دلالات رمزية وعقائدية لراية قبة الامام الحسين (ع)

الخميس 21 سبتمبر 2017 - 21:40 بتوقيت مكة
دلالات رمزية وعقائدية لراية قبة الامام الحسين (ع)

احتشد آلاف المعزين مساء اليوم الخميس في العراق في الصحن الحسيني الشريف لبدء مراسيم  تبديل راية قبة الامام الحسين الشريفة من الحمراء الى السوداء ايذانا ببدء محرم الحرام (عاشوراء)، وهو تقليد سنوي تقيمه العتبات احياء لذكرى فاجعة الطف الخالدة.

وكما في كل سنة ساد المكان اجواء من الحزن والاسى، وتشهد المناسبة تغيير الراية حضور شخصيات دينية ورسمية وحشداً كبيراً من المؤمنين الذين يتواجدون بالقرب من مرقد ابي عبد الله، فضلا عن القاء القصائد والمرثيات في حضرة الامام الحسين (عليه السلام).

استبدال الراية الحمراء بأخرى سوداء على قبة ضريح الحسين (عليه السلام) تعني الكثير من الدلالات الرمزية والعقائدية، أذ تشير الى الحزن على ماجرى لابي عبد الله واهل بيته وصحبه في ملحمة الطف الخالدة، وهي لدى آخرين قاموس يذكر الاحرار في كل العالم بضرورة الثأر للامام الشهيد ، ليس من سل السيف عليه وعلى اهل بيته واصحابه فقط في ملحمة كربلاء ، بل من كل ظالم على وجه الارض ، فشهادة الحسين صرخة بوجه الظالمين في كل مكان.

تجليات
القائم والمتشرف على تبديل راية القبة المقدسة وعضو مجلس ادارة العتبة ( فاضل عوز) اوضح عن تلك المراسيم بالقول : «ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب».

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين، السلام على بطلة كربلاء زينب الحوراء وعلى اخيها الضيغم الهمام ابي الفضل العباس ورحمة الله وبركاته، عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، بدءا اقول: لا يقاس الامام الحسين بالثوار فحسب، بل بالأنبياء، ولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسماوات ،ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون ، مع الحسين كل هزيمة انتصار وبدون الحسين كل انتصار هزيمة ،ولأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء فالشهادة تزيد في أعمار المستشهدين، ألا ترون كيف أن «عبد الله الرضيع» يعد اليوم من كبار عظماء الرجال ؟ فقد اعتمد الامام الحسين على قوّة المنطق، واعتمد عدوه على منطق القوة، ولما سقطت قوة عدوه، انتصر منطق الحسين، وكان انتصاره أبديا قبل عاشوراء، كانت كربلاء اسماً لمدينة صغيرة،  أما بعد عاشوراء فقد أصبحت عنواناً لحضارة شاملة، تمزقت رايته، ولم تنكس ! وتمزقت أشلاؤه .. ولم يركع ! وذبحوا أولاده وإخوانه وأصحابه، ولم يهن ! إنها عزة الإيمان في أعظم تجلياتها

دلالات الشرف
واسترسل عوز مبينا : اعتادت مدينة الامام الحسين «ع «منذ مئات السنين على تبديل الراية الحمراء ذات الدلالة الكبيرة ومنها ان الشهيد لم يأخذ بثأره بعد من قبل الواعد لها بالثأر ألا وهو امام زماننا (عج) فلذا نرى الجميع يصرخ بنداء يالثارات الحسين بالراية السوداء ايذانا بقدوم ذكرى شهادته وقدوم شهر الحزن والمصائب ولكن من دون اية مراسيم وبناء على توجيهات سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وسماحة السيد احمد الصافي بوضع مراسيم خاصة لهذه المناسبة وعلى اثر ذلك فقد تم تشكيل لجان مختصة لغرض الاستعداد وتهيئة المستلزمات المطلوبة لاحياء هذه المناسبة وبدأ العمل بهذه المراسيم منذ العام 2004 واصبحت مناسبة يقصدها من مختلف محافظات العراق ومن الدول العربية والاجنبية ولان الامام الحسين للجميع فان مختلف الاديان والمذاهب تشارك فيها .

واما بخصوص دلالات رفعها روحيا ومعنويا اجاب :  لرفع هذه الراية دلالة على اعلان الحزن وكما اسلفنا على آل بيت المصطفى (عليهم السلام) والفاجعة الكبرى التي ليس لها مثيل عبر الالاف السنين، علما ان الراية تجدد سنويا وتهدى الى احدى المؤسسات والحسينيات خارج العراق للتبرك بها.

