كشف ماخفي عن العلاقات الايرانية الكويتية ورسائل مجلس التعاون

السبت 26 أغسطس 2017 - 21:45 بتوقيت مكة

لقاء خاص - الكوثر

تحدث السفير الايراني في الكويت الدكتور علي رضا عنايتي في لقاء خاص مع قناة الكوثر الفضائية، عن العلاقات الايرانية الكويتية وأبعادها، كما كشف عن الرسالة التي نقلتها الكويت الى ايران نيابة عن مجلس التعاون، والدور الذي تلعبه الكويت في قضية الازمة بين الدول الاربع (السعودية، الامارات، البحرين، مصر) وقطر، وحقيقة ماتم تداوله حول ما عرف بـ"خلية العبدلي".

وإليكم نص المقابلة الكامل:

السلام عليكم ورحمة الله، اهلا بكم مشاهدينا الكرام في هذا اللقاء الخاص، الذي خصصناه للعلاقات الايرانية الكويتية وانتهزنا فرصة تواجد سعادة السفير الايراني في الكويت الدكتور علي رضا عنايتي للاستفسار عن هذه العلاقات وقضايا اخرى، اهلا بكم سعادة السفير في هذا اللقاء وشكرا لكم لإتاحة هذه الفرصة لقناة الكوثر.

ــ سعادة السفير اسألكم بداية عن تقييمكم للعلاقات الايرانية الكويتية في الوقت الراهن؟

السفير عنايتي: انا سعيد جدا بهذا اللقاء ونأخذ جولة في العلاقات الايرانية الكويتية في مجملها ولو اقتدى الامر بتفاصيلها نوعا ما، العلاقات الايرانية الكويتية بعد زيارة سمو الامير الى الجمهورية الاسلامية الايرانية في عام 2013 اخذت منحا جديدا في التطور وهذه العلاقة ابرزت ملامحها ومسارها وكادت تكون نموذجا يحتذى به في العلاقات الاقليمية وتلك الزيارة المباركة للجمهورية الاسلامية الايرانية بمرافقة عدد من الوزراء والتوقيع على عدة اتفاقيات؛ ابرزت وجها مشرقا للعلاقات الايرانية الكويتية ومن ثم دخلنا في طور جديد في هذه العلاقة المتميزة بقسميها، القسم الرسمي و الحكومي التي كان يتابعها الجهات الرسمية والحكومية على مستوى القادة والوزراء وهيئة الوزراء وغير ذلك من الجهات الرسمية والقسم الثاني، القسم الشعبي والذي يتبلور في العلاقات الثقافية والاجتماعية والقنصلية ودائما نحن نؤكد ان العلاقات المتينة بين البلدين كانت تمتاز بهذين القسمين او بهذين الجناحين وهذه العلاقات كانت تطير وترفرف في سماء الاقليم بالجناح الرسمي والجناح الشعبي بعد ذلك تمت عدة زيارات على عدة مستويات بين المسئولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك اللجنة السياسية المشتركة، الاستراتيجية لوزارة الخارجية للبلدين وكذلك عدة الزيارات التي قامت بها جهات ثقافية وعلمية وبحثية والسياحية إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية وتكوين لجنة الصداقة بين ايران والكويت أي لجنتي الصداقة، لجنة في الكويت ولجنة في الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي الحقيقة عام 2013 ذروة العلاقات بين ايران والكويت، وفي الحقيقة هذه السنة ابراز لطبيعة العلاقات الايرانية الكويتية.

ــ حسنا، سعادة السفير، تحدثتم عن صفحات مشرقة ولامعة في العلاقات بين البلدين ايران والكويت، لقد عايشتم الوضع لسنوات في هذا البلد وتحدثتم عن علاقات وثيقة كما كشفتم عنها الان في مختلف المجالات، أيمكن أن تشرح لنا ربما ابعاد او التوجهات والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية في الكويت بالنسبة لهذه العلاقات وامثالها؟.

السفير عنايتي: طبعا، السياسة الخارجية للكويت كما عرفناها هي سياسة متزنة ومتعادلة في جميع الملفات الموجودة على مستوى المنطقة، سواء أكان الحديث عن ملف اليمن أو العراق او سوريا وغيرها من ملفات الاقليم، الكويت دائما تحاول ان تتبنى منهج الحوار لمعالجة هذه الملفات ومن ضمن هذه المعالجات ما تم قبل فترة في الكويت، فيما يتعلق بالمحادثات اليمنية - اليمنية التي جرت في الكويت مع العلم ان هذا الكويت عضو في التحالف الذي تقوده السعودية.

