السلفية التكفيرية: النشأة والجذور العقائدية والفكرية (القسم السابع)

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 - 17:41 بتوقيت مكة
السلفية التكفيرية: النشأة والجذور العقائدية والفكرية (القسم السابع)

مقالات - الكوثر

الشيخ شفيق جرادي

الوثيقة الخامسة: موقف الحركة الإسلامية من العمل الحزبي في مصر

صدرت أوائل الثمانينات في مصر: إصدار الجماعة الجهادية الإسلامية في مصر ، فرع تنظيم الجهاد بصعيد مصر :

* نظرة على الساحة السياسية:

هناك نوعان من القوى الموجودة في الساحة السياسية المصرية:

الأولى: القوى السياسية المسموح بها قانوناً وهي الأحزاب، وتنقسم إلى:

أ‌. القوى اليمينية (تتبنى الرأسمالية والليبرالية).

ب‌. القوى اليسارية (تتبنى الاشتراكية).

الثانية: القوى غير المسموح لها قانوناً أن تشكّل أحزاباً أو هيئات، وهي:

أ‌. الاتجاه الشيوعي.

ب‌. الاتجاه الناصري.

ج. الاتجاه الإسلامي، والذي يبرز دوره من خلال تيارين:

– تيار يعترف بمشروعية السلطة ويقبل دخول اللعبة السياسية (الإخوان المسلمين).

– تيار رافض للنظام جملة وتفصيلاً (الجماعة الإسلامية).

هذا بالإضافة إلى جماعات الضغط المختلفة.

* الأحزاب الرسمية:

1- الحزب الوطني:

النشأة: بقرار فوقي من السادات، عام 1978، ليترأسه، أعضاؤه من المنتفعين، لا يتمتع بالشعبية.

الفكر: ليبرالي بمنظور خاص.

الموقف من الشريعة الإسلامية: رافض لها.

الموقف من إسرائيل: يتمسّك بكامب ديفيد ويعتز بزيارة السادات للقدس.

الموقف من القوى العظمى: علاقة خاصة مع أمريكا، ويحاول مدّ جسور مع الاتحاد السوفياتي.

إنجازات الحزب: انهيار المجتمع أخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً.

قيادات الحزب رموز الحركة الساداتية.

مستقبل الحزب الانتخابي: قائم على الغش والتزوير.

الخلاصة: حزب الحكومة المعبّر عن علمانيتها.

2. حزب الوفد الجديد:

 – النشأة: عام 1918، على يد سعد زغلول.

– الفكر: يطرح العلمانية كأساس فكري، يتبنى سياسة شديدة الليبرالية، كما ويتبنى ديمقراطية الغرب.

– الموقف من الشريعة والإسلام: رافض لها.

– الموقف من الأوضاع الداخلية: يعادي ثورة تموز يوليو 1952م.

– الموقف من إسرائيل: يتمسّك بكامب ديفيد ويعتزّ بزيارة السادات للقدس، لكنه عاد وطالب بتجميد الاتفاقية لعدم وفاء الإسرائيلي بها.

 – الموقف من القوى العظمى: يؤيّد العلاقات مع أمريكا.

 – قيادات الحزب: من أصحاب التوجه العلماني البارز.

3. حزب الأحرار:

النشأة: عام 1976، بدأ كحزب معارض ثم تحول إلى موالٍ للسلطة، حاول جذب التيارات الإسلامية لكنه فشل.

الفكر: خليط ما بين تبني الفكر الليبرالي اقتصاديا، والشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع، والتأييد لثورة عبد الناصر وإنشاء الأحزاب دون قيد وانتخاب مباشر لرئيس الجمهورية.

الموقف من الشريعة والإسلام: تبني مع مناقضة في التطبيق.

الموقف من إسرائيل: شارك رئيس الحزب في الزيارة إلى القدس التي قام بها السادات، وراح يدعو إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكنه تراجع فيما بعد.

الموقف من القوى العظمى: لا يرى مشكلة في العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.

قيادات الحزب: عُرف بحزب الرجل الواحد، الذي تتعدّد مهامه لقلة قياداته.

مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: فرصته ضعيفة في الحصول على التأييد الجماهيري، وقد فشل في استقطاب التيار الإسلامي.

4.حزب الأمة:

النشأة: أثار إنشاؤه تساؤلات، كونه تبني الإسلام دون معرفة ووعي به، مما دفع بالإعلام الحكومي آنذاك أن يُركّز على نشاطه لتشويه الصورة.

الفكر: الإسلامي المشوب بالاشتراكية والليبرالية والديمقراطية، وغيرها من الطروحات.

الموقف من الشريعة والإسلام: كان ضرب للدين كونه تبنّاه ولكن نموذج التجربة شوّه هذا التبنّي.

الموقف من الأوضاع الداخلية: لم تكن واضحة.

الموقف من إسرائيل: مؤيّد لكامب ديفيد والتطبيع مع اليهود.

الموقف من القوى العظمى: الحياد بين أمريكا والاتحاد السوفياتي.

مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: لا حاضر له ولا مستقبل، بل أشبه بالتجمع العائلي.

5. حزب العمل

النشأة: نشأ عام 1978 كامتداد لحزب مصر الفتاة، بدعم من السادات، ويحوي تيارين بداخله: الناصريون والإسلاميون.

الفكر: حزب وسط بين تبنّي الإسلامية والقومية العربية والوطنية المصرية.

الموقف من الشريعة والإسلام: ينص على كونه مصدر للتشريع لكنه يجمع معها التوجهات الأخرى.

الموقف من إسرائيل: دعم كامب ديفيد ثم تراجع، وحذر من أخطار التطبيع.

الموقف من القوى العظمى: ينتصر لسياسة عدم الانحياز.

قيادات الحزب: فقير في القيادات بسبب تأرجح أفكاره.

مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: قائم على العائلية والعلاقة الجيّدة مع الإخوان.

6.حزب التجمع:

النشأة: نشأ كمنبر للتيارات اليسارية.

الفكر: جمع بين الماركسية، الناصرية، الفكر الديني المستنير، والوحدة القومية.

الموقف من الشريعة والإسلام: معارض لها.

الموقف من الأوضاع الداخلية: يدعم الديمقراطية والحريات.

الموقف من إسرائيل: يدعو إلى إسقاط كامب ديفيد ويختلف حول شرعية الوجود الإسرائيلي وعدمه.

الموقف من القوى العظمى: يؤيّد العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.

قيادات الحزب: من ممثلي التيار الماركسي.

مستقبل الحزب وموقعه الانتخابي: ليس له رصيد.

*القوى السياسية غير الرسمية:

وهي قوى موجودة لم تسمح لها الحكومة بخوض التجربة السياسية، وهي:

1- الشيوعيون: أنصار طروحات ماركس.

2- الناصريون: المتبنون للتجربة الناصرية، وهم على عدة توجهات:

الميثاقيون: وهم أكثر الناصريون جموداً.

الاشتراكيون: الذين يعتبرون أن الاشتراكية أصل التوجه الناصري.

القوميون: المتبنّون للفكر القومي العربي.

التيار التجديدي: منفتح على مختلف التوجهات (الإسلام، الناصرية، القومية،).

ولكن الملاحظ أن الحكومة وقفت بوجه قيام حزب ناصري، لأسباب تتعلق بالحفاظ على موقعها وتمرير مخططاتها دون معوقات.

3 . التيار الإسلامي: وهم فريقان:

الإخوان المسلمون: هم الذي تحرّكوا من خلال مؤسسات النظام، واعتمدوا سياسة المهادنة، ورفضوا العنف والجهاد.

الجماعة الإسلامية: وكانت في حالة الصراع مع كل التوجهات والنظم المخالفة للشرائع والتوجهات الحاكمة بغير ما أنزل الله.

جماعات الضغط: وهي التي قد شملت: الطلاب، النقابات والاتحادات العمالية، النقابات المهنية، جماعات الضغط الاقتصادية، وهي بمعظمها شهدت تواجداً للتيارات الإسلامية.

وفي الخلاصة يتضح أن ضخامة الأجهزة والمؤسسات العلمانية عاق الحركة الإسلامية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 - 15:51 بتوقيت مكة