هل يفعلها الكونغرس ويعزل ترامب؟!

الخميس 2 مارس 2017 - 08:53 بتوقيت مكة
هل يفعلها الكونغرس ويعزل ترامب؟!

أشعل الرئيس الجديد دونالد ترامب بعد اقل من شهرين على حكمه، وسائل الإعلام العالمية، حتى بات من الصعب أن تستيقظ في الصباح ولاتسمع خبراً مثيراً للجدل عن هذا الرئيس، كيف لا وهو في كل يوم يخرج لنا بقرار بعيد كل البعد عن البروتوكولات المعمول بها في الولايات المتحدة الأميركية.

وكثر الحديث عن سلوك ترامب منذ إطلالاته الإعلامية الأولى، بسبب تصريحاته النارية التي وصفها البعض بالمجنونة، بينما ذهب البعض الآخر بالموضوع أبعد من ذلك واصفاً الرئيس الجديد بأنه مضطرب عقلياً، وهذا ما يظهر على سلوكه بحسب أطباء نفسيين وأساتذة في علم النفس في أميركا.

ما دعى الكثير من الساسة والحقوقيين الأميركيين إلى السعي لجر الكونغرس الأميركي لاستجواب الرئيس الأميركي دونالد، ويرى خبراء سياسيون وقانونيون أنه على الرغم من عدم وجود إتهامات خطيرة يمكن توجيهها لترامب بقصد استجوابه، ولكن بداية إجراء هذه العملية في الكونغرس الأميركي يمكن أن تحد من تصرفات ترامب وتصريحاته التي تهدد السلم العالمي.

ولم يعد خافياً على أحد أن ترامب هو الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية حتى قبل مراسم تنصبيه رئيساً لأميركا، وتشير الإحصائيات إلى أن 43% من الشعب الأميركي يؤيد الرئيس الجديد، بالمقابل تجاوزت نسبة المعارضين لترامب وسياسته الـ 50%، ما يعكس حجم الرفض الشعبي له.

وهنا يتساءل الخبراء السياسيون هل يمكن أن يكمل هذا الرئيس فترة ولايته في ظل تعالي الأصوات داخل الولايات المتحدة لعزله، وهل أصبح الشعب الأميركي يخجل من رئيسه الجديد؟!

ومن اللافت أن الرئيس الأميركي السابق "باراك أوباما" حتى في أسوأ أيام فترة حكمه، كان على الأقل 63% من الشعب الأميركي يؤيد بقائه، وفقط 23% من الأميركيين لم يكن يدعم أوباما.

لهذه الأسباب وغيرها، فإن مساءلة ترامب في الكونغرس الأميركي، وبالرغم من اعتقاد الخبراء بنجاح هذه المسئلة بنسب ضئيلة، إلا أن الكثير من السياسيين وقسماً كبيراً من الشعب الأمريكي يتوقع نجاح المساءلة في حال تم طرحها بجدية في مجلس النواب والشيوخ الأميركي.

وفي الحديث عن الإجراءات اللازمة لإستجواب الرئيس الأميركي وعزله، يقول القانون الأميركي إنه يحق للكونغرس الأمريكي بغرفتيه الشيوخ والنواب عزل الرئيس، بتصويت أغلبية أعضاء المجلس، أي بما لايقل عن ثلثي الأعضاء، وخلال الإجتماعات يجب أن يطرح مجلس الشيوخ مسئلة إقالة الرئيس بحضور القضاة ورئيس المحكمة الأميركية العليا.

ومن بين الأمور التي يلزم الدستور الأميركي فيها السلطات الموجودة بعزل الرئيس أو الموظفين الرسميين "الخيانة، الفساد، تقاضي الرشوة، الجرائم والجنح التي يجرمها القانون الأميركي".

