خاص الكوثر - العشرات
تشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن أكثر من نصف النساء العاملات في المجتمعات العربية يشتغلن بدوام جزئي أو كامل من المنزل، ما يُبرز واقعًا متغيرًا في نمط العمل. هذا التوجه يوفر مرونة لكنه يحمل معه عبئًا إضافيًا، حيث تتداخل أدوار الأمومة مع متطلبات العمل، مما يخلق توترًا بين الاهتمام بالأسرة والاحتياجات المهنية.
العمل من المنزل غالبًا ما يحول الغرفة إلى مكتب، حيث تستمر الضغوط الوظيفية ولا تنقطع، ما يؤثر على الحالة النفسية للأم والطفل على حد سواء. الأطفال، خصوصًا في مراحل عمرية صغيرة، قد لا يدركون طبيعة عمل الأم، مما يخلق فجوة في التواصل والقرب العاطفي.
إقرأ أيضاً:
تطرح هذه الظاهرة تساؤلات حول كيفية تنظيم الوقت بين الأسرة والعمل، إذ يقترح الخبراء ضرورة تخصيص أوقات محددة للابتعاد عن العمل والتفرغ للعائلة، وإغلاق الهواتف وأجهزة الاتصال لتجنب التداخل. كما يشددون على أهمية مشاركة الأب في المسؤوليات الأسرية لتخفيف العبء عن الأم وتعزيز التعاون داخل الأسرة.
تأتي هذه التحديات في ظل بحث المرأة العربية عن التوازن بين دورها كعاملة وطموحاتها المهنية من جهة، ودورها كأم وزوجة من جهة أخرى. ويثير النقاش حول إمكانية التخلي عن العمل أو تعديل نمط العمل ليصبح أكثر ملاءمة للظروف الأسرية، مع الأخذ بعين الاعتبار الذكاء في إدارة الوقت والاختيارات التي تحقق إنصافًا لجميع الأطراف.
في الختام، تبقى الأسرة أولوية قصوى، ويتطلب نجاح المرأة العاملة دعمًا مجتمعيًا وأسرِيًا متكاملًا، مع حلول مرنة تسمح لها بالاستمرار في العمل دون التضحية بالجوانب الحياتية الأساسية.