كيف نعالج الفقر

الأربعاء 25 يناير 2017 - 09:34 بتوقيت مكة
كيف نعالج الفقر

أصبحت الحياة قاسية ولا تطاق بالنسبة للكثيرين، فإن كان لديك المال الكافي لتعيش، فأنت بذلك قد عبرت أولى الخطوات التي تؤهلك لتكون رجلاً محترماً يحترمه الآخرون في المجتمع، أما الشخص الذي لا يملك المال، فإنّ نظرة الناس الدونيّة له تأكله، فالإنسان أصبح يُعامل في وقتنا اليوم بناءً على وضعه الاقتصادي.

اصبحت ظاهرة الفقر من أكثر الظواهر انتشاراً في مجتمعاتنا، فلو نظرت إلى الظروف المحيطة لوجدت أغلبها صراعات حول السلطة، وتدميرا في البنى التحتية التي تعمل على تشجيع الشباب على الانطلاق، كما تجد أن هناك فئة معينة قد تفردت بكل مقدرات البلد، من أموال وموارد بيئية واجتماعية، ومناصب عليا، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها.

وعليه كان لا بدّ من التطرّق لهذه الظاهرة التي تفشت في المجتمع بشكلٍ غريبٍ، وأصبحت تهدّد نسبة ليست بالقليلة في حياتنا على الأغلب.

ولو نظرت إلى نسب الفقر المتواجدة حالياً في مصر على سبيل المثال، لوجدت أنّها تعدت الـ 75%، فيما تتعدى الـ 80% بين الفلسطينيين، وكان الفضل في ذلك يعود إلى الظروف الحياتية التي فرضت نفسها على الأشخاص في هذه الحياة، وأصبحت واقعاً مريراً لا يمكن التأقلم على غيره في الوقت الحالي.

وعليه كان لا بدّ من الوقوف وقفة حقيقية من أجل التخلص من هذه الظاهرة أو حتى الحدّ منها بشكل أو بآخر.

إن تفشي الفقر بهذا الشكل قد يؤدّي إلى انهيار المجتمع ككل، وتفتيت الطبقات الاجتماعية والأخلاقية وغيرها، والناظر في التاريخ يرى أن الدول الأوروبية أيضاً قد عانت في فترة ما من انتشار ظاهرة الفقر، الأمر الذي أدّى إلى انهيار الاتحاد السوفييتي، وانهيار نظام الكنيسة والنظام الإقطاعي، وكل الأنظمة التي عملت على تعزيز هذه الظاهرة، وتعزيز تفشيها في المجتمع الغربي.

ومن اجل القضاء على الفقر او مكافحته، كان لا بد من العمل الجاد على إيجاد فرص عمل للشباب، وبعض الفئات القادرة على العمل، وكان السبيل لذلك لا يتحقق إلا من خلال بعض المشاريع الخاصة التي عمل على توفيرها بعض رجال الأعمال من كافة أنحاء العمل، وكان الهدف منها بسط السيطرة على المجتمع، وعملت على تذويب العلاقات المتوترة بين جميع الأطراف.

وكان هناك ثلاثة أنواع من المشاريع الصغيرة، والمتوسطة والكبيرة، وهذا ما سنتطرق له بالتفصيل الآن.

المشاريع الصغيرة هي المشاريع التي لا تكلّف صاحبها شيئاً، لا من ناحية الأموال أو المجهود العقلي أو العضلي، وفي نفس الوقت تهيء الفرصة للحصول على فرص عمل للفئات غير العاملة، ورغم أنّ العائد المادّي لها قليل إلى حد ما إلا أنّها أصبحت اليوم تسد خانة كبيرة في المجتمع، ولا يمكن التوقف عن الحاجة إليها في أي وقت من الأوقات.

المشاريع المتوسطة هي المشاريع التي تحتمل عددا أكبر من العمال، مع رأس مال محدود أيضاً، وتتضمن العمل ضمن شراكات معينة، وتدر عليك بدخل جيد إلى حد ما، ومن الممكن أن توفر لك فرص عمل كبيرة، بالإضافة إلى قدرتها على الاستمرار لمدة لا تقل عن العشر سنوات، على أقل تقدير.