وقد تشرفت بتبديل راية الامام الحسين منذ بداية العمل بهذه المراسيم وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى ونعمة كبيرة انعم بها علي ((وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها))..

اما شعورنا فلا يوصف مداه وانا اتشرف بحمل الراية والصعود بها نحو قبة سيد الشهداء لاعتليها بفخر وابدلها الى الراية السوداء .. فهنا تتزاحم العبارات والكلمات عن الجواب لان هذه النعمة في حقيقة الامر واقولها بكل عقيدة انها لحظات لاتحسب من العمر والشعور الكبير الذي لايمكن وصفه فعند رفعها يرد على البال حجم المصيبة الكبير والاسى والظلم على آل بيت الرسول وهم في رمضاء كربلاء غرباء لا ناصر لهم ولامعين.

دعاؤنا المتواصل لمن ينصرون دين الله بانفسهم ويضحون بالغالي والنفيس ملبين نداء مرجعيتنا الرشيدة محامين عن الوطن والمقدسات والرحمة والغفران لشهداء العراق من قوات مسلحة وحشد شعبي مبارك.

وشكلت لجنة لمتابعة المراسيم الخاصة بتبديل راية الامام الحسين عليه السلام والتي تمثل ايذانا ببدء موسم الحزن شهر محرم الحرام ،وهناك آلية ستنفذها كوادر العتبة لتوفير انسيابية لتسهيل حركة الزائرين في داخل وخارج الحرم الحسيني المطهر ومنطقة بين الحرمين الشريفين واوضح عوز «ان الشاشات الموزعة داخل الصحن الشريف وما بين الحرمين ستقوم بالبث المباشر لمراسيم تبديل الراية المباركة».

عالمية القضية
ومن المهام  الاخرى التي تضطلع بها العتبة الحسينية  المشرفة  في هذه المناسبة ،يوضح علي شبر مدير اذاعة الروضة الحسينية، انه في كل عام تستعد الاذاعة لهذا الكرنفال الكبير ، إذ تبدأ اولا بالاعلان عن موعد تبديل الراية الكريمة وتبث اصواتها وكلماتها حول الذكرى الاليمة لابلاغ المستمعين عن هذا الموعد، لتبث مجريات الحدث مباشرة من داخل الصحن الشريف لجميع انحاء العالم، بعدها تتهيأ لتقديم برامج كاملة عن عاشوراء، سواء لقاءات وحوارات مع شخصيات دينية واكاديمية تتحدث عن واقعة الطف ومجرياتها، و كذلك تطبيق نظام التوليف الصوتي لاحداث القضية وماحدث لاهل بيت النبوة في يوم العاشر من محرم .

مبينا انه في كل عام تضع اذاعة الروضة امكانياتها من توفير الصوت لجميع وسائل الاعلام المسموعة والمرئية، وكذلك الارسال لكل القنوات التي تحتاج لصوت  الحدث المهم  لتبديل راية ابي عبد الله، ليتعرفوا على مدى وحشية اعداء اهل البيت، ولايصال صوت الامام الحسين لكل انحاء العالم .

اهداء الراية
اما وحدة الخياطة والتطريز في العتبة الحسينية الشريفة فقد كانت استعداداتها مبكرة هذا العام لخياطة الراية وتطريزها والتي سترفرف في اعالي قبة سيد الشهداء (عليه السلام) ، اذ تم تسليمها الى ادارة العتبة لرفعها في هذا اليوم .

وبين مصدر في الوحدة المذكورة ان الراية تصنع من افخر انواع الاقمشة ويكتب في وسطها كلمة ياحسين باللون الاحمر وبالخط الكوفي  وبقياس ثابت « 3 * 4» امتار مربعة  ويبدأ العمل فيها قبل شهر تقريبا من رفعها، وتهدى الرايات على مدار الاعوام المستبدلة فيها الى الاضرحة والمساجد والمستشفيات ولجميع انحاء العالم الاسلامي ،  والى الوفود وعوائل شهداء الحشد الشعبي  والمقاتلين الشجعان للتبرك  بها .. كما تهدى ايضا الى الفائزين في المسابقات المتعددة التي تقيمها العتبة الحسينية المقدسة في المناسبات الدينية والمهرجانات ، ايمانا منها بدورها في رفع الروح المعنوية ولانها تحمل قيمة عليا حينما تشرفت بعام كامل وهي ترفع على قبة ابي عبد الله.

المصدر: صحيفة بدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 21 سبتمبر 2017 - 21:40 بتوقيت مكة