أمةُ كلما وربما ولعل!

الأحد 16 إبريل 2017 - 11:14 بتوقيت مكة
أمةُ كلما وربما ولعل!

إنها قطعا أمتنا العربية المسماة بالإسلامية التي تبني رؤيتها السياسية المستقبلية على كلمتين: كلما وربما!!.

(يَكَادُ البَرقُ يَخطَفُ أَبصَارَهُم كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَشَوا فِيهِ وَإِذَا أَظلَمَ عَلَيهِم قَامُوا وَلَو شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمعِهِم وَأَبصَارِهِم إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ) البقرة 20.

هم أيضا كبني إسرائيل حلفائهم القدامى والمعاصرين (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُم بَل أَكثَرُهُم لَا يُؤمِنُونَ) البقرة 100.

(لَقَد أَخَذنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَأَرسَلنَا إِلَيهِم رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُم رَسُولٌ بِمَا لَا تَهوَى أَنفُسُهُم فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقتُلُونَ). المائدة

أما خواتيم أغلب هؤلاء فعنوانها (قَالَ ادخُلُوا فِي أُمَمٍ قَد خَلَت مِن قَبلِكُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَت أُمَّةٌ لَعَنَت أُختَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَت أُخرَاهُم لِأُولَاهُم...) الأعراف.
أما الدافع الأساس لهذا السلوك الأرعن المتخبط فلا يعدو كونه (ربما)!!، ربما الماء يروب ربما تشرق شمس من صوب الغروب، ربما يبرأ إبليس من الذنب فيعفو عنه غفار الذنوب!، ربما يصدق ترامب كما صدق أوباما ومن قبله بوش الصغير وأوفى لهم بكل العهود والوعود!! ربما... ربما!!!.

لماذا لا يسير هؤلاء (الزعماء) على الطريق المستقيم ونهج الله القويم ويتحالفوا مع بني جلدتهم بلا استثناء ويوقفوا حروبهم المذهبية المجنونة الرعناء التي أكلت أخضرهم ويابسهم بدلا من الركض وراء الأماني والأوهام الأمريكية والإسرائيلية التي تعدهم وتمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا!!.

ما الذي جنته بلد كمصر من الركض وراء أوهام الرخاء والثراء الذي سيوفره الدخول في العصر الأمريكي أو الرضا بالقضاء والقدر الذي سيمنحه لها التحالف مع السعودي والإماراتي؟!.
الملفت في النص القرآني (كلما دخلت أمة لعنت أختها) هو كثرة وتعدد الأمم التي سقطت في وهدة التيه والضلال وكأن تجارب الآخرين لم تكن معروضة ومقروءة ولا تحتاج إلا لمن يعمل عقله وبصره (أَفَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَتَكُونَ لَهُم قُلُوبٌ يَعقِلُونَ بِهَا أَو آَذَانٌ يَسمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعمَى الأَبصَارُ وَلَكِن تَعمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). الرعد 46.

سقط وهم التحالف مع دونالد ترامب بعد أن تحول إلى بطة عرجاء بأسرع مما توقع أشد المتشائمين تشاؤما وبعد أن دخل في عدة حروب ضارية مع الإعلام الأمريكي ومع أركان دولته دفعة واحدة وأصبحت قدرته على تشكيل تحالفات قوية تسهم في انتشال حلفائه العرب من أزماتهم الكارثية موضع شك كبير!!.

أما لماذا يصر بعض الحكام العرب على التمسك بالأمل الترامبي فالسبب يدور بين كُلما وربما ولعل!!.

كلما أضاء لهم مشوا فيه!!!

وربما الماء يروب وربما تشرق شمس من صوب الغروب وربما ينتصر آل سعود على اليمن والعراق وسوريا ويقومون بعد ذلك بفتح الهند!!.

إنها الأماني بضاعة النوكى (الحمقى أجلكم الله).!!


*دكتور أحمد راسم النفيس

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 16 إبريل 2017 - 11:10 بتوقيت مكة
المزيد