شرح حديث الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) حول سهو الناس وغفلتهم عن الآخرة

الأربعاء 23 أغسطس 2017 - 09:26 بتوقيت مكة
شرح حديث الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) حول سهو الناس وغفلتهم عن الآخرة

اسلاميات - الكوثر

من كلام  الامام الحسن عليه السلام في بيان سهو الناس  (والسهو) يعني الغفلة ويوجد بين الغفلة والنسيان وغفلتهم في دار الدنيا عن الآخرة, قال: الناس في دار سهو وغفلة، يعملون ولا يعلمون، فإذا صاروا إلى دار الآخرة صاروا إلى دار يقين يعلمون ولا يعملون.

إن عمر الإنسان قصير، وحياته مهما طالت فهي إلى زوال، وإن متاع الحياة الدنيا قليل، ولو انتبه هذا الإنسان من غفلته إلى من كانوا حوله يأكلون ويشربون ويتمتعون ويتلذذون حتى فارقوه ورحلوا إلى دار البقاء، ولم يحملوا معهم إلا ما قدموا من حسنات وسيئات، وإن هذا هو حال من رحلوا من دار الفناء إلى دار البقاء، ثم نظر بعد ذلك إلى حاله مع الدار الآخرة لوجد نفسه في غفلة كبيرة وبعد عظيم عنها، يُصرَف كل يوم عن الدنيا وهو متعلق بها، وأما الآخرة وهي دار البقاء والخلود فتراه زاهداً فيها أشد الزهد، على الرغم من علمه بأن وعد الله حق، وأن الموت حق، وأن الساعة حق، وأن الناس مبعوثون إلى ميقات يوم معلوم، وأنهم موقوفون بين يدي علام الغيوب, وسيسألون عن كل صغيرة وكبيرة، وعن كل نقير وقطمير, ومع ذلك فهو معرض عن التزود لدار المقام.

إن الغفلة داء عضال، ومرض فتاك، عصف بالماضين فأهلكهم؛ لأنهم سهوا عن طلب النجاة لأنفسهم، وغفلوا عن التزود لدار المقام، وما أن استيقظوا من غفلتهم حتى وجدوا أنفسهم موسدين في قبورهم، مرتهنون بأعمالهم، يتمنى الواحد منهم أن يرجع إلى الدنيا كي يقدم زاداً يجده بين يدي ربه عندما تنشر الصحائف، وتفضح الخلائق بما قدموا من مساوئ أعمالهم, ويقول الحق تعالى في مثل حال أولئك: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا﴾ ([i]).

ويعصف ذاك بالأحياء - كما عصف بالماضين - فيبعدهم عن التزود لدار المقام حتى يرديهم الموت فيصبحوا من الخاسرين.

هذا, ونلحظ أن الإمام الحسن عليه السلام في حديثه عن سهو الناس وغفلتهم في دار الدنيا عن الآخرة يشير إلى ما هو من الأهمية بمكان, ولكي يتسنى لنا فهم كلامه عليه السلام وتبين مرامه ومرماه فلا بد أن ندرسه بصورة مجزأة ثم نلحقه بحصيلة ما تمت دراسته لأجل بيان المعنى الذي يرمي إليه الإمام المجتبى عليه السلام من خلال هذا الحديث.  

قال عليه السلام:الناس في دار سهو وغفلة...﴾.

هنا يشير الإمام عليه السلام بقوله: (الناس في دار سهو وغفلة) إلى دار الدنيا, وهذا واضح لا غموض فيه, إلا أننا أحوج ما نكون إلى بيان معنى السهو والغفلة.

المصدر: العتبة الحسينية المقدسة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 23 أغسطس 2017 - 08:52 بتوقيت مكة