هل حانت ساعة عزل "القيصر الزائف" في أمريكا؟

الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 - 14:27 بتوقيت مكة
هل حانت ساعة عزل "القيصر الزائف" في أمريكا؟

أمريكا ـ الكوثر: يشير المعلق السياسي لصحيفة "ترود" أوليغ شفيتسوف إلى أن الأمريكيين يتحدثون بجدية عن اقتراب موعد عزل دونالد ترامب عن منصبه الرئاسي.

كتب شفيتسوف: يمكن الحكم على ذلك عبر ما تنشره وسائل الإعلام الأمريكية، التي تؤكد أن إقالة ترامب قد تمت فعليا، وأن أنصاره المقربين قد تم عزلهم أيضا.

فإلام تستند هذه الاستنتاجات؟ الاتصال هاتفيا بدونالد ترامب صعب جدا، حتى أن أصدقاءه المقربين لا يستطيعون ذلك، وإن نشاطه كرئيس للدولة يتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. كما أن وسائل الإعلام تشير إلى سوء حالته الصحية. ولهذا هي تسأل هل يوجد قبطان في قمرة طائرة اسمها "أمريكا"؟

وبحسب معطيات "فانيتي فير"، إمكان الوصول إلى الرئيس محدد جدا. ففي مقال "مع تعيين كيلي ازداد عزل ترامب"، وصفت المجلة الحرب الدائرة في حاشية الرئيس بين القوميين وأنصار العولمة. وتؤكد أن كبير موظفي البيت الأبيض الجديد الجنرال جون كيلي سحب منه هاتفه لاحتواء الفضائح الارتجالية لترامب، وأن الرسائل النصية القصيرة لم تعد تصل إليه. وبحسب خبير بشؤون البيت الأبيض، تم وضع ترامب تحت الإقامة الجبرية.

 

 

وإن ما يزيد في تفاقم الوضع، هو قصة وضع مندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون بطلب من ترامب خطة الانسحاب من الصفقة النووية مع إيران، حيث فشلت محاولاته للاتصال بالرئيس لعرض خطته عليه. ويذكر أن ترامب كان يفكر بتعيينه وزيرا للخارجية.

وقد كتب بولتون في مجلة "ناشيونال ريفيو" إن ترامب أبلغه أنه يستطيع زيارته في أي وقت، ولكنه فشل أيضا، لذلك يأمل أن يلاحظ الرئيس طلبه في تويتر.

وحتى لو كانت مسألة الإقامة الجبرية والانقلاب مضخمة، فإنها تشير إلى ما يجري في البيت الأبيض ومحيطه. فقد دفن ترامب جميع ما وعد به أو معظمه خلال حملته الانتخابية، تحت موجة الاحتجاجات والنقاشات العقيمة - إصلاحات التأمين الصحي، الجدار على الحدود مع المكسيك، والعديد من المسائل التي سانده فيها الناخبون. فمن هو ترامب حاليا بالنسبة إليهم؟ إن نقل رأي الناخبين أمر محرج، فعلى سبيل المثال يقول ريتشارد سبينسر من "اليمين البديل" إن "سياسة ترامب الداخلية تشبه شرائح من القاذورات. لقد أصبح رئيسا عاديا ولم نعد نؤمن به".

أما في جبهة اليسار، فيشيرون إلى أن ترامب مصاب بالخرف ويعاني اضطرابات نفسية تتعارض مع منصبه. فقد جاء في مقال تحت عنوان "الطب النفسي أصبح سلاحا سياسيا في الولايات المتحدة"، الذي نشره الموقع العلمي BioEdge، اتصل الديمقراطيون في الكونغرس بالمختصة في الطب النفسي الدكتورة باندي لي من جامعة ييل بهدف تنظيم اجتماع طبي بشأن الوضع النفسي لرئيس أقوى دولة في العالم. وستصدر الدكتورة لي في الشهر المقبل كتابا يتضمن استنتاجات 27 مختصا رائدا في مجال الطب النفسي عنوانه "التشخيص الخطر لدونالد ترامب". كما أن مجلس الشيوخ يهيئ ما هو ضروري لتشكيل لجنة طبية لدراسة الحالة الصحية للرئيس".

من جانب آخر، يستمر المدعي العام الخاص روبرت مولر بالتحقيق في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، حيث يستمر الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي بجمع الأدلة.

كما يلاحَظ تقلص أنصار ترامب وازدياد ضغط المعارضة، فماذا سيحصل مستقبلا؟

هذا الغموض بربط مصير العالم بالنزاع الداخلي بين المجموعات المتنفذة، يخيف أوروبا. فصحيفة "Quest-France" في مقال تحت عنوان "ترامب قادر على كل شيء" تستنتج من مقارنة شعاراته في الحملة الانتخابية بقرارات إدارته في مجال السياسة الخارجية بأنه انقلب بـ 180 درجة. وإن عواقب ذلك في العالم لا تهمه، لأنه منشغل في النضال من أجل البقاء سياسيا وتغيير نفسه تدريجيا. وتذكِّر الصحيفة على سبيل المثال بزيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، والآن ينوي التدخل عسكريا في كوريا الشمالية، مع أنه وعد بوقف التدخل الأمريكي في شؤون الدول الأخرى.

روسيا اليوم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 - 14:27 بتوقيت مكة