ــ لكنها قامت بجهود وساطة؟

السفير عنايتي: نعم واستضافت اطيافا يمنية واسعة، في الحقيقة هذا كان حوارا "يمني يمني" بحت برعاية اممية لكن باستضافة كويتية، وهذه الاستضافة لم تحدد بلمدة يوم او يومين، اسبوع او اسبوعين بل تعدت الثلاثة اشهر، كانت استضافة مفتوحة، وبنفس طويل من المسؤولين الكويتيين، لأنهم في النهاية كانوا يرون ان هذا الموضوع لو تمت حلحلته بالحوار، في الحقيقة سيشكل هذا حقنا للدماء ووقفا لاهلاك الحرث والنسل في اليمن.

ــ هل كان ليكتب النجاح لهذه الوساطة لو استمرت، أقصد بما ان الاطراف اليمنية كانت تثق بنزاهة النظام الكويتي، هل كان سيكتب لها النجاح مثلا حسب متابعتكم لمسار ومنحى هذه المفاوضات اليمنية اليمنية؟

السفير عنايتي: طبعا، حسب ما فهمنا ان الامر طال لمدة من الزمن لربما اختلاف الرؤى بين الجانبين حال دون الوصول الى التوافق في هذا المجال، وانما يعود للطرف الكويتي هو استضافة مفتوحة لهذا المجال وترك الامر برمته عند الاطراف المعنية للوصول الى نتيجة وان الطرف الكويتي بذل جهد كبير وبذل مجهود عظيم للوصول الى نتيجة؛ لكن طبعا الامر يعود الى الاطراف الموجودة في الحوار، في الحقيقة الطرف الكويتي حقيقة لم يقصر في اتاحة هذه الفرصة، (المذيع: لكن استعصت المفاوضات) استعصت المفاوضات ولكن هذا يعتبر وجها مشرقا في الجهود الكويتية التي مهدت الارضية واستضاف بنفس طويل دون ان يكون هناك سقف محدد لمثل هذه المفاوضات، في الحقيقة فلو لم تصل الاطراف المعنية الى نتيجة في هذا الامر هذا لا ينقص من (المذيع: الجهود الحثيثة التي بذلتها) الجهود التي بذلها الطرف الكويتي.

 

 

ــ سعادة السفير، طالما نتحدث عن منهجية الحوار المعتمدة عند الكويت وجهود الوساطة فلابد ان نشير لجهود وساطة اخرى بذلتها الكويت، طالما عرف عنها هذه الجهود ويحسب لاميرها ايضا مثل هذه المحاولات، كانت هناك جهود وساطة ايضا كويتية ربما لاصلاح العلاقة او رأب الصدع بين ايران والسعودية، هل يمكن ان تحدثنا عن هذا الجانب ايضا؟

السفير عنايتي: طبعا، في هذا المجال لا نتحدث عن الوساطة انما نتحدث عن الجهود.

ــ ايصال رسائل متبادلة او ما شابه مثلا؟

السفير عنايتي: طبعا، الطرف الكويتي نيابة عن رؤساء وقادة دول مجلس التعاون قام بإيفاد مبعوث الى الجمهورية الاسلامية الايرانية واعرب رغبته ونيابة عن اعضاء مجلس التعاون بفتح صفحة علاقات جيدة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول مجلس التعاون.

ــ مبنية على الاحترام المتبادل؟

السفير عنايتي: مبنية على الاحترام المتبادل والمواثيق المعترف بها دوليا وما تم التركيز عليه في هذه الرسالة هو الجهود الحثيثة المتبادلة لاحقا، طبعا الكويت تظهر وجها كانت تحتاج إليه منطقتنا طوال العقود التي مضت وهو وجه الحوار، نحن في اقليمنا نحتاج الى هذا الوجه والى هذا التوجه والى هذه المنهجية؛ المنهجية التي تتحدث عن الحوار وترى الحوار سيد الموقف وترى الحوار طريقة مثلى لحل ما يعصف بالاقليم وتعتبر الطريق الاخر، طريق مشاكسة وغير نافع. وتؤكد على ان طريق الحوار هو الطريق الناجح والامثل لحل الاختلافات.