ولكن كيف لنا أن نثق بأن الكونغرس الأميركي سيقوم بإقالة ترامب، عندما نعلم أن الكونغرس قام بمساءلة ثلاثة رؤساء أميركيين في السابق ولكن لم يقم بإقالة أي منهم، فهل يمكن أن تتحقق التنبوءات التي تتحدث عن عزل ترامب لتصبح هذه الحادثة استثناء في التاريخ الأميركي؟!

يقول المحللون السياسيون كل شي يمكن أن يحدث، بعد وصول ترامب للحكم، فلم يعد بالإمكان توقع النتائج التي ستؤول إليها الأمور في القادم من الأيام.

قبل العودة إلى الحديث عن استجواب ترامب، دعونا نمر سوياً على تاريخ استجواب رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، ففي العام 1968 تعرض الرئيس الأميركي "أندرو جونسون" للمتابعة القضائية، وتم استجوابه داخل قبة الكونغرس الأميركي، ولكن عندما تم التصويت على إقالته لم تتعد الأصوات التي وافقت على عزله ثلثي أعضاء المجلس.

الرئيس جونسون

وكانت المحاولة الثانية لعزل أحد رؤساء أميركا في شهر يوليو 1974، عندما قام الكونغرس باستجواب الرئيس "ريتشارد نيكسون" على خلفية فضيحة "ووتر غيت" الشهيرة، والتي اعتبرت حينها أشهر فضيحة سياسية في تاريخ أميركا، وقدم نيكسون إستقالته قبيل إدانته بالفضيحة، التي اعترف بها فيما بعد، وبدأت محاكمته على إثرها إلا أن الرئيس "الذي خلفه" جيرالد فورد، أصدر عفواً عنه لأسباب صحية.

ريتشارد نيكسون

أما ثالث محاكمة فكانت بحق الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 1998، حيث لاحقت هذا الرئيس الكثير من الفضائح وكان أشهرها "علاقته غير الشرعية مع مونيكا ليونسكي"، إذ تم توجيه الاتهام لكلينتون بناءً على طلب مقدم لمجلس النواب الأميركي، فتشكلت لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذي ينتمي إليه كلينتون، برئاسة القاضي كينيث ستار الذي أقر بأن كلينتون مذنب، وتمت تبرأته فيما بعد من قبل مجلس الشيوخ الأميركي.

بيل كلينتون ومونيكا ليونسكي

بالعودة إلى القضية التي يتم طرحها الآن بقوة في أميركا، والتي تتحدث بشكل جدي عن مساءلة ترامب وعزله، وبما أن أكثرية أعضاء مجلس النواب والشيوخ الحالي في أميركا من الحزب الجمهوري، فإن عزل الرئيس سيكون ضربة قاضية للحزب الذي ينتمي له ترامب.

صحيح أن محاولات إقالة الرئيس لم تنجح حتى الآن في تاريخ أميركا، ولكن بداية هذه العملية ستكون فعالة جداً، وأداة للتأثير على عمل الكونغرس وعلى رؤساء البيت الأبيض.

لاتقتصر عملية الإستجواب فقط على الرئيس، بل تشمل أيضاً مسؤولين رفيعي المستوى، بما في ذلك نائب الرئيس أو كبار القضاة.

بطبيعة الحال، فإنه لا يمكن رمي الاتهامات بالخيانة على ترامب، إلا أن الخبراء والعلماء في جامعة هارفارد يعتقدون أن قضية "انتهاك الدستور" يمكن أن تكون سبباً منطقياً باتخاذ إجراءات العزل ضد ترامب.

أخيراً، يمكننا القول إن عزل ترامب لن يكون سهلاً، ولكن بداية هذه العملية قد تكون فعالة على تصرفات الرئيس ومن حوله، وخاصة أن أخطر الأسلحة النووية في العالم يقبض عليها رئيس مضطرب نفسياً وعقلياً حسب تشخيص الأطباء النفسيين في أميركا.

 

المصدر: الوقت

 

مزيد من الصور

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 2 مارس 2017 - 07:52 بتوقيت مكة
المزيد