المشاريع الكبيرة هي المشاريع التي تشرف على عملها الشركات الكبيرة، التي عملت على توفير فرص عمل لعدد كبير جدا من العمال، وفي ظروف بيئية ومادية أفضل بكثير من سابقتيها، كما أنّها من الممكن أن تمد يد العون لأصحابها في سبيل الوصول إلى الدخل الممتاز الذي يحلم به كل موظف.

كما ان الاستثمارات البيتية تندرج ضمن المشاريع الصغيرة التي تعمل على سد لقمة العيش بشكل يومي، وتسد خانة من حيث الاحتياجات المعروفة والبسيطة.

ومن أهم هذه المشاريع ما يلي:

الخياطة : وهي أولى الأمور التي تفكر بها سيدة المنزل، فيمكنها أن تبدأ مشروعاً صغيراً من خلال اقتناء ماكينة خياطة صغيرة تحيك بها الملابس، وتعمل على تخفيف المصاريف على رجل المنزل.

دروس تقوية منزليّة : وهذا ما يقوم به أغلب خريجي الجامعات ممن لم يتاح لهم الفرص للوصول إلى الوظائف الحكومية أو الخاصة، فيميلون إلى تخصيص مكان ما في البيت، وتجهيزه بالمعدات والمواد التي تساعد في الوصول إلى غرفة صفية نوعا ما، ويقوم باستقبال الطلاب الذين يحتاجون إلى المساعدة في التحصيل المدرسي، من خلال مبلغٍ مادي بسيط.

إعطاء دورات تدريبية للطلاب : تتطلب بعض المراحل من الطلاب التدريب على مهارات معينة كمهارات الحاسوب، أو بعض المهارات التي تتعلق بقدرتهم على التعامل مع اللغات الأخرى، ويلزم لذلك وجود بعض الجهات التي تؤمن لهم مثل هذه الدورات، ويكون العائد المادي جيدا بالنسبة للمجهود الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص الذين يعلمون الطلاب مثل هذه الدورات.

ومن أشهر الدورات التي يشعر الطالب أنّه بحاجة إليها هي دورات التدريب على كتابة الأبحاث العلمية، بالإضافة إلى دورات اللغات المختلفة، وأيضاً دورات الكتابة والقراءة والتعبير والإنشاد وغيرها من الدورات.

فتح محل ملابس صغير: فمن المهم أن يحاول الأفراد إيجاد أي فرصة من أجل القضاء على الفقر وتوفير لقمة العيش، ومن هنا يمكن ايجاد هذه الوسيلة من خلال فتح محل أو حتى بسطة ملابس تساعد الشخص على تأمين قوت يومه فقط، وبعد التدرج في الأمر من الممكن أن يصبح هذا الشخص صاحب رأس مال، وعليه من الممكن أن يتحكم في دخله، وفي مصروفاته، وأيضاً قد يتمكن من فتح فرع آخر لعمله.

بسطة إكسسوار: والمطلّع على حال السوق، يجد أن هناك العديد من الشباب الذين لجؤوا إلى استخدام بعض البسطات من أجل بيع الإكسسوار النسائي، والذي وجد أن هناك إقبالا شديد عليه، فهناك فئة ليست بالقليلة بين النساء والشابات يهتممن بأمور الزينة الخارجية، كالأزياء التي تلبس على فستان ما، ومن الممكن أن تدعم هذه البسطة ببعض الشنط أو الشالات وغيرها، ويفضل أن يكون لك سابق معرفة بالأسعار، وتحاول أن تخفّض أسعارك عن السوق؛ لأنّك بحاجة ماسة لتكوّن زبوناً في الوقت الحالي، وهذا الأمر يجعلك تلجأ؛ لأن يكون بيعك كثيراً وربحك قليلاً، وعلى الأقل في أولى مراحل العمل، حتى تستطيع الاستمرار.

ختاما، فكل ما سبق ما هو إلا نتاج الحكومات الفاسدة التي عملت على تضييق الخناق على المواطن، وتذويب ما به من كفاءات حتى لا ينطق بأي كلمة توصله إلى أي منصب عال، وهذا ما هو إلّا سياسة بعض الدول، وغيرها في السيطرة على من عندها من مواطنين على أراضيها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 24 يناير 2017 - 16:52 بتوقيت مكة