بالطبع ليس بالضرورة عندما يدخل طرفان او عدة اطراف في الحوار ان تكون مواقفهم متطابقة وأن يرى كل واحد رأي الطرف الاخر سديدا ومصيبا، بالعكس الحوار هو لمناقشة الاختلافات والآراء، في الحقيقة في الحوار يعرض كل طرف رأيه ويوضح مبرراته وفي النهاية يحدث توافق يراعي كل الاطراف، طبعا لايمكن ان تكون الرؤى متطابقة 100% فحتى في البيت الواحد هناك آراء متعددة.

ــ او حتى متناقضة في بعض الاحيان.

السفير عنايتي: نعم من الممكن ان تكون متباينة لكن معالجة الامور لا تتم الا عبر الحوار فعندنا طريقان طريق المشاكسة والصدام وطريق الحوار والتعاون والتعاضد والتكاتف.

بالطبع نحن في الجمهورية الاسلامية رحبنا برسالة اعضاء مجلس التعاون، لان الطرف الاخر يتحدث بنفس الاسلوب الذي يتحدث عنه الطرف الايراني وهو الحوار.

**ماذا حصل للرسالة التي حملتها الكويت لإيران من قبل مجلس التعاون؟

ــ هل تفاعل الطرف الايراني بايجابية مع هذه الرسالة؟، واين اصبح مصير هذه المبادرة او هذه الجهود التي قادتها الكويت فيما يخص العلاقات الايرانية مع دول مجلس التعاون؟

السفير عنايتي: عندما استلم فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني، رسالة دول مجلس التعاون رحب وقام فخامته بزيارة الى دولة الكويت قبل شهور مضت ردا لزيارة سمو الامير الى الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل 3 سنوات وكذلك أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذه الزيارة بأنها مع الحوار، كما ردت الجمهورية الاسلامية على الرسالة التي حملتها الكويت وأكدت أنها ترى الحوار الطريق الأمثل لحل جميع المشكلات.

ــ سعادة السفير اعود واسأل عن مصير هذه الجهود، جرت زيارات متبادلة، كما ان الجانبان الايراني والكويتي لديهما جانب مشترك وهو تحكيم لغة الحوار وتغليب العقل في الكثير من الخلافات واشرتم الى ذلك باسهاب، شكرا لك بالطبع، ولكن هل تلقفها الجانب الاخر اي في دول مجلس التعاون وتعامل معها بايجابية ام اصبحت هذه الجهود بلا نتائج مرجوة، وبالتالي لا نري اسقاطاتها مثلا في الملفات، خاصة الملفات الساخنة في المنطقة؟

السفير عنايتي: هذه الرسالة يمكن ان تكون راكدة لكنها موجودة، اي الرغبة لدى الطرفين موجودة وبالتاكيد الطرف الايراني يده ممدودة دائما ومستعد للحوار، هذه اليد كانت ممدودة طوال العقود  الماضية، ونحن نامل بأن يمسك الطرف الاخر بهذه اليد وتدخل العلاقات افقا جديدا، هذه الرسالة التي بعثها سمو امير الكويت ونيابة عن مجلس التعاون لم تكن عفوية بل مبنية على أسس وهذه الاسس، باعتقادنا، ما تزال موجودة رغم ما طرأ من مستجدات على الاقليم .

ــ ان كانت الرسالة كشفت عن نوايا حسنة فلماذا لم تدخل حيز التنفيذ؛ وما هي النقاط المشتركة والقضايا المشتركة؟

السفير عنايتي: طبعا هناك مسافة بين النوايا الحسنة وبين التنفيذ لكن نحن لا نريد ان نقتصر هذه الرسالة بابداء نوايا حسنة ، لان هذا سيكون اضعف الايمان كما تفضلت ولا نريد ان نحمل على هذه الرسالة اكثر مما يمكن ان تتحمل هذه الرسالة وهي تنفيذها، فالنوايا الحسنة موجودة لدى الطرفين

ــ يمتلكان الارادة والعزيمة لتنفيذها؟

السفير عنايتي: يمتلكان الارادة لتنفيذها (المقدم: نصطدم ببعض العقبات والتي يمكن كل بلد يحاول ان يصر على بعض الاراء وبعض المواقف تجاه بعض الملفات) لكن كما يقال طريق الالف ميل يبدا بميل و ما لا يدرك كله لا يترك كله، نحن نراهن على هذه الفكرة وعلى هذه الرؤية وعلى هذه المبادرة ونحن نريد ان تكون هذه الرسالة وهذه الفكرة وهذه المنهجية تحكم (المقدم: اساس للحوار) الملفات في الاقليم ليس فقط الملف الايراني ودول مجلس التعاون ، جميع الملفات الموجودة بالاقليم تحكمها منهجية الحوار وهذه المنهجية هي المنهجية الوحيدة التي يمكن ان توصلنا الى بر الامان.

