مقالات - الكوثر

بهذين السؤالين يبحث المراقبون المتابعون هذه الايام لاحداث القدس المحتلة عن وجهة بوصلة تطورات المدينة المقدسة رغم ان القاصي والداني يعرفان حق المعرفة النوايا التي يبيتها الكيان المحتل من خلال زرعه البوابات الإلكترونية على بوابات المسجد الأقصى معتبرين هذا الاجراء حلقة جديدة في مسلسل إفراغ المسجد الأقصى من المسلمين الذي يمارسه الاحتلال منذعام 1967 وفي فرض السيطرة الاسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى والتقدم باتجاه تقسيمه زمانيا ومكانيا وصولا إلى هدمه وإقامة "هيكل سليمان" مكانه.

الا ان الاحتلال يبرر جريمته الاستفزازية بانها لدواع امنية ملحة وتنفيذ خطة تجنب الاحتكاك والاصطدام بين الفلسطينيين المسلمين والمستوطنين اليهود .

لقد وحدت هذه الجريمة الفلسطينين بمختلف توجهاتهم تحت يافطة واحدة تؤكد : " هذا الانهاك سوف لن يمر مرور الكرام "

ونفس هذه القناعة متبلورة لدى الكثير من المراقبيين في ضوء ما اثارته جريمة الابواب الالكترونية حتى الان من ردود فعل صاخبة وعنيفة رابط على اثرها المقدسيون في الباحة المقدسة متحدين الرصاص الاسرائيلي الغادر  ودعوات من قيادات فلسطينية إلى أيام غضب للقدس والمسجد الأقصى. وتوعد من هذه القيادات ومنها فتح الفلسطينيين مقبلون على خطوات تصعيدية قد تتجاوز حدود خلع البوابات الالكترونية أو تكسيرها الى انتفاضة على غرار الانتفاضة التي فجرها تدنيس المقبور اريل شارون للمسجد في عام 2000. كما وجهت على اثر ذلك دعوات الى العالم الإسلامي للصلاة في العراء للضغط على حكوماته من أجل اتخاذ خطوات عملية على مستوى الحدث الذي يمس بعقيدة وكرامة كل المسلمين.

ولعل الموقف الاهم والاخطر فهو الموقف الصادر عن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة التي توعدت بالرد الموجع دون ان تخوض التفاصيل ..

المعطيات والأجواء تشير بمجملها إلى احتمال الذهاب إلى تصعيد كبير و خطير مع دعوات عديدة من جماعات سياسية لتصعيد المواجهة إذا لم يزل الكيان الإسرائيلي البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة قبل يوم الجمعة المقبل،حيث لصلاة الجمعة أهمية خاصة في الأقصى

ان معركة البوابات الالكترونية ستوحد النضال والجهاد الفلسطيني وان الضفة الغربية والقدس ستكونان محل المواجهة القادم وليست غزة..

بقلم مصدق مصدق بور - خبير في شؤون غرب آسيا