صوت من قيامة الوحي.. في مدح السيدة زينب (عليها السلام)

السبت 30 سبتمبر 2017 - 12:41 بتوقيت مكة
صوت من قيامة الوحي.. في مدح السيدة زينب (عليها السلام)

الكوثر - أدب الطف.. صوت من قيامة الوحي للشاعر حسين الجار الله

تطوفُ بيَ الأفكارُ حزناً فتُكتبُ *** وتسعى لحجِّ الصبرِ والحجُ زينبُ

هيَ العالمُ الأعلى وسدرةُ منتهى *** وجوهرُها التسبيحُ والسرُّ غيهبُ

أقامَ لها الإيمانُ عرشَ قداسةٍ *** إلى عرشِها كل الفضائلِ تُنسبُ

لها الغيمةُ البيضاءُ في كلِّ مريمٍ *** بأمطارِها أرضُ الإمامةِ تُعشبُ

لها أقدسُ الكفَّينِ. كفٌ ككعبةٍ *** وفي كفِّها الأخرى تحمحمُ يثربُ

فكلُّ جلالِ الأرضِ لونٌ لظلِّها *** وخطوتُها الأنهارُ والناسُ تنضبُ

على إسمها كلُّ الفجائعِ نقطةٌ *** تيتِّمُها الأحزانُ وهيَ لها أبُ

فأن جاءَ جرحُ الوقتِ يحكي عذابَها *** كأنْ ألفَ عيسى في الحكايةِ يُصلبُ

جراحُ جميعِ الخلقِ قشّة بحرِها *** ودمعتُها الإشراقُ والحزنُ مغربُ

تنامُ بعينيها مساءاتُ وحشةٍ *** فهل طاحَ بعضُ الدمعِ أم طاحَ كوكبُ

هي الوارثُ الشرعي للوجعِ الذي *** تلوذُ به الأشجارُ والوقتُ يحطبُ

فمنْ أينَ هذا الجرحُ يتلو مصابَها *** وقرآنُها بالانتظارِ يخضَّبُ؟

ومنْ أيِّ خطٍ للبدايةِ تبتدي *** قناديلُها الحمراءُ بالقتلِ تشخبُ؟

أمنْ أمِّها الزهراءِ أيقظَ ضلعُها *** جيوشَ الرزايا والسماواتُ تنحبُ؟

أمنْ كوثرِ المحرابِ تجري صلاتُه *** دماً هاشميَّ الروحِ والدينُ يندبُ؟

أمنْ مُجتبى الأملاكِ والسُّمُّ صورةٌ *** لسُفيانِها حيثُ الرذائلُ تصخبُ؟

وعفواً لعباساتِ جرحِكِ مالها *** مثيلٌ يحاكيْها ولا السيفُ ينجبُ

فكمْ من دماءٍ أودعتكِ شجونَها *** وكمْ غاضرياتٍ بقلبكِ تنشبُ

تخطينَ علياءَ الفداءِ بكربلا *** وأوراقُكِ الأبناءُ والسيفُ يَكتبُ

وحتى إذا لم يبقَ غيرُ مخيمٍ *** لمحرقةِ الأطفالِ والنارُ تلهبُ

تَباروا لسلبِ المكرماتِ. توهَّموا *** بأنَّ الصراطَ المستقيمَ يُسلّبُ

وكيفَ؟ وهلْ يسبونَ صوتاً قيامةً *** أزاحتْ ثمودَ الشامِ والموتُ مَهربُ؟

وقفتِ تدكِّينَ العروشَ بخطبةٍ *** كأنَّ سماءً بالصواعقِ تخطبُ

لكِ الفضلُ إذ لولاكِ لم تبقَ شرعةٌ *** ولا سارَ في دربِ الهدايةِ موكبُ

أعدتِ لقلبِ الدينِ نبضَ حياتِهِ *** فذكراكِ من كلِّ العباداتِ أثوبُ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 30 سبتمبر 2017 - 12:41 بتوقيت مكة