ــ بالحديث عن جهود الوساطة التي بذلتها الكويت ايضا في حل الازمة الخليجية، بين دول بمجلس التعاون ومصر في مقابل قطر وما شاب هذه العلاقات من قطيعة، من صراع ، من خلافات، وغيره، ووصلت الامور الى حافة الهاوية تقريبا.

الكويت ايضا حاولت رأب الصدع في ترتيب البيت الداخلي لدول مجلس التعاون ، في اي خانة تضعون الجهود الكويتية وكيف تقيمونها ولماذا لم يكتب لها النجاح حتى الان؟

السفير عنايتي: طبعا ما قامت به الكويت هو ابراز ما تحدثنا عنه سابقا وهو النهج المتزن الذي يسلكه الطرف الكويتي ، معالجة الملفات بطريقة حوارية وما حصل في الخامس من يونيو في العام الحالي في الازمة ما بين اعضاء مجلس التعاون، طبعا، كان شيئا ضارا جدا لمجلس التعاون والمنطقة، فسابقا كنا نرى ان لمجلس التعاون اختلافا في وجهات النظر مع اعضاء خارج المجلس سواء كان مع العراق او ايران او مثلا سوريا وغيرهم، لكن في هذه المرة كان الخلاف موجوداداخل بيت واحد وهو بيت مجلس التعاون، والكويت كانت تنظر الى هذا الخلاف كأنه حريق في داخل مجلس التعاون قد يدمره.

الكويت ترى انها من مؤسسي مجلس التعاون وحاولت ان تحافظ على استمراره.

**الوساطة الكويتية في الازمة بين قطر والسعودية وحلفاؤها:

ــ ما هي العقبات التي اصطدمت بها الوساطة الكويتية والجهود الكويتية ، سعادة السفير؟

السفير عنايتي: اختلاف الرؤى بين الطرف القطري والدول الاربع، كل طرف من هؤلاء يعالج الامر من منظاره ، الطرف القطري يرى بأن مايطبق عليه هو حصار ويطلق تسمية دول الحصار على الطرف الاخر، بينما الطرف الاخر يصفون أنفسهم بدول المقاطعة.

ــ حتى الادب الحواري والاعلامي مختلف تماما.

السفير عنايتي:  نعم مختلف تماما ، الطرف القطري يرى بأن الحصار فرض عليه وقد يصعب عليه الدخول في أي حوار قبل ان يتم ازالة الحصار، بينما الطرف الاخر يعتقد بأن هذا ليس حصارا وبانها امور سيادية وان هذه الدول تمارس امور سيادية على قطر والطرف القطري يرى بأن هذه الامور تضر بسيادته ومحاولة للتدخل في أمور يعتبرها شؤونا داخلية، بينما الطرف الاخر عنده قائمة بعدة مطالب ويطلب من قطر الاستجابة لهذه المطالب وتنفيذهالانهاء المقاطعة حسب تعبيره .

ــ وظلت الجهود الكويتية تراوح مكانها طالما ان كل طرف متمسك بمواقفه وبروايته؟

السفير عنايتي: كأن منهجية الطرفين تختلف، منهجية قطر تختلف لمعالجة المشكلة.

ــ ليست هناك ارضية مشتركة لمعالجة هذا الامر والخلافات في هذه الازمة.

السفير عنايتي:  يختلف الطرفان، فالطرف القطري يؤكد بأن كل شئ يمكن المفاوضة عليه على الطاولة فلذلك قامت الكويت بجهود حثيثة في هذا المجال وزيارات مكوكية قام بها اطراف بأمر من سمو الامير بدءا من وزير الخارجية الكويتي، أيضا مندوب سمو الامير الى العواصم ، الى دول مجلس التعاون و الى العواصم الاوروبية و الى امريكا لايجاد مخرج مشترك بين الطرفين، هناك تباين في الرؤى، لكن هذه الجهود في الحقيقة اثمرت في نزع فتيل هذا الحريق، هذا نجاح باهر للطرف الكويتي والاطراف الاخرى.

