الغديرُ السعيد.. قصيدة بالمناسبة

السبت 9 سبتمبر 2017 - 08:19 بتوقيت مكة
الغديرُ السعيد.. قصيدة بالمناسبة

ثقافة-الكوثر خمسة مقاطع شعرية في ذكرى عيد الغدير الأغرّ يوم 18 ذي الحجة الحرام في السنة العاشرة للهجرة الشريفة.

(المقطع الاول)
                                                                   
 عَظُمَ العيدُ فالزمانُ سعيدُ  **** وفمُ الدهرِ ضاحِكٌ غِرِّيدُ

فالنبيُّ العظيمُ أعلنَ جَهراً **** ليس مَولى سوى عَليٍّ يُسُودُ

فهو الدينُ واﻹمامةُ بَعدي **** إنْ تُطيعُوهُ قائداً تستفيدُوا

وهو الزُهدُ والبﻻغةُ طُرَّاً **** وهو العزمُ والنُهى والجُودُ

بابُ عِلْمي إذا نَشَدْتُم عُلوماً **** وثَباتي يومَ الوغى صِنديدُ

هو والحقُّ فرقَدانِ ضياءً **** بلْ لهُ الحقُّ تابِعٌ مَشدُودُ

هو كلُّ الهُداةِ تُعطِي رَشاداً **** هو عيسى والمُصطفى المحمودُ

هو مُوسى يُذَلِّلُ البحرَ رَهْواً **** كي يخوضَ العبادُ نهجاً يَشيدُ

يا حَصادَ السِّنينَ لَعْلِعْ هُتافاً **** إنَّ (يومَ الغديرِ) مجدٌ تليدُ

اُكمِلَ الدِّينُ يومذاكَ بعهدٍ **** فقﻻهُ المعانِدُ المَردُودُ

إنما العهدُ أنْ نوالي عليَّاً **** فهو هادي الوَرى وفِكرٌ رشيدُ

يا غديرَ الوفاءِ عِمتَ لِواءً **** إنّكَ الحقُّ والتُقَى والجَديدُ

ليس يَبلى يومٌ عَميمٌ عَطاءً **** نِعمةُ اللهِ بالوَلاءِ تَزِيدُ

فسﻻمٌ على (الغديرِ) مَناراً **** وسﻻمٌ على وصيٍّ يقُودُ


(المقطع الثاني)

یا یومَ (خُمٍّ) قد خلُدتَ دَویَّا **** یومٌ بهِ أعلى العليُّ عليَّا

هوَ ذا أميرُ المؤمنينَ فبادِرُوا **** واصغُوا لهُ فهو اﻹمامُ وَصيَّا

(عيدُ الغديرِ) محجَّةٌ ووِﻻيةٌ **** شاءَ اﻹلهُ بأن تقودَ سَوِيَّا

هذا قضاءُ اللهِ هَدْياً للورَى **** جعلَ اﻷمامَ مُجاهدا مَهديّا

يَمضِي على اسمِ اللهِ وهو  مُؤَيَّدٌ **** عن سُنَّةِ الهادي يَذُودُ أبِيَّا

ﻻيعتَرِي الشيطانُ طُهْرَ ضميرِهِ **** فخْرُ المُقَدَّمِ أنْ يكونَ نقيّا

فلَهُ مناقِبُ أحمدٍ ويقينُهُ **** وبسالةٌ هزمَتْ عُتاةً غَيّا

فغديرُهُ للظامئينَ مفازَةٌ **** لو نالها الصّادُون اُشْفُوا رَيّا

وعلُومُهُ كشفتْ دياجي ظُلمةٍ **** جُهِلَتْ بيومِ الناكثينَ عَمِيّا

موﻻيَ اُزجِيكَ المودَّةَ طائعاً **** عبداً أبارَ الظالمينَ قويّا

حُيِّيتَ قرآناً يكلِّمُهُ الوَرى **** عرفَ الحقائقَ زاهداً قُدسيا

وعَظُمْتَ ربّاناً هَدَى ابناءَهُ **** وأعانَهُم في النائباتِ سَرِيّا

(يومُ الغديرِ) كرامةٌ لذوي الحِجا **** فهوَ الرُّواءُ لِمنْ أصابَ هَنِيّا

وأطاعَ مَولَى المؤمنينَ ووُلْدَهُ **** آلَ المودةِ والصفاءِ رَضيَّا


 (المقطع الثالث)

جَدِّدْ وَلاءَكَ في الغَديرْ **** وقُلِ السلامُ على الأميرْ

نفسُ النبيِّ محمدٍ **** ووصيُّهُ الهادي المُنير

واهنأْ بِعِيدٍ زاهرٍ **** يومٌ بهِ ازدانَ المَسِيرْ

بولايةِ البطَلِ المقدَّسِ **** طائعِاً أمرَ البصيرْ

ربُّ الخلائِقِ قد قضى **** أمراً وأعلنَهُ البشيرْ

هذا الوليُّ لأمرِكُمْ **** بعدي ومولاكُمْ يصيرْ

فهو السبيلُ الى الهدى **** وإليه يأوي المستنيرْ


(المقطع الرابع)
 

قل سلامٌ على النبيِّ البشيرِ **** وسلامٌ على الوصيِّ الأميرِ

وسلام على الذين استقامُوا **** باتِّباعِ المَولى أميرِ الغديرِ

بانتهاجِ الهدى وعونِ البرايا **** لا يبالون بالأذى والعسيرِ

فهو نهجُ الامينِ في كل دهرٍ **** فسلامٌ على الودودِ الصبورِ

وهمُو اليومَ في الثغورِ ثباتٌ **** وانتصارٌ على العُتُلِّ المُغِيرِ


(المقطع الخامس والاخير)

مَنْ ذا يُطيِّبُ للعباد نُفوسا **** خيرٌ من أحمدَ فاتَّبعْهُ رئيسا

فهو المنارُ وآلُهُ  هم بابُهُ **** فادخلْ لَعَمْريَ بابَهُ مأنوسا

مَن كانَ يرجو اللهَ ﻻذَ بأحمدٍ **** وبآلِ بيتِ المصطفى محروسا

فهمُ الشفاعةُ يومَ ﻻ مالٌ يفي **** بل ﻻبنونُ وإن بذلْتَ نفيسا

صلِّ على الهادي البشيرِ وآلهِ **** فهمُو ينيرونَ اﻷنامَ شُموسا

يا أيها الرّاجي الحقيقةَ والنُّهى **** أبصِرْ طريقَك عارفا وحَسِيسا*

أعقِلْ فإنَّ العقلَ هادٍ أهلَهُ **** واْعقِرْ دياجيرَ الضلالةِ عِيسا

هذا محمدُ قد أبانَ طريقَنا **** يوم (الغدير) مُؤمِّراً قِدِّيسا

للمؤمنينَ وكانَ نفسَ محمدٍ **** يومَ التباهُلِ بلْ أخاهُ أنيسا

فاذا السقيفةُ أنكرتْهُ جَهالةً **** عصبيَّةً جحَدتْ لهُ تبخيسا

فازدادَ أمرُ  المسلمينَ شَقاوَةً **** يتجرَّعُون مِنَ الهوانِ  كُؤوسا

وتسلَّطَ الأشرارُ فوقَ رقابِنا ****  وتجاوزُوا بفِعالهم إبليسا

.............................................
* حَسِيس : قويُّ الإحساس
 

بقلم : حميد حلمي زادة

17 ذو الحجة الحرام 1438

8 سبتمبر/ ايلول 2017

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 9 سبتمبر 2017 - 08:02 بتوقيت مكة