هل انتهى الصراع العربي "الإسرائيلي"؟!

الأربعاء 17 مايو 2017 - 13:37 بتوقيت مكة
هل انتهى الصراع العربي "الإسرائيلي"؟!

يحيي بعض العرب في هذه الأيام الذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين، ولنكبتهم فيها. نقول بعض العرب، لأن البعض الآخر ما عادت تعنيهم الذكرى، أو لأن نكباته باتت تفوق النكبة الأولى.

لو قاتل العرب عام 1948 ووحدوا صفوفهم لربما صمدوا، لكن قلة هي التي راجعت تلك الأخطاء والخيانات بعقل نقدي علمي. لا ندري أصلاً لماذا نحيي ذكرى النكبة طالما أن النكبة مستمرة، فالقتل والتشريد والمستوطنات والاحتلال كلها لا تزال تتم على يد الكيان الاسرائيلي في واحد من أطول صراعات العالم.

ويحيي بعض العرب هذه الأيام ذكرى سايكس – بيكو، حيث آنذاك كذبت فرنسا وبريطانيا على العرب، وهم صدقوا أنهم بعد أن يقاتلون الى جانبهم ضد ألمانيا النازية، ستجري من تحت أقدامهم أنهار اللبن والعسل وتقوم لهم دول مستقلة. ولكن لم تجر تحت أقدامهم الا أنهار الدم. نقول بعض العرب يحيي الذكرى المئوية لسايكس-بيكو لأن بعض العرب الآخرين صار عندهم من التقسيم والتقاتل والفتن ورسم الحدود وقيام كيانات بأسماء كثيرة، ما بات يتخطى بالدم ما حصل أيام الفرنسي والبريطاني الذي فضحهما آنذاك الروسي.

ويحيي اللبنانيون وبعض العرب (لم نعد ندري كم هو هذا البعض) ذكرى تحرير لبنان من الاحتلال "الاسرائيلي" عام 2000، سواعد المقاومين الأبطال التي حررت تلك الأرض المحتلة السليبة التي كان "الاسرائيلي" يتغطرس فوقها ويجوب سماءها ويسرق رزقها ويقتل ويسجن أهلها. تلك السواعد صارت اليوم مثار انقسام عربي. فبعض الدول تضع حزب الله على لائحة الارهاب، وبعض الدول تخشى المجاهرة بالدعم وبعضها الثالث تعيب على الحزب انخراطه بحروب عربية ومنها سوريا.
وهنا يطرح السؤال نفسه، ماذا بقي فعلاً من الصراع العربي "الاسرائيلي" بعد أن قامت معظم الدول العربية بعلاقات مباشرة أو غير مباشرة مع الكيان الاسرائيلي؟

الشعب الفلسطيني وحيداً
هناك زلزال قد ضرب الشرق الأوسط وخصوصاً المفاهيم والقيم العربية وأهمها العروبة، هذا الزلزال ضرب المقاييس والعلاقات والتحالفات، وبالتالي لا عجب أن ترى ما كان محرماً بالأمس أصبح مباحاً اليوم. الفلسطينيون أصبحوا محاصرين في منطقة صغيرة للغاية ومغلقة من جميع الجهات وذلك بسبب التأثر المباشر لما يجري في العالم العربي، حيث هذا الوضع لا يسمح للفلسطينيين بأن يتعدوا الذين فيه الآن، واختصروا الهدف في هذه المرحلة بأن يصمدوا في أرضهم وأن لا يرفعوا الراية البيضاء، وأن لا يسلموا للاسرائيلي بما يريدونه من رسم مستقبل للشعب الفلسطيني. واذا استطعنا أن نحافظ على هذا فقط كعرب نكون قد حققنا انجازاً كبيراً، ولكن وبسبب ارتهان بعض الدول العربية للحسابات الاميركية الصهيونية، منع العرب من الوفاء بالامكانيات التي يطالب بها الفلسطينيون للبقاء في أرضهم وعدم الاستسلام.

المصدر: المرصد الجزائري/ الدائرة الاعلامية طلائع الجزائريين

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 17 مايو 2017 - 13:06 بتوقيت مكة
المزيد