الشيخ أشرف الطايش.. موهبة قرآنية

الأربعاء 1 فبراير 2017 - 17:51 بتوقيت مكة
 الشيخ أشرف الطايش.. موهبة قرآنية

الشيخ أشرف الطايش، أحد الأصوات الجميلة التي تتمنى سماعها دوماً عند قراءته لكتاب الله في كل وقت، استطاع الشيخ المصري الشاب غزو الأفئدة قبل الأبصار، فتمكن من سطر اسمه وسط عمالقة قراء كتاب الله.

 فتمكن الشيخ من سطر اسمه وسط عمالقة قراء كتاب الله، رغم أنه يعيش في قرية صغيرة ضمن قرى محافظة "الجيزة" وتحديداً في ناهيا.

واستطاع أن يكون ضمن الخمسين قارئاً المختارين من قبل وزارة الأوقاف المصرية للقراءة في المناسبات الكبرى، وهو إنجاز يحسب للشاب الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، فاستحق أن يكون "حبة من مسبحة القراء العظام"؛ وكان بيننا هذا الحوار..

نريد معرفة نشأتك وبدايتك مع رحلة القرآن؟

- الحمد لله فأنا تربيت في أسرة قرآنية فوالدي هو الشيخ يحيى الطايش، مدرس قرآن بالأزهر وقارئ مسجد الكواكبي بالعجوزة، وجدي الشيخ محمد الطايش، شيخ قراء الجيزة عليه رحمه الله، وأعمامي كلهم يحفظون القرآن، وقد ولدت في العام 1994 بقرية ناهيا بمحافظة الجيرة، وعند بلوغي سن الرابعة اصطحبني والدي إلى كُتاب القرية لأكون من حفظة كتاب الله، والحمد لله أتممت حفظ القرآن وتجويده في سن مبكرة، حيث حفظت القرآن على يد شيخي الشيخ عبد العال الكفراوي، وكانت الوالدة سبباً في حفظي لكتاب الله ربنا يبارك فيها، حيث كان والدي يتضرع إلى الله ليلاً ونهاراً أن يرزقه ولداً يحفظ القرآن، وكان شديداً معي، ولكن لمصلحتي، وكانت رحلة الحفظ شاقة وممتعة؛ لارتباطها بكتاب الله، ومن وقتها وأنا علاقتي بالقرآن قوية جداً.

قاری نوظهور مصر را بشناسیم/ عاشق سبک شحات انورم + تلاوت

مَن هم أبرز مشايخك الذين تأثرت بهم؟

لقد منحني الله سبحانه وتعالى مجموعة من المشايخ العظماء، الذين تمكنت من حفظ القرآن على أيديهم بكل أحكامه، وواصلوا رعايتهم لي وأنا أُدين لهم بالفضل بعد الله عز وجل، فهناك الشيخ عبدالعال الكفراوي، إضافة إلى عشقي الكبير للشيخ الشحات محمد أنور، حيث إن 90 % من قراءتي للشيخ الشحات أنور.

البعض يتهمك أنك تقوم بتلحين القرآن عند القراءة؟

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال "ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وقال حسنوا القرآن بأصواتكم"، وهذه المقولة التي أطلقت عليّ من إنسان حاقد أو موتور أو كاره لي، وصاحب الصوت غير الندي من يسمعه أو يسعى لاستماعه وإنما الناس تحب صاحب الصوت الجميل ليتذوقوا منه حلاوة كلمات القرآن، ولو كنت ملحناً للقرآن كما يدعي البعض لما تم تكريمي من مسابقة الخرافي عام 2011 ولم يصل سني سبعة عشر عاماً.

ما شروط مَن يقوم بتجويد القرآن؟

من أهم الشروط، معرفة الشخص بأحكام القرآن، ومتى تكون هناك غُنة أو تشكيل سليم، فالقرآن يكون بالتلقي والسمع ومتى عرف المستمع أحكام القراءة والغُنة والتجويد ومتى يتوقف يستطيع تجويد القرآن، أما عن اللغة فالقرآن أساسه اللغة، وبالتالي متى استطعت التلقي السليم فستكون النتيجة هي الحفظ السليم.

هل ترى أن مواهب القرآن فات أوانهم؟

لا يمكن القول بأن المواهب قد انتهت من مصر، لكن هناك بعض العقبات التي تواجه ظهور المواهب الفعلية، فمثلا تجد تراجعًا في كل مقومات الموهبة بدءًا من التعليم الجيد ومروراً برغبة القارئ في التقليد، حيث أصبح همهم الأول هو التقرب والدخول لعالم الإذاعة من أبواب مشاهير القراء، حيث لا يسعى الواحد منهم إلى أن يكون له شخصيته المستقلة ولذلك فنصيحتي للمبتدئين بألَّا يقعوا أسرى للتقليد، فمصر ولادة بالمواهب في كل المجالات وقراءة القرآن هي أحد المجالات التي حتما ستكون متوافرة منها من يمتاز بحلاوة الصوت وجمال القراءة.

كيف تنظر إلى ظاهرة لجوء الشعب المصري لسماع القراء السعوديين؟

وهؤلاء القراء أهل علم وذو مكانة، واستماع المصريين إليهم ليس هجراً للقراء المصريين، وإنما تباركاً بالمكان والحرم المكي والمدني لكنهم في الحقيقة هم تعلموا وتتلمذوا على أيدي القراء المصريين، فليس بمنطق أن نقول إنهم هجروا قراءهم وذهبوا إلى غيرهم، لكن الصحيح القول بأن القراء السعوديين يذكرون من يسمعهم بالحرمين الشريفين والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والبقيع والطواف والكعبة، وكلها أمور تجد صدى كبيراً في عقول وقلوب المصريين المعروفين بتدينهم الفطري.

برأيك هل ترى أنّ هناك تكريماً حقيقياً يليق بقراء القرآن الكريم حتى الآن؟

حتى الآن لم يُكرم أهل القرآن التكريم اللائق لهم، ونتمنى من المسئولين أن ينظروا للقراء على أنهم جزء من مصر ويحملون كتاب الله بين أضلاعهم، ويجب الالتفاف إليهم وتقديم الخدمات التي تجعل حامل القرآن يتفرغ لكتاب الله ولا يشغله شاغل.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 1 فبراير 2017 - 17:51 بتوقيت مكة