الأمن".
وأضاف "سوريا تؤكد أنها التزمت باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ولم يعد لديها أي سلاح كيميائي، وتعتبر استخدامه عملا لا أخلاقيا ومدانا".
وانتهى تفويض اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحلول منتصف ليل الخميس.
وكانت سوريا قد وافقت في 2013 على تدمير أسلحتها الكيماوية بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.
المصدر: وكالات
25 - 102