الأهداف الإنسانية للنهضة الحسينية...تساؤلات وردود

الإثنين 2 أكتوبر 2017 - 22:58 بتوقيت مكة
الأهداف الإنسانية للنهضة الحسينية...تساؤلات وردود

العراق / الكوثر: هناك تساؤلات وردت حول نهضة الحسين (عليه السلام) وأهدافها الانسانية، وقد رد عليها مركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني، و هي:

السؤال: هناك بعض التساؤلات حول قضية النهضة الحسينية وهي:
1- سلّمنا أن الإمام الحسين عليه السلام أبقى دين محمد (ص)، ولكن لا أعرف لولا نهضة الحسين (ع) ما كان يُحتمل أن يحصل؟
2- هناك شعار يطرحه بعض المؤمنين في احدى الدول الغربية في مناسبة عاشوراء و هو : الحسين... الذي قتل من أجلكم. أحب أن أستشعر هذا المعنى بعقلي ولا أجد تفسيرا ودليلا عقليا عليه.
3- ما الفرق بين الحسين (ع) و بين الثوار عبر الزمن كغاندي مثلا..

الجواب:
أولاً: اذا كان الدين حسيني البقاء فمن المعلوم أنه لم يكن ليبقى لولا الحسين عليه السلام ونهضته، وبقاء الدين هو ببقاء طائفة من الناس تطبق تعاليمه ومبادئه بعد أن حاول الأمويون تبديلها وتشويهها، والحسين قد ضحى بنفسه الشريفة من أجل تلك المبادئ والتعاليم، وذلك ليعلم الناس أن النفس مهما كانت عزيزة فهي ترخص في سبيل الحق. وهذا هو المقصود من بقاء الدين، فإن بقاءه ببقاء حملته من العلماء والاتقياء والصالحين الثابتين على نهج الحسين عليه السلام وتعاليم الاسلام التي أنيطت بالحسين مهمة ايصالها إلى الاجيال التالية من خلال تضحيته واستشهاده (وما خرجت إلا لطلب الاصلاح في أمة جدي) فلولا الحسين وثورته الميمونة واستشهاده لم يكن إصلاح ولانتهى أمر المسلمين جميعاً إلى ما انتهى إليه أمر سائر الفرق المنحرفة.

ثانياً: النصارى يعتقدون بما يسمى الفداء، أي انهم يزعمون أن المسيح عليه السلام قد فدى النصارى لاجل تخليصهم من الخطايا أو تخليص الناس من الخطيئة الأصلية التي ارتكبها آدم عليه السلام (بزعمهم) ولذلك يسمونه (المخلِّص)، وبالمقارنة بين المسيح والحسين عليهما السلام يحاول النصراني أن يطبق مفهوم الفداء على المسلمين من خلال الحسين عليه السلام، فالحسين قد ضحى بنفسه من اجل المسلمين مثلما ضحى المسيح بنفسه من اجل النصارى، وهذا معنى قوله: (إن الحسين قتل من أجلكم). وهذا الفهم خاطئ، فالحسين عليه السلام كما أسلفنا لم يضحِ بنفسه الشريفة من أجل تخليص المذنبين من ذنوبهم كما يدعي ذلك النصارى في حق عيسى بن مريم عليه السلام، بل قد ضحى بنفسه من أجل إصلاح الدين وبقاءه والتمهيد لطائفة من الناس حتى يبقوا على الحق مهما شاع الباطل وانتشر.

ثالثاً: الفرق شاسع جداً بين الحسين عليه السلام وبين سائر الثوار، فثورة الحسين عليه السلام هي من أجل القيم السماوية والمثل الدينية والاخلاقية التي نادى بها الاسلام لتعم البشرية جمعاء، وهي ايضا ثورة ضد الظلم مهما كان نوعه وضد الطغاة والمتجبرين والمفسدين، ومن هنا كانت نزعة الثورة الحسينية نزعة انسانية لا تتعلق بجماعة دون أخرى ولا ببلد دون آخر ولا توجهها المصالح الشخصية أو الفئوية أو الحزبية او القومية... على عكس سائر الثورات الاخرى في العالم، فمهما كانت الشعارات التي يطلقها الثوار فهي لا تتعدى مصلحة جماعة أو أمة أو حزب أو قوم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 2 أكتوبر 2017 - 22:39 بتوقيت مكة