عندما تقع مجتمعاتنا رهائن في قبضة وعاظ السلاطين

الثلاثاء 31 أكتوبر 2017 - 08:56 بتوقيت مكة
عندما تقع مجتمعاتنا رهائن في قبضة وعاظ السلاطين

مقالات ـ الكوثر: يوم الاثنين 30 تشرين الاول/ اكتوبر، اصدر الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا انتقد فيه بشدة هيئة كبار العلماء بالسعودية، بعد ان اتهمت الاخيرة القرضاوي بإثارة الفتنة.

وجاء في جانب من بيان القرضاوي : “إننا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا نعرف الازدواجية في المواقف، فنحن كما أصدرنا أول بيان في تأييد عاصفة الحزم ضد الحوثيين لأنهم انقلبوا على الشرعية، فقد أدنّا بنفس المستوى أيضا ما حدث في مصر من انقلاب غير شرعي على سلطة شرعية منتخبة اختارها الشعب، فلسنا ممن يأتمر إلا بنصوص الشريعة ومحكماتها”.

غضب القرضاوي على مشايخ السعودية تفجر بعد ان حذرت هيئة كبار العلماء في السعودية في بيان لها المواطنين من الانضمام إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه القرضاوي، لأنه، كما يرى مشايخ السعودية، ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، وهو السبب في إثارة الفتن في بعض الدول الإسلامية والعربية.

الملفت ان القرضاوي ومشايخ السعودية تقاربوا كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، لاسيما على خلفية العداء المشترك للجانبين ضد ايران وحزب الله، بعد الحرب المفروضة على سوريا من قبل التحالف الامريكي التركي السعودي القطري الاماراتي الاردني المدعوم “اسرائيليا، بشهادة رئيس وزراء ووزير خارجية قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم.

الاتهامات المتبادلة بين القرضاوي ومشايخ السعودية ليست بجديدة ولا مفاجئة فالطرفان اعتادا على هذا الامر، لكن المثير للاهتمام لدى المراقبين الان هو ان القرضاوي قال يوما وعلى الملأ ان مشايخ السعودية كانوا انضج منه واكثر فهما، لانهم “عرفوا حقيقة حزب الله وايران”، وان “الشيعة خدعوه”، فرد مشايخ السعودية على مديحه بمديح مقابل، معتبرين ما قاله القرضاوي يذكرهم ب”كبار علماء الاسلام”.

كان واضحا حينها ان ماقاله القرضاوي حول حزب الله وايران، كان مرده افشال محور المقاومة للمؤامرة الكبرى التي استهدفت سوريا، والتي اٌنفق عليها نحو 140 مليار دولار، فمن الصعب تصور “عالم دين” يستخدم الدين لتحقيق اهداف سياسية وحزبية وطائفية، ويتناقض في مواقفه بشكل غريب، فهو يصدر فتاوى دينية وفقا لطبيعة المتصارعين وليس لطبيعة الصراع، فهو يتناقض تناقضا رهيبا ازاء ما جرى ويجري في اليمن والبحرين وسوريا ومصر والعراق وليبيا و..

كنا نتمنى من القرضاوي ان يدلي بدلوه ازاء تصريحات المسؤول القطري الرفيع حول المؤامرة التي شاركت فيها قطر ضد سوريا، لاسيما ان القرضاوي يعيش في قطر ويحمل جنسيتها، وهو الذي يستهزىء ليل نهار بهيئة كبار العلماء في السعودية واصفا اعضاءها بانهم وعاظ سلاطين.

الكثيرون يتساءلون حول الاسباب التي جعلت الفكر التكفيري يغزو مجتمعاتنا ويغرر بشبابنا الذين تحولوا الى ذباحين وانتحاريين ومغتصبين، في ظل غياب تام لعلماء المسلمين الذين تركوا الساحة رهينة بيد علماء السوء ومشايخ الفتنة ؟، ولكن نظرة سريعة على سلوكيات ومواقف واقوال من يدعي انه “كبير” و”رئيس” و.. علماء المسلمين، ازاء اهم قضايا الامة، سيخرج بنتيجة مفادها ان الوضع المأسوي التي تعيشها اغلب المجتمعات الاسلامية جاء بسبب وجود مثل هؤلاء “العلماء” الذين يغيرون مواقفهم في ليلة وضحاها، ازاء حتى القضايا الدينية البسيطة، متخذين من الاسلام وسيلة لتحقيق اهداف السلاطين الذين يعيشون في ظلهم، فماذا يمكن ان نسمي استجداء هؤلاء العلماء، تدخل الناتو و الحكومات “الكافرة” من اجل احتلال الدول العربية والاسلامية وقتل جنودها وتشريد شعوبها؟.

*جمال كامل/ شفقنا

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 31 أكتوبر 2017 - 08:56 بتوقيت مكة