السودان: مقتل الداعشي "صدام" يجدد التساؤلات عن كيفية التعامل مع هذا الملف

الأحد 12 نوفمبر 2017 - 14:36 بتوقيت مكة
السودان: مقتل الداعشي "صدام" يجدد التساؤلات عن كيفية التعامل مع هذا الملف

السودان - الكوثر: تناقلت وسائل اعلام سودانية عديدة نبأ مصرع احد الدواعش السودانيين في مدينة دير الزور بسوريا مما يعيد الى الاذهان هذا الملف الخطير ويجعله حاضرا في الواجهة وامام ناظري الناس وهم يتباحثون في امر الارهاب والتطرف الذي ضرب بجرانه في بلادنا التي عرفت الى وقت قريب بالتسامح والاخاء والعيش المشترك قبل ان يفد علينا هذا السرطان ويرمينا بسوءاته فنسمع عن هجرة الشباب من الجنسين الى بلاد اخرى ويعمدوا الى قتل اهلها والافساد في الارض باسم الاسلام وهو منهم برئ.

ولاتنتهي الاحدوثة بهذا الامر وانما نسمع عن ان شابا في مدينة الحاج يوسف بالخرطوم قد قتل والده خنقا لانه يتعاطى السعوط ولا يأمر بناته باللباس الشرعى، والى غير ذلك من المشاكل التي ليس اقلها انتشار خطاب الكراهية والاقصاء والحكم بتبديع المسلمين كما درجت على ذلك منابر عدة جهارا نهارا في الخرطوم والولايات.

الارهابي التكفيري "صدام يوسف" الذي هلك الايام الماضية سبقه غيره من اخوته الارهابيين السودانيين وهلكوا في اكثر من جبهة وهم يمارسون الظلم والعدوان، وهو لن يكون الاخير غالبا مادام البعض مازال في تلك الجبهات منضويا تحت لواء هذا التنظيم الاجرامي لكن الاخطر في الامركما اشار لذلك الصحفي الاستاذ الهادي محمد الامين – انه لاول مرة يتحرك وفد من مناصري داعش من العاصمة الخرطوم الى مسقط راس الارهابي الهالك "صدام يوسف" في ولاية الجزيرة لتقديم العزاء الى أهله وهذا ما يلزم ان لا يتركه الناس يمضي دون توقف عنده، فهذا الشاب وقد اختار طريق الانحراف وسافر الى بلاد المسلمين معتديا على اهلها مشاركا في جرائم لا يقرها العقل ولا الشرع فانه يكون قد ادخل اهله وذويه ومعارفه وعموم بني وطنه في مأزق يتمثل في انهم هل يقبلون بفعله علنا ودون مواربة فيحسبون دواعش مثله ( كزملائه الذين سافروا للتعزية فيه ) وهؤلاء تجب محاربتهم ومحاسبتهم على نشاطهم الارهابي العلني، ام ان اهل الهالك ومعارفه يستنكرون فعله ولكنهم يجدون له العذر باعتباره مغررا به او مخدوعا او حسن النية او لاي اعتبار اخر فيلزم توضيح المسالة لهم وبيان درجة انحراف ابنهم وابتعاده عن المنهج القويم وبالتالي لا يستقيم ان يقيموا له مجالس العزاء كغيره من موتى المسلمين، ولا يمكن القول بالطبع ان اهله لن يحزنوا لفقده او يتاثروا لمقتله لكن ليكونوا منصفين صادقين مع انفسهم وهم يقيمون افعاله التي اقلها الافساد في الارض واهلاك الحرث والنسل والاعتداء على الحرمات وترويع الآمنين والتفكير في هؤلاء المساكين الذين قتلهم ابنهم هذا بتطرفه وانحرافه الفكري، ثم بعد ذلك ليحزنوا عليه ان شاءوا لكن لا يقيموا له مأتما وينصبوا السرادق ويستقبلوا المعزين فان هذا لا يستقيم، اما ان سعي اهله الى اقامة المأتم له واصروا على تلقى العزاء فيه فلتتجه السلطات المختصة الى من عمدوا الى الذهاب الى العزاء فيه خاصة من هؤلاء الشباب الذين لايعرفون اهله وانما تجمعهم بالهالك الفكرة التي دفعت به الى قتل الابرياء وسفك الدماء الحرام فان هذا عمل غير مقبول ويعتبر في ابسط درجاته تشجيعا لهذا الفكر ودفعا لمن يفكر في الانضمام الى التكفيريين ويخشى المجتمع وهبته عليهم ان يعلم ان الامر ليس مقلقا وعليه الاطمئنان فاخوته في الفكرة موجودون ويؤازرونه حيا وميتا.

على المجتمع ككل ان يتكاتف لمحاربة ظاهرة السفر للعزاء في قتلى داعش فانهم حتما لا يقودون بلادنا الا الى المزيد من الوقوع في الهاوية.

المصدر: السودان اليوم

101/23

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 12 نوفمبر 2017 - 14:30 بتوقيت مكة