خلافات حادة داخل «داعش» ... القتال او التفاوض

الإثنين 14 أغسطس 2017 - 08:21 بتوقيت مكة
خلافات حادة داخل «داعش» ... القتال او التفاوض

قرار اجتثاث إرهابيي «داعش» وطردهم من الأراضي اللبنانية التي مكّنتهم بعض الدول الراعية لهم من السيطرة عليها في جرود رأس بعلبك والقاع اتخذ ولا عودة عنه، وإعلان ساعة الصفر لانطلاق معركة سحقهم هو بيد قيادة الجيش اللبناني.

وبعد التغطية السياسية التي حققها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للجيش الذي سيتخذ مجموعة إجراءات تتوافق مع الخطة العسكرية التي وضعها لتلك المعركة دون العودة لأحد اوالإستئذان من أحد للحصول على موافقة هذا الفريق أوذلك على اي إجراء ذات طابع عسكري لأنه هو وحده يدرك ضرورة الذهاب بالإتجاه الذي يساعده بتحقيق الإنتصار بأقل كلفة بشرية ومادية.

واستغربت مصادر سياسية الحديث عن أسباب وفرضيات تأخير المعركة التي لم يحدد لها الجيش حتى الآن ساعة صفر، وعمليات القصف المدفعي والصاروخي التي قام ويقوم بها الجيش تأتي في سياق استراتيجية تقضي بضرب أي تحرّك لمسلحي «داعش» في الجرود لمنعهم من القيام بأي عملية تجاوز للمواقع التي يتحصنون بها، لكن ومن جهةٍ أخرى لا تنفي المصادر ان هذا القصف المركّز الذي ارتفعت وتيرته في الآونة الاخيرة والذي ترافق مع تأييد شعبي ورسمي واسع النطاق للجيش اللبناني أحدث زعزعة كبيرة وانقسامات حادّة بين مسؤولي تنظيم «داعش» خصوصاً بعدما شاهدوا السقوط السريع لمسلحي جبهة النصرة في جرود عرسال.

وتعتقد المصادر السياسية ان مغادرة 350 مسلحاً من «سرايا أهل الشام» مع عائلاتهم وآخرين من مخيمات النزوح السوري في عرسال إلى داخل الاراضي السورية بعدما رفع هؤلاء الرايات البيضاء أثناء معركة تطهير جرود عرسال من «جبهة النصرة» على أيدي مجاهدي حزب الله، يراكم نقاط القوة لدى الجيش اللبناني ويرفع من مستوى الإطمئنان على ظهير وحداته التي ستنتشر في المواقع التي كانت تسيطر عليها تلك السرايا، ويساهم في الاقتراب من إعلان ساعة الصفر.

ولم تخف المصادر تمنياتها أن ينجح الجيش اللبناني من خلال التكتيكات الميدانية التي يعتمدها لوضع مسلحي «داعش» أمام خيارين الأول الخروج من الأراضي اللبنانية بدون معركة واسعة النطاق ولكن ليس قبل الكشف عن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين.

هذه التكتيكات الميدانية التي قامت بها وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة دفعت أحد مسؤولي «داعش» وفيق الجربان الملقّب بـ«أبوالسوس» لإعلان استعداده للتفاوض وذلك عبر قناة تفاوضية ضيقة جداً والتي ما زالت سرية، لكن استعداد أبوالسوس للتفاوض قابلت رفض قاطع من مسؤولين آخرين في تنظيم «داعش» وكاد هذا الإنقسام أن يؤدي إلى اشتباكات بين صفوف «داعش»، إلاّ أن هذه الانقسامات دفعت المسلحين لإجراء نقاشات حادة فيما بينهما حيث طرح جزء منهم جدول قتال في ظل الآفاق المقفلة والمصير المحتوم ومنهم حاول أن يقنع الطرف الآخر بضرورة القتال حتى الموت واستخدام الانغماسيين إلى أقصى حد في تفجير أنفسهم.

من جهةٍ أخرى، أفادت معلومات أن انتظار نتائج هذه النقاشات بين المسلحين لن يطول والفرصة غير مفتوحة لا بل  محكومة بسقف زمني محدود لأن الجيش اللبناني يدرك تماماً أهمية الحفاظ على القدر العالي للمعنويات، ولن يكون إلاّ على مستوى التأييد الشعبي العالي ولن يقبل الجيش إلا بأن يعود بالنصر الكامل على التكفيريين في جرود رأس بعلبك والقاع ولكن بخطوات ثابتة ومدروسة بعيدة عن التسرّع الذي يرغبه البعض من اجل غاياتٍ ورغباتٍ خبيثة.

وختمت المصادر جازمةً بحصول تنسيق عالي ومتقدم بين الجيش اللبناني من جهة والمقاومة الإسلامية والجيش السوري من جهة اخرى، وهذا التنسيق فرضته قوة الجغرافيا وعمق التاريخ وخطورة العدوالواحد الذي اتفق العالم كله على توصيفه بالإرهاب الخطير وأنشأت التحالفات الجدّية والوهميّة لقتاله فكيف بجيشين يفصل بينهما عدو مشترك إسمه «داعش».

* خالد عرار - الديار

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 14 أغسطس 2017 - 08:03 بتوقيت مكة