مقال عن الأمام الحسين (ع) بقلم الشهيد العلامة نمر باقر النمر

الأحد 22 أكتوبر 2017 - 12:54 بتوقيت مكة
مقال عن الأمام الحسين (ع) بقلم الشهيد العلامة نمر باقر النمر

مقالات ـ الكوثر: في كربلاء الحسين تجسدت أروع قصص الوفاء لتشيد مدرسة للوفاء الرسالي، وعبرة لكل إنسان نبيل، وإدانة لكل من يتراجع عن مواصلة تبليغ الرسالة، وتحمل المسؤولية الرسالية، وتعرية لكل من يتخلى عن القيادة الربانية ونهجها.

في كربلاء الحسين تجسدت أروع قصص الوفاء لتشيد مدرسة للوفاء الرسالي، وعبرة لكل إنسان نبيل، وإدانة لكل من يتراجع عن مواصلة تبليغ الرسالة، وتحمل المسؤولية الرسالية، وتعرية لكل من يتخلى عن القيادة الربانية ونهجها.

إن المواقف التي تجلت في كربلاء غرزت في عمق الزمن دروساً وعبراً في الصمود والوفاء مع القيادة ونهجها، فحين يخطب الإمام الحسين (عليه السلام) محمصاً أصحابه «إلا وأني أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام .. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوا جملاً .. فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري» لا يكون جواب الأصحاب موقف الخذلان جواب بني إسرائيل {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون} أو المنافقين {ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً}، {إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً}.

بل كان جواب أهل الرسالة «لما تفعل ذلك؟ لانبقى بعدك؟!! لاأرادالله ذلك أبداً».

«لا والله ما نفعل.. ولكننا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك».

«أنحن نتخلى عنك.. أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ولا أفارقك حتى أموت دونك».

«والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حياً ثم أذري ويفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً».

«والله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف قتلة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك».

«والله لا نفارقك ولكن أنفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا».

إنها القمة في الوفاء والصدق والصمود ولذلك قال عنهم الحسين عليه السلام: «فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي .. فجزاكم الله عني خيراً».

من كلماتهم صواعق تحرق تبريرات المتراجعين وفلسفات المتخاذلين وشعارات الخائرين ووساوس المثبطين.

إنها كلمات تجسد الوفاء والاستقامة مع الحركة الرسالية للعمل الرسالي تلجم كل المنهزمين الذين تخلوا عن العمل الرسالي بتبريرات زائفة حين بدلوا النهج والمنهج خلافاً للصدق والصادقين الذين قال تعالى عنهم {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

المصدر : موقع الشهيد نمر باقر النمر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 22 أكتوبر 2017 - 12:43 بتوقيت مكة
المزيد