الله تعالى خيرُ صاحبٍ ومُستخلَف

الثلاثاء 13 يونيو 2017 - 10:08 بتوقيت مكة
الله تعالى خيرُ صاحبٍ ومُستخلَف

الدّعاء حسنٌ في ذاته، لأنّه تعبيرٌ راقٍ عن ذات المؤمن في توجّهه إلى خالقه وتوكّله عليه وثقته به، وهو عند السّفر خيرُ أنيسٍ للإنسان؛ يريح باله ونفسه، ويستعين به على تقديم حوائجه إلى الله.

وأوّل ما نفتتح به أسفارنا في الدّعاء إلى الله تعالى، أن يسدِّد خطانا، ويوفّقنا في أهدافنا ومرامينا التي ترضيه. وكما يكون الدّعاء عند بدء السّفر، يكون أيضاً عند الرّجوع إلى الأهل، بأن نعود مظفّرين مسرورين فرحين، وأن يرينا الله ما نحبّ في أهلينا وأولادنا وأموالنا، وأن يدفع عنّا وعنهم كلّ شرٍّ وأذى.

فالله تعالى هو أنيس النّفوس وطبيبها، وهو خير المصاحبين لعباده في السّرّاء والضّرّاء، وخير المصاحبين لهم في وحشة السّفر والطّريق، يلجأون إليه، ويستحضرون عظمته ورحمته في كيانهم، وهو خير خليفة استُخلف على الأهل والأولاد والأرزاق، وهو أحكم الحاكمين، يقول تعالى: {وهو معكُم أينما كنتم}.

وما دام الله تعالى خير صاحب ومستخلف في آنٍ معاً، فالتوجّه المخلص إليه فيه كلّ التّوفيق والرّشاد لنا، كي نزداد إيماناً وإخلاصاً له، وتوكّلاً عليه، وأن نُقبِل على هدايته إقبال السّعداء الّذين يحاولون إصلاح أمورهم، وتنظيم حياتهم، بما يؤمِّن لهم السّلامة والرّضا منه تعالى.

فما أجمل أن نعتصم بالله اعتصام الواعين المؤمنين المتّقين في سفرنا وإقامتنا، وأن نستعين به ونتعوّذ به من كلّ بليَّةٍ وأسىً وهمٍّ ومكروه، وأن نتضرّع إليه وحده تضرُّع النّادمين على ذنوبهم، المقصِّرين في جنب الله، كي ننطلق بهمّة عالية، ومسؤوليّة كبيرة، في تطهير الواقع من كلّ المفاسد، وحمايته ورعايته بما يستلزمه الأمر من حكمة ووعي.

يقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في إحدى فقر خطبه الشَّريفة: "اللّهمّ إني أعوذ بك من وعثاء السَّفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولدان. اللّهمّ أنت الصّاحب في السّفر، وأنت الخليفة في الأهل، ولا يجمعهما غيرك، لأنّ المستخلَف لا يكون مستصحباً، والمستصحَب لا يكون مُستخلفاً".

فلنربِّ أجيالنا على الاعتصام بالله، والتوسّل إليه، وافتتاح أمورهم بالدّعاء، والتوكّل عليه، وتركيز الإخلاص في قلوبهم، عبر تأكيد الإيمان في مشاعرهم وسلوكيّاتهم، فلا يكون في قلوبهم أحد ممّن يتوجَّهون إليه سوى الله تعالى، فتلك مسؤوليّة علينا تجاههم، فكلّما كنا أمناء مع الله، كنّا أكثر إحساساً بمسؤوليّاتنا نحو أبنائنا، لجهة تربيتهم، وتهذيب نفوسهم على التضرّع إلى الله، والاعتصام به في كلّ الأحوال.

موقع البينات

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

الكاتب: محمد عبدالله فضل الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 13 يونيو 2017 - 10:05 بتوقيت مكة