خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ ميرزائي: أن الحج يجمع بين مختلف العبادات، إذ لا يكتمل دون الصلاة، ويتضمن أيضًا أشكالًا من الإمساك عن المباحات، مثل الامتناع عن بعض الأعمال أثناء الإحرام، وهو ما يشابه الصوم من حيث ضبط النفس، اذا الحج تبلورًا كامل لجميع العبادات الإسلامية في أيام معدودة، ويكسب الحج خصوصيته لانه شعيرة ذات زمان ومكان محددين، ما يجعلها تجربة غير مسبوقة في نوعها.
وتابع الشيخ ميرزائي: القرآن الكريم تناول فريضة الحج في عدد كبير من الآيات، تتجاوز المئة والخمسين، موزعة على سور عديدة مثل البقرة، المائدة، التوبة، والحج، وهو ما يُظهر أهمية هذه الشعيرة ومكانتها الخاصة في الإسلام.
اقرأ ايضاً
ولفت الشيخ ميرزائي إلى أن القرآن تحدث أيضًا عن فلسفة الحج من خلال إبراز منافع هذه الشعيرة، إذ ورد في النص القرآني: "ليشهدوا منافع لهم"، مشيرًا إلى أن لفظ "المنافع" يرتبط بالحياة المعيشية والاحتياجات اليومية للأمة.
وأكد الدكتور ميرزائي أن الحج يمثل لقاءً سنويًا شاملًا لجميع أطياف الأمة الإسلامية، بما فيها من اختلافات في المشارب والمذاهب والانتماءات، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يُعيد تشكيل الوعي الجمعي ويعزز النظر إلى القضايا من منظور الأمة، لا من منظور طائفي أو محلي.
وختم رئيس مركز المصطفى للدراسات الفكرية حديثه بالقول: فريضة الحج تحمل فلسفات ومقاصد متعددة، تشمل التوحيد، تهذيب النفس، تزكية الروح، تحسين الأوضاع المعيشية، وتعزيز علاقات المسلمين فيما بينهم، وهو ما يجعلها شعيرة ذات أبعاد دينية وإنسانية وعالمية في آنٍ واحد.