ــ هل تتوقع حربا أو ما شابه مثلا ؟

السفير عنايتي: صعب ان نتحدث عن الحرب لكن كان هناك اجراءات تصعيدية لكن الوساطة الكويتية منعت بلوغها مراحل أكثر حساسية وهذا نجاح يحسب للكويت، تم دعم رؤية سمو الامير ومبادرة سمو الامير من قبل اطراف عدة من الاوروبيين والامريكيين وحتى نحن في الكويت عندما سئلنا عن جهود الامير ، انا بصريح العبارة قلت باننا نرحب بهذه الجهود ونثمن هذه الجهود، في الاقليم ملفات شائكة وملفات مستعصية وملفات عديدة وعلينا جميعا ان نسخر جهودنا في سبيل حلحلة هذه الامور، لا ان نزيدها تعقيدا ونضيف إليها ملفا آخر، جهود سمو الامير مرحب بها، ارى بأن الطرف الكويتي لازال مستمرا في جهوده ونحن نبارك هذه الجهود.

ــ سعادة السفير اعود مرة اخرى للعلاقات الايرانية الكويتية والخصوصية التي تتمتع بها هذه العلاقات، تردد مؤخرا بان الرعايا الايرانييين المقيميين في الكويت يعانون من بعض المشاكل او خلل في الاقامات او البيانات الشخصية او ما شابه، هل يمكن ان تشرح لنا هذه المشكلة ما هي اسبابها، ما هي حقيقتها، ما الذي يجري؟

السفير عنايتي: حدث هناك تعميم من قبل وزارة الداخلية يؤكد على تطبيق البيانات الموجودة في الاقامة والبيانات الموجودة في جواز السفر ، ففي بعض الاحيان والامر لا يخص الايرانيين فحسب أي لا يخص جنسية دون اخرى وهذا ما اكد عليه البيان الذي اصدرته وزارة الداخلية بدولة الكويت، بأن تعديل البيانات امر واجب على كل المقيمين ، وبسبب الاختلاف الذي كان موجودا بين البيانات الموجودة ببطاقة الهوية وبطاقة الاقامة وفي جواز السفر سبب مواجهة الجالية الايرانية كجاليات اخرى مثل هذه الصعوبات اثناء فعند خروجهم من المنافذ الجوية والبحرية، لان البيانات كانت مختلفة ؛ لكن زملءنا بالقسم القنصلي في السفارة الايرانية بالكويت كانوا على اتصال مستمر ومباشر مع وزارة الخارجية الكويتية وبالاخص القسم القنصلي وانا من هذه القناة المباركة اعرب عن شكري وتقديري للاخوة المسؤولين بالقسم القنصلي في وزارة الخارجية الكويتية لما قدموه من تسهيلات في هذا المجال، فقد وضعوا اجهزة في المطارات لتعديل البيانات مؤقتا حتى يعود الراكب من سفره ليعود الى الكويت ويراجع وزارة الخارجية ويقوم بتعديل البيانات، عدد ضئيل جدا من المواطنين الايرانيين عانوا من هذه المشكلة وتم تداركها بالتعاون مع الطرف الكويتي.

**قضية خلية العبدلي وطلب الكويت تخفيض التمثيل الدبلوماسي الايراني

ــ سعادة السفير، لا يمكننا ان نتجاهل موضوعا شائكا، واثير حوله كثير من اللغط خاصة في وسائل الاعلام ما يعرف بملف العبدلي ، ما هي القصة الحقيقية وراء هذا الموضوع هل اضر فعلا بالعلاقات الايرانية الكويتية الى حد كبير، كيف تقيمون العلاقة حاليا في ظل ما اثير حول الملف .

السفير عنايتي: طبعا اضر هذا الملف بالعلاقات عموما، لكنه لم يضر بطبيعة العلاقات فطبيعة العلاقات الكويتية الايرانية طبيعة مشرقة، تم تتويج هذه العلاقات في عام 2013 بزيارة سمو الامير للجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثم زيارة الرئيس روحاني الى الكويت وتبادل الزيارات وتبادل الرسائل وان الطرف الكويتي اخذ على عاتقه ايصال صوت الطرف الاخر الى الجمهورية الاسلامية الايرانية والحديث عن التعاون المستمر والبناء بين كل دول المنطقة، برسم مستقبل ناجح مبني على العمل الجماعي بين ابناء المنطقة، هذه مهمة خطيرة تحملها الكويت لكن الضرر الذي سببه هذا الملف ضرر مؤقت (ونعتبر ما حصل ازمة عابرة) ولا نعتبرها ازمة نعتبرها "تطور سلبي" كما قال الطرف الكويتي .

