تقرير سرّي لمجلس الأمن: فشل سعودي ذريع بعد عامين ونصف من الحرب اليمنية

الأحد 20 أغسطس 2017 - 15:40 بتوقيت مكة
تقرير سرّي لمجلس الأمن: فشل سعودي ذريع بعد عامين ونصف من الحرب اليمنية

اليمن - الكوثر

على الرغم من تفوّقها العسكري، كمًّا ونوعًا، في الحرب اليمنية الدائرة منذ ما يقارب عامين ونصف العام، وطائراتها المتطوّرة أميركيّة الصنع، وصواريخها الموجّهة بدقّة؛ فإن كلّ ذلك لم يحقق للمملكة العربيّة السعوديّة أي نصر يذكر، ولم يقرّبها منه حتّى، بحسب تقرير سرّي للأمم المتّحدة، نشر موقع "فورين بوليسي" الأميركي بعض مقاطعه.

وعلى العكس من كلّ ذلك؛ فإن الحرب المستعرة عزّزت من حالة التشرذم السياسي في اليمن، ووضعت البلاد على حافّة مجاعة طاحنة تهدد نحو 17 مليون إنسان، وغذّت حالة السخط الشعبي ردًا على الخسائر البشريّة الهائلة فيها.

نتائج عكسيّة

ويورد التقرير السرّي، والذي كشف عنه الموقع الجمعة، أن "الحملة الجوية الاستراتيجية للتحالف الذي تقوده السعودية لا تزال ذات تأثير عمليّاتي أو تكتيكي ضئيل على الأرض، وهي لا تؤدّي إلا إلى تمتين المقاومة المدنية".

ووفقًا للتقرير ذاته، والذي صدر عن فريق من الخبراء تابع لمجلس الأمن، فإن الحرب التي تقودها السعودية على اليمن تساهم أيضًا في توطيد التحالف العسكري بين أنصار الله، والرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، حيث يمدان سيطرتهم على 13 محافظة من محافظات البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء.

وكما يستخلص معلّق "فورين بوليسي"، فإن تلك "الفوضى" وفّرت أرضيّة خصبة للمتطرّفين، بما يشمل تنظيمي "داعش" و"القاعدة". ويؤكّد خبراء الأمم المتّحدة أن التنظيمين "يتطلّعان إلى إطلاق هجمات ضدّ أهداف في الغرب".

ويلاحظ التقرير، كذلك، أن "القاعدة" ربّما تعزز قدراتها على شنّ هجمات تستهدف السفن البحرية، مشيرًا إلى سيطرة التنظيم على أجهزة متفجّرة تنقل عبر المياه، فضلًا عن جهاز رادار بحري في المعقل السابق للتنظيم في مدينة المكلا.

ويشير التقرير، في هذا السياق أيضًا، إلى أن الزعيم المحلّي لتنظيم "القاعدة"، قاسم الريمي، نشر مؤخّرًا مقطعًا مصوّرًا يشجّع فيه على الهجمات الموصوفة بشعار "الذئاب المنفردة" ضدّ أهداف في الغرب.

حكومة هادي بلا سلطة

ويبرز الموقع أيضًا، ضمن هذا السياق، أن الرئيس اليمني المستقيل، عبدربه منصور هادي، لا يمسك حاليًّا بزمام الأمور تمامًا في بلاده، وقد تمّ تقويض سلطاته من قبل المليشيات التي تموّلها وتديرها السعودية والإمارات، وهي الدول ذاتها التي تحارب من أجل "إعادته إلى السلطة".

وفي الآونة الأخيرة، ترك عدد من وزراء هادي مواقعهم وأسسوا مجلسًا انتقاليًّا ذا طموحات انفصاليّة في الجنوب. هذا المجلس، وفقًا للتقرير الأممي، "يتمتّع بدعم كافٍ داخل الجيش اليمني، ليشكّل تهديدًا كبيرًا حيال قدرة الرئيس اليمني (المستقيل) على الحكم في الجنوب".

ووفقًا للتقرير، فإن "سلطة حكومة (هادي)، الضعيفة والغائبة بالفعل في أجزاء مختلفة من البلاد، تآكلت بشكل ملحوظ في هذا العام"، ويضيف خبراء مجلس الأمن أن "قدرة الحكومة (حكومة منفى) على الإدارة الفعّالة للمحافظات الثماني التي تقول إنها تسيطر عليها باتت الآن موضع شكّ".
 

المصدر: العربي الجديد

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 20 أغسطس 2017 - 15:31 بتوقيت مكة