قطر تتشفى من السعودية

الأربعاء 30 أغسطس 2017 - 11:17 بتوقيت مكة
قطر تتشفى من السعودية

قطر _ الكوثر : كما كان متوقعا، إن استمرار ضغوط السعودية ومصر والإمارات والبحرين على قطر يسوق الدوحة صوب طهران.

 فقبل أيام قررت قطر استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، حيث يُنتظر عودة سفيرها إلى طهران خلال هذه الأيام. وبالطبع كان رد فعل "الرباعية" معروفا أيضا، فقد أعربت عن سخطها لمبادرة الدوحة.

ومن حيث المبدأ، يعدُّ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدان وخاصة بين قطر وإيران، اللتين تتعاونان في استخراج الغاز من أحد أكبر الحقول في العالم، مسألة اعتيادية. وكانت المسألة غير الاعتيادية هي انعدام هذه العلاقات بين الجارتين. وعادة ما يكون استدعاء أي بلد سفيره لدى البلد الآخر آخر خطوة قبيل إعلان الحرب. أما في حالة قطر وإيران، فإن تطبيع العلاقات بينهما لن يخفف التوتر في المنطقة، بل على العكس قد يؤدي إلى تصاعد النزاع في منطقة الخليج الفارسي. فقد رأت دول "الرباعية" العربية في قرار قطر ليس فقط صفعة لها، بل "خطوة في الاتجاه الخاطئ"،  لأن من ضمن الشروط، التي طرحتها "الرباعية" لتطبيع العلاقات مع قطر، هو قطع أي علاقة ممكنة مع إيران.

ويبدو أن قرار الدوحة لم يرض واشنطن أيضا، لأنه عمليا يقوض جهود الولايات المتحدة الرامية إلى تشكيل حلف مضاد لإيران. ووجد البيت الأبيض نفسه في موقف محرج، حيث إن زيادة الضغط على قطر قد يؤدي إلى تدهور العلاقات معها، وبالتالي قد يؤثر في مستقبل قاعدة العديد، التي يعدُّها البنتاغون الأهم من بين 35 قاعدة عسكرية موجودة في الشرق الأوسط. ومن جانب آخر، فإن الاستمرار في السكوت عن سلوك قطر سيؤدي إلى انتقاص جدي من هيبة واشنطن.

أما إيران فقد استقبلت قرار قطر بسرور متحفظ، لأنهم يدركون أن تطبيع العلاقات مع قطر سيؤدي إلى تعميق الانقسام بين بلدان مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه السعودية، ويؤجل إلى أجل غير مسمى خطط واشنطن لتشكيل حلف سياسي–عسكري ضد لإيران. ولكن الإيرانيين يدركون في الوقت نفسه أن تصعيد النزاع قد يتخذ طابع التفاعل المتسلسل، حيث ستقابل أي خطوة من أحد أطراف النزاع بخطوة مماثلة من الطرف الآخر، وهذا ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة.

وفي هذه الظروف، عندما وصلت الأزمة إلى طريق مسدود لا مجال للخروج منه، يصبح من الأفضل عدم تأجيج النزاع، لكيلا يصل إلى درجة الانفجار، بل بالعكس من ذلك يجب السعي من أجل تهدئة الوضع أو حتى تجميده بعض الوقت. ومن أجل ذلك يجب ضبط النفس.

إن تطوير علاقات حسن الجوار مع إيران ممكن من دون الإعلان عنها، وخير مثال هو وجود علاقات حسن جوار جيدة بين الأردن وإسرائيل على مدى عشرات السنين من دون الإعلان عن ذلك.

هذا، وبعد أن فشلت الكويت في التوسط بين أطراف النزاع، وبعد إشارات واشنطن المتناقضة لأطراف النزاع، قررت موسكو المشاركة في تسوية الأزمة، حيث يبدأ وزير خارجيتها سيرغي لافروف يوم الاثنين 28 أغسطس/آب جولة في منطقة الخليج "الفارسي"  ويزور خلالها الكويت وقطر والإمارات، حيث سيناقش مع قادتها مسألة تسوية النزاع والأوضاع في سوريا.

ويذكر أن الرئيس بوتين ولافروف كانا على اتصال دائم مع جميع أطراف النزاع. وقد أوضح نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف جوهر الموقف الروسي، بقوله: "نحن إلى جانب أن يحلوا فيما بينهم المسائل الخلافية جميعها". 

 

المصدر: روسيا اليوم

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 30 أغسطس 2017 - 10:49 بتوقيت مكة