ــ لكنها ادت الى تخفيض التمثيل الدبلوماسي الايراني حيث طلب الكويتيون مغادرة الكثير من الدبلوماسيين الايرانيين

السفير عنايتي: الحقيقة نحن عندنا رؤية تفاؤلية ، نحن دائما متفاؤلون .

ــ متفاؤلون بعودة العلاقات الى ما كانت عليه في السابق؟

السفير عنايتي: العلاقات كما هي على مستوى السفير وما تم اتخاذه من الطرف الكويتي لم يكن خفض لمستوى العلاقات ، كان خفض مستوى التمثيل وليس تمثيل العلاقات ، طبعا الطرف الكويتي قام بهذا الاجراء وفي نفس الوقت عبر عن أسفه لهذا التطور السلبي الذي حدث ، الطرف الكويتي ايضا يرى بأن هذا الامر مدعاة الى الاسف ونحن ايضا.

ــ انتم متفاؤلون سعادة السفير بأنها سحابة صيف عابرة ، هل يمكن ان تتتطور الى قطيعة مثلا حسب مجريات الازمة

السفير عنايتي: لا طبعا، لن تؤدي الى القطيعة، العلاقات الايرانية الكويتية علاقات متينة مترسخة متجذرة فطبعا بالنسبة الى الطرف الايراني، فقد نفى الناطق الرسمي باسم الخارجية الاتهامات التي سيقت الى الجمهورية الاسلامية الايرانية وأكد بان ايران لا تقبل بمثل هذه الاتهامات، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى بان الاقليم يحتاج الى الامن والاستقرار، وتعزيز الامن امر مهم خاصة في ظل ما يجري بالمنطقة، ولذلك ايران لم تقبل بمثل هذه الاتهامات ونأت بنفسها عن هذه الاتهامات وأكدت أن لا اساس لها من الصحة .

ــ سعادة السفير يقودني هنا الى سؤال وقد يكون السؤال الاخير في هذا اللقاء ، هناك اصوات في الداخل الايراني سألت لماذا الجانب الايراني لم يتعامل بالمثل مع مثل هذه القضية عندما قرر الجانب الكويتي تخفيض ابعثة الدبلوماسية الايرانية والعدد ليس بقليل طبعا ، هل ايران يصب رد الفعل الايراني في قالب سياسة تغليب الحوار ومتابعة الامور من القنوات الدبلوماسية

السفير عنايتي: ايران في البيان الصادر رأت ان من حقها ان تقوم باجراء مماثل (المقدم: تحتفظ بحقها في اتخاذ اجراء مماثل) في هذا الامر لكن ايران كما تحدثنا في هذه المقابلة ترى بأن الحوار والهدوء ومعالجة الامور بروية وبإتزان والابتعاد عن تحريض والتحلي بنفس طويل ، ترى بأنه يصب في مصلحة الاقليم ومصلحة الاقليم تقتضي الهدوء، فالامور بخواتيمها ومعالجتها بشكل هادئ متزن، والابتعاد عن الاستفزازات.

ــ لن تنجر الجمهورية الاسلامية الى مثل هذا النهج

السفير عنايتي: نحن لن نسلك هذه الامور فنحن نؤكد من جديد حسب ما رسم لنا قادتنا في الجمهورية الاسلامية الايرانية واكدوا عليه في مجالات عد ة، خاصة فخامة الرئيس في دورته الاولى وفي دورته الثانية على ازالة التوتر ونبذ الخلافات والوئام والوفاق بين الدول الاسلامية الجارة.

والتأكيد دائما كان على الجيران و توطيد العلاقات مع الجار، والجار قبل الدار وهذا مقال كتبه معالي وزير الخارجية الدكتور ظريف: الجار ثم الدار ونحن نؤمن بهذا العنوان وفي الحقيقة نسلك هذا الطريق.

ــ سعادة السفير الدكتور علي رضا عنايتي ، سعادة سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت ، شكرا جزيلا لك على اتاحة هذه الفرصة وهذا القاء الخاص لقناة الكوثر، اشكرك جزيل الشكر .

السفير عنايتي: بارك الله فيكم وانا اشكركم جزيل الشكر والسلام عليكم وررحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 26 أغسطس 2017 - 16:00 بتوقيت مكة